الحقوقي الفلسطيني فؤاد بكر للوفاق:

عمليات المقاومة متواصلة في غزة وصراخ العدو يتصاعد

الوفاق/ خاص المقاومة تقاتل ضمن معادلة فرضتها على الأرض، قائمة على خوض حرب استنزاف مستمرة، في حين لم يستطع جيش الاحتلال تغييرها رغم حجم القتل والدمار وقدراته العسكرية الكبيرة

2025-01-15

عبير شمص

 

تتوالى عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة والتي تلحق الخسائر بجيش الاحتلال، خمسة عشر ضابطاً وجندياً صهيونياً قُتلوا وأُصيب عشرات آخرون في الأسبوع الأخير فقط، كان آخرهم خمسة جنود من لواء “ناحال” قتلوا وأصيب 11 في استهداف قوة عسكرية للاحتلال بصاروخ مضاد للدروع في بيت حانون شمالي قطاع غزة. وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن 80% من قادة لواء غفعاتي قتلوا أو جرحوا في العدوان على قطاع غزة، وذلك رغم 15 شهراً من الحرب توقع فيها الجيش الصهيوني أن تُضعف المقاومة، التي استمرت كذلك بقصف مغتصبات قطاع غزة مظهرةً  فشل العدو الصهيوني في إيقاف هذه الصواريخ.

 

في هذا الإطار، نستكشف كيف لمقاومة تعرضت لإبادة جماعية وتدمير ممنهج طال كافة المجالات الحياتية والمعيشية وتخضع  لحصار مطبق الاستمرار بالمقاومة وتكبيدها جيش العدو الصهيوني خسائر في صفوفه؟ بل نرى اندفاعاً وتزايداً في أعداد الملتحقين بالمقاومة في القطاع وفق تقارير العدو الصهيوني؟ حول هذه التساؤلات وغيرها يجيبنا الحقوقي الفلسطيني الأستاذ فؤاد بكر، وفيما يلي نص الحوار:

 

خسائر متزايدة في صفوف جيش العدو الصهيوني

 

رغم الحصار الصهيوني المستمر لشمال قطاع غزة منذ أكثر من عام، استمرت ضربات المقاومة، وكبدت جيش الإحتلال خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد، خمسة عشر ضابطاً وجندياً صهيونياً قُتلوا وأُصيب عشرات آخرون في الأسبوع الأخير فقط، مما يؤكد وفق الأستاذ بكر على استمرارية مقاومة الشعب الفلسطيني لجيش الاحتلال الصهيوني والتي تصب في إيمانه بقضيته العادلة، للتخلص من الظلم والاحتلال الذي يعيشه على مدار أكثر من 76 عاماً، إذ أن رفض الظلم والمعاناة تولد مع الإنسان بشكلٍ فطري، ولأن الأرض تخدم شعبها ولم تخدم يوماً من الأيام أي احتلال على وجه الأرض، من الطبيعي أن يرتفع عدد القتلى والمصابين من جيش الاحتلال الصهيوني، الذي يعتدي على الشعب الفلسطيني، ويهدف إلى سرقة أراضيهم، وتهجيرهم منها بالقوة، وتصفية مقاومتهم لإقامة الشرق الأوسط الجديد وبناء “إسرائيل الكبرى”، بما يشمل فلسطين، لبنان، سوريا، الأردن…

 

عمليات نوعية رغم الصعوبات الميدانية

 

يشير الأستاذ بكر بأن الكيان الصهيوني يمتزج بأبشع نظامين عرفتهما البشرية، الأول استعماري كولونيالي إحلالي، يريد إحلال شعب مكان شعب موجود بالقوة، والثاني الأبارتهايد (الفصل العنصري)، وهذا ما يجعل الشعب الفلسطيني كأي شعب من شعوب العالم يناضل للتخلص من هذين النظامين، وتعود أسباب الاستمرار في المقاومة رغم كل الحصار الشامل على قطاع غزة، بتمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه لجهة دحر الاحتلال عن أراضيه وممارسة حقه بالمقاومة كتعبير عن حقه في تقرير مصيره الذي أكدت عليها المواثيق والإتفاقيات الدولية.

 

ويؤكد على أن الأمل الذي يتمتع به الشعب الفلسطيني، يجعله يقاوم بلحمه الحي، رغم الجوع والعطش حفاظاً على كرامته الإنسانية وعدم إذلاله والمس بكرامته من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، ولأن الإرادة والأمل أقوى من السلاح، نعود بالذاكرة سوياً إلى سجن جلبوع الذي تحرر منه ستة فلسطينيين بعد أن حفروا نفقاً بمعلقة في سجن محصن ومراقب بأفضل وأجود أنواع التكنولوجيا المتطورة، وقد علمنا التاريخ أن الشعب الفلسطيني لا يعرف المستحيل، ويبتدع أساليب قتالية جديدة، تُبهر العالم يوماً بعد يوم، ويمارس المقاومة بكل أشكالها وأنواعها حتى يُعري الكيان الصهيوني أمام شعوب العالم”.

