الباحث الإسلامي من النجف الأشرف الشيخ أسعد اللامي للوفاق:

إيران داعمٌ رئيسي للمقاومة في وجه المشروع الصهيوأمريكي بالمنطقة

خاص الوفاق: إذا انضمّ الإصرار والعزيمة وصدق الاعتقاد لدى الإنسان المقاوم مع وجود سلاح محلّي، يمكن أن يحقق له تفوقه دون اللجوء إلى الغير، نكون قد حققنا معادلة النصر الأكيد

2025-01-11

سهامه مجلسي

 

للجمهورية الإسلامية دورٌ مركزي في دعم جبهة المقاومة ولولاها لما كان هذا التقدم الحاصل على كل الجبهات، ومما لا شك فيه بأن الدعم المُقدّم للمقاومة الفلسطينية من الجمهورية الإسلامية يُعتبَر الركيزة الأساسية لبناء قدرات المقاومة القتالية وتطويرها في مواجهة العدو الصهيوني، وواصلت تقديم الدعم للمقاومة بكافة توجّهاتها ومع كل جولة تصعيد تساهم في بناء قدرات المقاومة ومراكمة قوّتها.

 

وحول مستقبل حرب غزة وعملية “طوفان الأقصى” التي تُشكل علامة فارقة في القضية الفلسطينية، ودعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمقاومة انطلاقاً من دورها الريادي في صدّ الهجمة الصهيو – أمريكية بما يحقّق حالة من التوزان مع العدو حاورت صحيفة الوفاق الباحث الإسلامي من النجف الأشرف الشيخ أسعد اللامي، وفيما يلي نص الحوار:

 

كيف ترون دور الجمهورية الإسلامية في إيران وتوجهاتها تجاه المقاومة في المنطقة؟

 

غير خفي على المتابع لأدبيات الثورة الإسلامية المباركة ومسيرتها طوال ما يقارب النصف قرن من الزمان ذلك الدعم الكبير الذي تحظى به المقاومة وخط مواجهة المستكبرين والظالمين.

فالجمهورية الإسلامية في ايران تعتبر الدفاع عن لمحرومين والمستضعفين والمقاومين للإستكبار العالمي وللصهيونية العالمية وللظلم والطغيان أحد الركائز الاساسية التي بنيت عليها.

 

وذلك التوجّه لا تجده فقط على صعيد مسيرة تلك الدولة المباركة العملية بل نجد المشّرع في الجمهورية الإسلامية قد وضع نصب عينه تلك الركيزة الاساسية من ركائز هذه الدولة المباركة ومشروعها.

 

فإننا نجد الدستور في الجمهورية الإسلامية وهو القانون الأساسي لمشروع الدولة قد جعل نصرة المستضعفين والمحرومين والمقاومين ركيزة أساسية من ركائزه يبتني عليه ذلك الدستور، وتطمح له تلك الدولة المباركة.

 

فقد ورد في المادّة الثالثة من الدستور: يجب على حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران أن تنظمّ سياستها الخارجية على أساس المعايير الإسلامية والإلتزام الأخوي تجاه جميع المسلمين ودعم المستضعفين في العالم دون تردد.

 

والمتأمل في هذا النص من الدستور يجد بشكل واضح مدى تمسك الجمهورية الإسلامية في اسناد المستضعفين والمحرومين في العالم.

 

وفي نصّ آخر تبنّته المادة (152) من الدستور نجد ذلك إذ بيّنت هذه المادة أن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية تقوم على رفض أي هيمنة وتتبنى الدفاع عن حقوق جميع المسلمين وعدم الإنحياز لقوى الهيمنة وبناء العلاقات السليمة مع الدول غير المعادية.

 

ووفقاً للمادة (154) من دستور الجمهورية الإسلامية تعتبر الجمهورية الإسلامية المباركة سعادة الانسان هي الهدف الأعلى للمجتمع البشري ككل، وبينما تمتنع تماماً عن التدخل بالشؤون الداخلية للدول فإنها تدعم النضال المطالب بحقوق المظلومين ضد المستكبرين.

 

ونجد الأمر جلياً في كلمات مؤسس الدولة الإسلامية المباركة الإمام الخميني(قدس) فقد ورد في كتاب الحكومة الإسلامية ص 37: «واجب علينا إنقاذ المظلومين والمحرومين. من واجبنا دعم المظلوم وأن نكون أعداءً للظالمين» وكذلك نجد ذلك الموقف واضحاً في كلمات قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي ففي خطاب له يقول دام ظله: «هذه الثورة لانها تؤمن بنصرة المستضعفين والمظلومين دائما نشتبك مع الظالمين والمستكبرين».

 

وفي حديث آخر يقول سماحته: «تقع علينا واجبات ومسؤوليات كثيرة علينا القيام بها تجاه الوطن وهذه المنطقة وكل الشعوب المستضعفة لمواجهة مؤامرات المستكبرين».

