أول زيارة عراقية رسمية إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد كانت بقيادة رئيس المخابرات ومستشار الرئيس الوزراء حميد الشطري، التقى خلالها القيادة الجديدة في البلاد على رأسهم أبومحمد الجولاني، وأتى إلى دمشق كمبعوث عن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وقالت مصادر إعلامية أن الزيارة ترمي إلى تأكيد الموقف العراقي بعدم التدخل بالشؤون الداخلية السورية، وذلك مقابل عدم تحرك الفصائل المسلحة السورية نحو العراق، وضبط الحدود بشكل جيد من داخل العمق السوري.
وأضافت المصادر أن الحكومة والأقطاب السياسية المختلفة تولي اهتماما خاصا بأمن واستقرار سوريا، وأوضحت أن الوفد سيعرض تجربة العراق الأمنية وإجراءاته في حفظ الأمن.
الشطري أبلغ الإدارة السورية الجديدة بأن هناك تخوفا حقيقيا لدى العراق من إمكانية هروب أو تهريب عناصر جماعة داعش من سجون قوات سوريا الديمقراطية قسد والتي هي قريبة من الحدود العراقية.
وبحث الشطري في دمشق أيضا التنسيق الأمني والعسكري ما بين العراق ووزارة الدفاع السورية التي سيعاد هيكلتها من قبل الإدارة السورية الجديدة.
هذه الزيارة تأتي بعد أن أكد السوداني أن الحكومة العراقية تعمل على تقييم الأوضاع في سوريا من أجل اتخاذ القرارات اللازمة بتطوراتها، وأن التواصل مع دمشق الآن جاء لعدة أهداف، أبرزها الحفاظ على الأمن القومي العراقي، خصوصا وأن الأوضاع في سوريا قد تؤثر سلبا أو إيجابا على عراق، وأن بغداد تسعى لبناء علاقات إيجابية مع المحيط الاستراتيجي لها لا سيما دمشق.