 

 تفاوض تحت النار

 

يرى الأستاذ بكر بأن العدو الصهيوني فشل بتحقيق أهدافه في قطاع غزة، وهذا نتيجة صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري، والتحامه بشكل أكثر بالمقاومة، بإعتبارها السبيل الوحيد لنيل كامل حقوقه، وذلك بعد أن عجز المجتمع الدولي والمفاوضات التي بقيت 30 عاماً دون أي جدوى، وعلى مدار 15 شهراً، دخل  العدو الصهيوني بأفق مظلم، وبوحول قطاع غزة ولم يعد يعرف كيف يخرج من هذا المأزق بصورة المنتصر، ولا يزال يعيش في حالة الغيبوبة، ولم يصدق إلى الآن أن هيبته انكسرت في السابع من أكتوبر / تشرين الثاني عام 2023، ولن يستطيع ترميمها بعد هذا السقوط المدوي”.

 

ويؤكد أن الاستمرار في المقاومة رغم كل القيود والحصار، جعل العدو الصهيوني يدخل المسار التفاوضي من موقع الضعيف لا من موقع القوي الذي يفرض شروطه على الشعب الفلسطيني، إذ لا يزال هذا الأخير يتمسك بمقاومة الاحتلال حتى إنهاء العدوان، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الصهيونية.  من جهته يحاول العدو الصهيوني تحسين شروط التفاوض مع المقاومة مغالياً بإجرامه ضد هذا الشعب الذي اعتاد على خسارته لأقاربه وأحبائه، وأصبح الوداع يومياً، لكن الحروب لا تقاس بالمأساة الإنسانية، لأن كل حرب فيها مأساة بكل تأكيد، وفلسطين تستحق أن تقدم لها التضحيات لحماية الأرض والمقدسات والحضارة، وإثبات أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض الحقيقي، والمتجذر بهذه الأرض منذ آلاف السنين، وليس كما يدعي العدو الصهيوني، الصراع الحقيقي هو صراع على الأرض لمن ستكون بالنهاية وهي كانت وستبقى لأهلها الفلسطينيين.

 

الضفة صنو غزة في المقاومة

 

يؤكد الأستاذ بكر إن الضفة الغربية قادمة على انتفاضة لا محالة، نتيجة المخطط الصهيوني لضمها وتهويد القدس، وتهجير أهلها إلى الأردن، وتنفيذ صفقة القرن الذي أعدها نتنياهو، ونتيجة صمت المجتمع الدولي وخذلان بعض الأنظمة العربية الرسمية، كما أن مشروع “يهودا والسامرة” يمر في  مناطق الضفة الغربية.

 

وقد عارضت الفصائل الفلسطينية حصار السلطة لمخيم جنين، بحجة أن بعضاً من المقاومين خارجين عن القانون كما تسميهم، لتسليم سلاحهم، وطالبت بضرورة فتح حوار مجتمعي، وعدم الاحتكام للغة السلاح، الذي يريده العدو الصهيوني لإضعاف الموقف الفلسطيني وتفريق صفوفه، وما يجب علينا القيام به هو العمل على توحيد الصف الفلسطيني، لوضع استراتيجية وطنية موحدة أمام المخاطر الصهيونية التي تواجهها القضية الفلسطينية، إذ يقوم العدو الصهيوني على توسيع مستوطناته غير الشرعية، ويسلح مستوطنيه ويحثهم على الاعتداء على الشعب الفلسطيني، لسلب أراضيهم وخيراتهم.

 

وفي ختام حديثه، يؤكد الأستاذ بكر بأن المقاومة تقاتل ضمن معادلة فرضتها على الأرض، قائمة على خوض حرب استنزاف مستمرة، في حين لم يستطع جيش الاحتلال تغييرها رغم حجم القتل والدمار وقدراته العسكرية الكبيرة. لم يتمكن العدو الصهيوني من تحقيق نصر عسكري حاسم، بينما استطاعت المقاومة أن تصمد بشكل أسطوري رغم الفارق الكبير في ميزان القوى. وأكد أن جيش الاحتلال يواجه 3 معضلات بغزة، إذ لا يكون الوقت لصالحه في إطار سعيه لحسم الحرب، إلى جانب تكبده خسائر بشرية ومادية كبيرة، وكذلك قدرة المقاومة على إعادة تكوين وتأهيل نفسها بعد الضربات التي لحقت بها.

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة