الجمال والتربية الدينية

والمقصود بالحس الجمالي في التربية هو أن نستطيع أرفاق الكلام والقدوة والنصيحة والتجربة والتعليم بالتصاوير والأفكار والمشاعر الجميلة التي تخلق في قلب الطفل الانجذاب والحب.

2025-01-12

 

قد لا يعتبر البعض أن هذا الأمر شرطاً من شروط التربية، لكن لا يمكن إنكار أن الجمال الفني من أكثر الأمور تأثيراً على تثبيت المفاهيم. فبدون الجمال لن يتخط الخطاب الأذن. لكن ما نقصده بالجمال أو الحس الجمالي ليس أمراً خاصاً بالمربي، بل هو عملية تفاعلية بين الطفل ومعلمته ومعلمه.

 

فإذا استطاع المربي أن ينقل الرسالة المعنوية أو الأخلاقية بشكل فني، فقد بنى جسراً متيناً بين الطبيعة والبيئة والفطرة وذهن هذا الطفل الصغير.

 

والمقصود بالحس الجمالي في التربية هو أن نستطيع أرفاق الكلام والقدوة والنصيحة والتجربة والتعليم بالتصاوير والأفكار والمشاعر الجميلة التي تخلق في قلب الطفل الانجذاب والحب.

 

ولذلك نرى أن للتربية الدينية أساليب فنية جمالية غير مباشرة يمكن اللجوء إليها وهي تشمل جوانب حياة الطفل كافة.

 

1. القصة: من أفضل الأساليب لنقل المفاهيم الدينية القصص، والقصص من الأساليب التي أتبعها القرآن الكريم لتعليمنا: فقصة النبي موسى والخضر تعلمنا الصبر والتواضع فقصة النبي لوط أو يوسف تعلمنا العفة، وقصة آدم وحواء تعلمنا البعد عن الشيطان.. وينقل القائد الخامنئي أن معظم ما يعرفه عن الأنبياء هي من القصص التي كانت تقرأها له أمه في طفولته.

 

2. حياة العلماء: تاريخنا الإسلامي وحاضرنا مليء بالنماذج، يمكن أن يقتدي بها أبناؤنا في حياتنا الدينية والعملية، حدثوهم عن القائد الخامنئي الذي ترك طلب العلم ليبقى بجانب أبيه عندما ضعف نظره، وحدثوهم عن الإمام الرضا (عليه السلام) الذي نزل عن جواده، عندما مر بالقرب من إحدى المقابر احتراماً لأستاذه (غير المسلم) الذي علمه مرة.

 

3. الأفلام: الرسوم المتحركة والأنيميشن: وتعتبر الآن من الأساليب الأكثر جاذبية بالنسبة للأطفال ويمكننا دمج أي مفهوم نريده من خلال فيلم ذو رسوم متحركة، وسيساعد هذا الأسلوب على تثبيت المفاهيم الدينية أكثر من الأسلوب المباشر.

 

4. الطبيعة: إن الطبيعة هي الكتاب الكبير الذي يستطيع أن يتعلم فيه الأطفال عن خالقهم وخالق هذه الطبيعة المتغيرة والمتنوعة والتي تعكس حياة الانسان وموته (فصل الشتاء) وعودته إلى الحياة بعد الموت(فصل الربيع).

 

5. معرفة الناس: النظر إلى حياة الناس المعنوية والتعلم منها خاصة حياة الأنبياء والأئمة والشهداء والأشخاص الذين يحبهم الطفل ويعيش معهم. وكما يقول القائد الخامنائي أن الشهداء هم النموذج الأفضل للناشئة.

 

6. عبر المتون الدينية: التي تعطي للطفل احساساً بالأمان أن الله هدى الإنسان عبر العصور المختلفة.

 

فيجب أن يتجلى كمثالٍ:

 

– أن يكون الأب والأم ومعلم ومعلمة التربية الدينية مؤمنين بما ينقلونه للأطفال، ويهتمون بالقيم الإنسانية والأخلاقية ويظهرون ذلك في سلوكهم اليومي، يحترمون الآخرين، يقبلون على الصلاة، ويراعون حقوق الأخرين، ويراعون الحلال والحرام.

 

– الارتباط الكلامي الحسن: فمن المهم أن نتكلم مع أبنائنا بأسلوب جميل واضح، وبصوت هادئ ومهذب وبأخلاق حسنة وبشاشة…

 

– الظاهر المرتب: من حق أبنائنا أن يكون معلمو الدين في المدارس من أكثر المعلمين والمعلمات اهتماماً بالترتيب والنظافة.. فإن هذا الأمر يؤثر إيجابياً على تقبل الدِّين وعلى الثقة بالمؤمنين.

 

الصبر: كي يتعلم أبناءنا التعاليم الدينية نحن بحاجة للصبر وطول البال، فقد نحتاج لتكرار مراراً كي يرسخ امراً ما في ذهن الأطفال.

 

الدكتورة أميمة عليق

المصدر: موقع البلاغ