بعد التغييرات في سوريا لم تكن تتوقع تركيا انها ستجد نفسها امام تحد سياسي وامني شائك؛ الصراع التاريخي بين الاكراد وانقرة يكبر يوما بعد أخر، انطلاقاً من مناطق شمالي شرق سوريا التي تعيش تحت صراع بين اقطاب متعددة وعلى رأسها قواتُ قسد، مروراً بحزب العمال الكردستاني بشمال العراق. ففي المؤتمر الثامن لحزب العدالة والتنمية في ولاية سامسون جدد الرئيس اردوغان هجومه على الجماعات الكردية المسلحة متوعداً بالقضاء عليها مالم تتخلى عن السلاح.
وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان:”الى أولئك الذين يرتبطون بشكل وثيق بالمنظمة الانفصالية نحن كتحالف الشعب سنقضي على الخلاف الذي اوجده التنظيم الانفصالي بيننا وسوف ننقذ بلادنا من ويلات الإرهاب في أقرب وقت ممكن وبغض النظر عما إذا كانوا أتراكا أو أكرادا أو عربا، فإننا لا نتسامح مع الإرهابيين إما أن يدفنوا أسلحتهم أو يُدفنوا مع أسلحتهم”.
التغييرات السياسية في دمشق، جعلت تركيا تصب كامل تركيزها على حل معضلة الاحزاب الكردية المتمرسة في الداخل التركي وعلى حدودها الجنوبية وفتحت بذلك الباب امام استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية وحتى العسكرية.
وقال محمد اشيل وهو عضو حزب هدى بار الكردي التركي:”الان انتقل الموضوع الى ان تدخل اميركا في سوريا كطرف وتفرض احتلالا هناك وكل شيء تحت تصرفها وتم استغلال الاكراد لصالح اميركا”.
الصراع التركي – الكردي يقابله تحرك سياسي داخلي بين مختلف القوى السياسية وعلى رأسها مبادرة الحوار التي اطلقها حزب الحركة القومية مبادرةٌ تهدف الى حل النزاع بين الحزب الحاكم والاحزاب الكردية المعارضة وانتجت هذه التحركات عن لقاء بين رئيس البرلمان التركي و وفد حزب الديمقراطية والمساواة المؤيد للأكراد.
تحاول تركيا بطريقة او باخرى اغلاق ملف الصراع مع الاكراد الذي يمتد الى عقود خلت، في خارج الحدود لا خيار امام الجماعات الكردية المسلحة الا إلقاء السلاح او الدخول في معركة وجودية، اما في الداخل تشهد تركيا محاولات غير مسبوقة لانهاء هذا الصراع عبر الحوار.