تؤكد النظريات التربوية أن تطور الطفل ونمو مهاراته يعتمد على التفاعل بين الحمل الجيني ومكونات البيئة ومهارات الطفل، وبالتالي فإن البيئة المحيطة بالضغوط المالية أو النفسية أو الاجتماعية، التي يعايشها الطفل ويحس بتأثيراتها؛ من الممكن أن تحفز تطور الطفل ونمو مهاراته وشخصيته وسلوكياته داخل المنزل وخارجه، ووسط الأهل أو بالخارج بين زملائه وأصدقائه أو العكس، حيث تتسبب البيئة السلبية في عدم نضج الطفل وتوقف نمو المهارات بالقدر المتميز.
وتحليل ذلك أن البيئة الإيجابية لها تأثيرها الإيجابي، والبيئة السلبية لها تأثيرها السلبي، اللقاء والدكتورة نادية إبراهيم أستاذة التربية والعلاج السلوكي لتحليل تأثير البيئة المحيطة في تطور الطفل ونمو مهاراته.
البيئة العاطفية التي يعيشها طفلك ويحس بها، هي الرابطة العاطفية التي يشاركها طفلك معك، والتي ستساعده في فهم وتعلم كيفية التعبير عن حبه ومخاوفه، ومعها سيتعلم الطفل أيضاً كيفية التفاعل مع المقربين منه، ويتعرف إلى طرق التواصل العاطفي مع الآخرين، وهذا يمده بالشعور بالثقة والأمان والعلاقة المستقرة والمحبة؛ لهذا احرصي على قضاء وقت كافٍ معه لتظهري له أنك تحبينه وبجانبه دائماً.
علاقة الأب بالأم لها تأثيرها في الطفل:
ستؤثر العلاقة التي تشاركينها مع زوجك في النمو العاطفي لطفلك، ربما تكونين أنت وزوجك الشخصين الأقرب لطفلك، وأول زوجين يعرفهما طفلك على الإطلاق؛ حيث تتفاعلان مع بعضكما بعضاً، والحب والاحترام اللذان تظهرانه بوصفكما زوجين سيساعد طفلك على تعلم كيفية تقدير شخص آخر.
طفلك، سيدتي، سيتعلم أهمية الاتصال القوي وكيفية احترام الآخرين؛ لذا فإن القليل من إظهار المودة أمر جيد ومطلوب أمام طفلك، كما أن إظهار الإيماءات الصغيرة مهمة مثل مسك الأيدي وعناق الطفل.
المستوى المادي للأسرة:
كما أن القوة المالية للمنزل تؤثر في جوانب مختلفة من تجربة طفولة الأبناء، فهذه القوة المالية تحدد مستوى الحياة الذي يعيش فيه الطفل، والمدرسة أو دار الحضانة التي سيذهب إليها، بجانب الدائرة الاجتماعية لعائلتك؛ لهذا من المهم أن تتحدث إلى طفلك عن الشؤون المالية، وكيف تُوجد أشياء أكثر أهمية من المال الذي يمكن امتلاكه.
المساحة الاجتماعية للأسرة:
كما أن البيئة في المنزل، والعلاقة مع الجيران أيضاً لها تأثيرها في سلوك الطفل؛ فإذا كنت تعيشين في بيئة مزدحمة أو صاخبة جداً، فقد يؤثر ذلك سلباً في شخصية الطفل، كما يمكن أن يؤدي وجود عدد كبير من الأفراد الذين يعيشون في المنزل نفسه إلى تقليل الوقت الذي تقضيه الأم أو الأب مع طفلهما.
وعادة ما يكون الانشغال مع الآخرين في المنزل سبباً للجوء طفلك إلى طرق للبقاء مشغولاً، وإبعاد نفسه عنك عاطفياً في وقت مبكر، وقد يبدأ طفلك أيضاً في تطوير قوة الإرادة لحجب الأصوات والمحادثات الصاخبة، وإذا كان طفلك انطوائياً؛ فقد يتراجع أكثر في قوقعته.
تأثير البيئة التعليمية:
ستكونين المعلم الأول لطفلك؛ لذلك من المهم أن تخلقي بيئة تحفز وتساعد على تنمية مهاراته، والبيئة الإيجابية والمريحة في المنزل ستساعد طفلك على التركيز على الدراسات والتعلم بشكل أفضل، لكن هذا لا يمنع من تشجيع طفلك دائماً على طرح الأسئلة والبحث عن حلول؛ لاكتساب المزيد من المعرفة.
خيرية هنداوي