 

أما السيرة العملية والتأريخ المبارك للجمهورية الإسلامية فخير شاهد على إسناد المقاومة تجل ما تعنيه كلمة الإسناد ابتداء من تبني عقيدة المقاومة والترويج الإعلامي والثقافي والاجتماعي بها مروراً بالإسناد المالي واللوجستي وتقديم كل يمكن أن يساعد على ديمومة حركة المقاومة وقد اتضح ذلك جلياً في اسناد المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين وطوفان الأقصى خير شاهد على ذلك الموقع المبدئي الذي لا نظير له.

 

برأيكم ما هو الأمر الذي يقرر مصير الشعوب؟

 

نرى أنّ الذي يقرر مصير الشعوب، وبالأخص المستضعفة منها مجموعة من الإمور:

 

أولها: إيمان تلك الشعوب في ضرورة حفظ أوطانها والحفاظ على استقلالها، وضرورة الدفاع عن وجودها وعن مقدراتها ومقدساتها وحفظ كرامتها.

 

وهذا الإعتقاد لابد أن يكون راسخاً في نفوس أبناء الشعوب المستضعفة، ولابد من ايجاد مؤسسات داعمة لهذا الإيمان وترسيخه لدى أبناء الشعب، ودعمه اجتماعياً وإعلاميا حتى يصبح ثقافة لدى تلك الشعوب.

 

والأمر الثاني الهام في هذا المضمار: هو الإيمان بثقافة المقاومة وثقافة الشهادة بناء على أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى وأن الإنسان على استعداد أن يبذل الغالي والنفيس من أجل حفظ مقدراته ومقدساته.

 

وهنا لابدّ من تهيئة العدّة للقيام بهذه المهمة السامية.

 

الأمر الثالث: ايجاد الأرضية السائدة لثقافة المقاومة وتهيئة الحاضنة الشعبية التي تقوم بهذه المهمة النبيلة.

 

كيف يمكن مواجهة التدخل الأمريكي في مقدرات شعوب المنطقة وبلدانها مع دعمهم الدائم للكيان الصهيوني الغاصب؟

 

لابّد هنا من توضيح مسألة فكرية هامّة ربما تكون خفية على البعض وهي إنّ الأمريكان ومن خلال تدخلهم الدائم في الشؤون الخاصة للبلدان وبالأخص بلدان المنطقة ينطلقون من مبدأ يوحي دائماً بأن امريكا هي قائدة العالم الحرّ المتحضر وإنها تمثل النموذج الحضاري الأول في العالم الذي لابدّ للأمم أن تحتذي به وعلى هذا الاساس فهي الأجدر في قيادة العالم وقيادة البلدان وبناء مصيرها وهم الذين يفكرّون عن بقية الشعوب ويدیرون دفّة الحكم لديهم. وكذلك ينطلق الأمريكان من مسألة فكرية وعقائدية في الدعم الدائم للصهيونية العالمية والدفاع عنهما. ويعتبرون ان الصهاينة هم الأجدر بالعون والإسناد اللامحدود لأنهم فئة مختلفة تماماً عن شعوب المنطقة.

 

من هنا لابدّ أولاً من إقناع الشعوب بأنّ الأمريكان ينطلقون من تلك المنطلقات الآنفة الذكر، ولابد هنا ايضا من ترسيخ ثقافة مفادها أنّ الأمريكان ليسوا هم الأجدر في حكم بلداننا واللعب في مقدراتها بل كل فساد في اي نقطة في العالم ينطلق منهم ولا يوجد بلد دخله الأمريكان إلاّ وأفسدوا فيه كل صحيح، وبالنسبة لتبنيهم للغّدة السرطانية في المنطقة والمسماة بالكيان الصهيوني فمن حقنا القول إنّ هذا الكيان هو سبب بلاءات ومشكلات المنطقة منذ حلّ في ارض فلسطين واغتصبها وشرّد اهلها ولابدّ هنا من تثبيت الحقائق التاريخية في كل ما ذكرت ومن هنا تنطلق فكرة مواجهة العداء الأمريكي الدائم للمسلمين عموماً ولكل من يقف في وجه مؤامراتهم في عموم المعمورة.

 

كيف ترون تأثير تطور الصناعات الدفاعية لدى دول محور المقاومة؟

 

قديماً قالوا: «الحاجة هي أم الإختراع»، إنّ حاجة دول المقاومة هي التي أسست لفكرة الصناعات الدفاعية والتي كانت حكراً على فئة خاصة من الدول معضمها تنتمي للمعسكرات الإستعمارية المعادية.

 

اليوم عندما نجد الدول المقاومة وهي تضع سلاحاً متطوراً ربما يفوق في بعض الأحيان قدرات المستكبرين إنمّا نشعر بالفخر الكبير والأمل الأكبر في تحقيق هذه الشعوب لاستقلالها.

اذا انضّم الإصرار والعزيمة وصدق الاعتقاد لدى الإنسان المقاوم مع وجود سلاح محلّي يمكن ان يحقق له تفوقه دون اللجوء الى الغير نكون قد حققنا معادلة النصر الأكيد.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص