الجنود الأوكرانيون يفرون من معسكرات التدريب الفرنسية

أوضح المسؤول الفرنسي أن الفرار من الخدمة العسكرية على الأراضي الفرنسية لا يخضع لأي عقوبات قانونية فرنسية

2025-01-08

في تطور دراماتيكي يكشف عن الأزمات المتعددة التي تواجه القوات المسلحة الأوكرانية، نشرت صحيفة “هامبورغر أبند بلات” الألمانية تقريراً مفصلاً حول ظاهرة فرار الجنود الأوكرانيين من معسكرات التدريب في فرنسا. يأتي هذا التطور في وقت حرج تواجه فيه أوكرانيا تحديات غير مسبوقة على الجبهات العسكرية والسياسية، مما يثير مخاوف جدية حول قدرتها على مواصلة المقاومة في مواجهة التصعيد الروسي المتزايد.

 

في تصريح مثير للجدل، أعلن الجيش الفرنسي عن فرار مجموعة من الجنود الأوكرانيين خلال فترة تدريبهم على الأراضي الفرنسية. وأكد مسؤول عسكري فرنسي رفيع المستوى، في حديث خاص لوكالة الأنباء الفرنسية ، قائلاً: “نعم، هناك عدد من الجنود المتدربين قد فروا من معسكرات التدريب، لكن من المهم التأكيد أن هذا العدد يظل ضئيلاً نسبياً مقارنة بالعدد الإجمالي للمتدربين.” وأشار المسؤول إلى أن عدد الفارين قد يصل إلى عشرات الجنود.

 

وفي تفاصيل إضافية حول البرنامج التدريبي، أوضح المسؤول العسكري الفرنسي أن التدريبات كانت تتم وفقاً لأعلى المعايير العسكرية وبما يتوافق تماماً مع المتطلبات الأوكرانية، سواء من حيث المعدات العسكرية المستخدمة أو الجدول الزمني للتدريب. وأضاف أن هذه المعايير تم وضعها بالتنسيق الكامل مع القيادة العسكرية الأوكرانية.

 

وفي جانب قانوني مهم من القضية، أوضح المسؤول الفرنسي أن الفرار من الخدمة العسكرية على الأراضي الفرنسية لا يخضع لأي عقوبات قانونية فرنسية. وأكد أن المدعين العامين الفرنسيين لا يملكون الصلاحية القانونية لاعتقال الجنود الفارين، حيث تقتصر صلاحيات السلطات الأوكرانية في فرنسا على اتخاذ إجراءات تأديبية داخلية فقط.

 

وكشفت الأرقام الرسمية أن الجيش الفرنسي يقوم حالياً بتدريب 2300 جندي أوكراني ضمن لواء “آن كييف” على الأراضي الفرنسية، بينما يخضع 2200 جندي آخر من نفس اللواء للتدريب داخل الأراضي الأوكرانية. ويأتي هذا البرنامج التدريبي ضمن جهود حلف الناتو لدعم القدرات العسكرية الأوكرانية.

 

وفي سياق متصل، تحدث ميخايلو دراباتيتش، قائد القوات البرية الأوكرانية، في مقابلة موسعة مع عدة وسائل إعلام دولية، بما فيها وكالة الأنباء الفرنسية، عن التحديات والمشاكل التي تواجه هذه الوحدة العسكرية. وقد أثار حديثه اهتماماً كبيراً في الأوساط العسكرية والسياسية الأوروبية.

 

وفي تطور لافت، كشف الصحفي الأوكراني المعروف يوري بوتوسوف، في تقرير نشره خلال شهر ديسمبر، أن العدد الإجمالي للجنود الفارين من هذا اللواء العسكري وصل إلى 1700 جندي، مشيراً إلى أن غالبية حالات الفرار حدثت قبل إرسال الوحدات إلى جبهات القتال. ووفقاً لتقرير بوتوسوف، فإن حوالي 50 جندياً فروا أثناء تلقيهم التدريب في فرنسا. وفي رد غير متوقع، لم ينفِ القائد دراباتيتش هذه الأرقام المثيرة للقلق.

 

وتشير التقارير الميدانية إلى أن أوكرانيا تواجه تحديات متزايدة في الحفاظ على قوتها البشرية منذ إعلان التعبئة العامة في فبراير 2022. وقد قامت السلطات الأوكرانية بتمديد قرار التعبئة عدة مرات، مع تشديد الإجراءات لمنع فرار الرجال في سن الخدمة العسكرية الإلزامية.

 

وفي ظل تصاعد الهجمات الروسية، تواجه أوكرانيا ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات فرار الجنود من الجبهات القتالية، مما يضع كييف أمام تحدٍ كبير في تعويض النقص في القوات. وتشير الإحصاءات إلى أن الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي شهدت زيادة ملحوظة في عدد الجنود الفارين مقارنة بالعامين السابقين.

 

المصدر: وكالات

الاخبار ذات الصلة