تم افتتاح معرض للصور الأقل مشاهدة لآية الله سيد محمود طالقاني أمس الأول الثلاثاء 7 يناير / كانون الثاني 2024م بحضور سيد رضا صالحی أميري وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية، وعدد من المديرين والمسؤولين من مختلف الجهات، وعدد من أفراد عائلة آية الله طالقاني في المتحف الوطني الإيراني.
في هذا المعرض، تم عرض خمسين لوحة فوتوغرافية من فترات مختلفة من حياة آية الله طالقاني، وهو رجل دين معروف، مفسر للقرآن ومفكر ديني، كان من أساتذته البارزين في مديني قم والنجف المقدستين كُلاً من المرجع آية الله شهاب الدين مرعشي النجفي، والأديب الطهراني، وسيد محمد حجت، وأبو الحسن الأصفهاني، ومحمد حسين غروي الأصفهاني، وآقا ضياء عراقي، وشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي .حصل على إجازة الاجتهاد من السيد أبو الحسن الأصفهاني والشيخ عبد الكريم الحائري، وإجازة الرواية من آية الله شهاب الدين مرعشي والقمي. ومن بين القادة الروحيين والسياسيين للثورة، يتمتع آية الله طالقاني بخصائص فريدة، كان من الرواد ومن أقدم العلماء المناضلين ضد نظام الشاه البائد، فهو أمضى أربعين عامًا من النضال والجهاد، قضى أكثر من أحد عشر عامًا منها في السجن والنفي، كان دائمًا رائدًا ومرشدًا وموازنًا لقوى الثورة؛ وبعد انتصار الثورة الإسلامية تم انتخابه لرئاسة مجلس الشورى. كلفه الإمام الخميني(قدس) بإقامة أول صلاة جمعة بعد انتصار الثورة الإسلامية في 27 تموز/ يوليو 1979م في جامعة طهران، توفي آية الله طالقاني في العام نفسه ودفن في مقبرة جنة الزهراء(ع) في العاصمة الإيرانية طهران.
صالحی أميري: كان آية الله طالقاني روح زمانه
قال وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية “رضا صالحی أميري” في هذه المناسبة:” إن جيل اليوم قد ابتعد عن جيل الماضي وسلالته التاريخية، مضيفًا:” كان آية الله طالقاني روح زمانه، وإعادة قراءة الهوية وأفكار أشخاص مثله هدف مهم ورئيسي للمجتمع الإيراني.”
وأشار إلى أن إقامة هذه المناسبة بإسم وذكرى المرحوم آية الله طالقاني تحمل أهمية كبيرة، فهي ليست سياسية ولا دعائية، بل تهدف إلى تعريف الجيل الشاب بشخصيات بارزة من أرض إيران وسد الفجوة والانقطاع الذي حصل”.
ولفت إلى أن إيران العزيزة تتمتع بجذور وتاريخ بارز، وهويتها تشكلت من خلال عناصرها التاريخية، وقال:” إن جيلنا اليوم قد ابتعد عن جيل الماضي وعن هذه الجذور التاريخية، لذا فإن إعادة قراءة الهوية وأفكار أشخاص مثل آية الله طالقاني تعتبر هدفًا مهمًا ورئيسيًا للمجتمع الإيراني؛ فواجبنا هو تذكير الأشخاص الذين ابتعدوا عن هذه القيم، والرسالة هي أن طالقاني هو حاجة اليوم وضرورة الغد لإيران”.
وأشار بعد ذلك إلى أهمية المنزل التاريخي للمرحوم آية الله طالقاني:” هذا المنزل ليس مجرد هيكل وطوب، بل له روح ومعنى. هذا المنزل هو راوي جرت فيه أحداث كبيرة وهو جزء من شخصية وهوية طهران.”
وشدد على وجوب تعريف آية الله طالقاني للجيل الجديد بلغةٍ جديدة، وأشار إلى طلبه من وزارة التربية والتعليم بتقديم شخصيته بشكلٍ جيد للأجيال الجديدة .وواصل قائلاً:” إن جيلنا مدين لأشخاص مثل آية الله طالقاني، فهو كان شخصية تمثل ملاذًا لجميع الأفراد والثوار السياسيين، وحتى داخل وخارج السجن كان ملاذًا للعديد من الأشخاص”.
وواصل صالحي حديثه قائلاً:” كان آية الله طالقاني روح عصره، وهو جزء من تاريخ المجتمع الإيراني. كان شخصية كبيرة وبارزة، لذا نسعى بالتعاون مع عائلته إلى تنظيم مؤتمر كبير يليق بهذه الشخصية العزيزة بهدف التعريف بحياته وعصره، كما يجب على هيئة الإذاعة والتلفزيون التعريف بشخصيته للجيل الجديد عبر إنتاج مسلسلات وبرامج متنوعة”.
وأكد في النهاية على أن جميعنا تعلمنا الكثير من آية الله طالقاني، وأننا استلهمنا منه خطاب العناية بالناس، والتسامح، وحرية الفكر، وأوضح: من هنا يجب أن تُعرّف الأفكار النقية لآية الله طالقاني للمجتمع وللجيل الشاب، نحن في وزارة التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية مستعدون للتعاون مع الجهات المختلفة بما في ذلك البلدية لتعريف وإحياء أفكاره”.