وتابع: “على الرغم من أن ترامب أبدى حماسًا لقتل الإرهابيين، كان يعارض ما اعتبره بناء الأوطان ويشكك كثيرًا بنشر القوات بأعداد كبيرة”. ورأى الكاتب أن “ذلك ساهم في قراره المتهوّر في كانون الأول/ديسمبر عام 2018 خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسحب جميع القوات الأميركية من سورية، علمًا أن القوات الأميركية بقيت في سورية، حيث ألغى مسؤولون في إدارته قرار الانسحاب الكامل، وذلك رغم إعلان ترامب”.
وأضاف فينوكين: “كان يعود ذلك جزئيًا (بقاء القوات في سورية) إلى الأجندات المنفصلة التي كان يحملها بعض من كان يرأسهم، من بينهم من كان لديه رغبة باستخدام القوات الأميركية من أجل مواجهة إيران بدلًا من “داعش””.
وأردف قائلًا: “كذلك أقنع المسؤولون داخل إدارته وأعضاء في الكونغرس ترامب بإبقاء بعض القوات في سورية من أجل “الاحتفاظ بالنفط”، وبيّن أن هؤلاء لعبوا “على وتر رغبة ترامب التي طالما عبّر عنها بالحصول على مكاسب مادية مقابل إرسال القوات الأميركية إلى الخارج”.
وأشار الكاتب إلى أن “ترامب لم يكن متحمسًا للدخول في مواجهة كبرى مع إيران”، وقال: “بعد إسقاط إيران لطائرة مسيّرة أميركية فوق الخليج عام 2019 (وفق قول الكاتب)، امتنع ترامب في النهاية عن تنفيذ الهجوم الانتقامي الذي أراده مستشاروه من معسكر “الصقور”، وأعلن أنه يريد تجنّب النزاع مع إيران، وألمح إلى وجود رغبة لديه بالتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع الجمهورية الإسلامية”، وفق تعبير الكاتب.
و”بينما لم يكن ترامب يبدي الكثير من الاهتمام في الانخراط العسكري الأميركي المباشر في “النزاع” بين السعودية وحركة أنصار الله (اليمنية)، كان على أتم الاستعداد لبيع الأسلحة إلى الرياض”، بحسب بريان فينوكين.
وتابع الكاتب: “سجل ترامب بين عامي 2017 و2021 وما تبع ذلك من تصريحات، وخاصة بعد انتخابات عام 2024، قد يقدم كل ذلك نظرة عامة حول أجندته كقائد للقوات المسلحة”، وأضاف: “ترامب ليس من “الحمائم”، ويحبّذ إطلاق التهديدات العسكرية النارية، وعلى الرغم من أن مثل هذه التهديدات وحدها قد تضرّ بالمصالح الأميركية، فإنه عادة ما امتنع عن المضي بالتنفيذ، ويبدو أنه سيتجنب إدخال الولايات المتحدة في نزاع عسكري كبير، وبالفعل قد يحاول مجددًا إخراج القوات الأميركية من النزاعات في سورية والصومال وربما العراق”.
وأوضح: “كما أن استعداده لتصعيد حملات القصف الأميركية في الصومال وأفغانستان قبل المضي في سحب القوات الأميركية قد يقدّم صورة لكيفية تعاطيه مع “النزاع” مع أنصار الله الذي قد يرثه، ويفيد سجله بتمكين الحملة العسكرية السعودية في اليمن بأنه على أتم الاستعداد لتأجيج حروب البلدان الأخرى بغض النظر عن الطريقة التي تُشن بها، كذلك قد يتصرف بلا مبالاة دون أن يقدّر بالكامل عواقب أفعاله وخاصة إذا ما شجعه على ذلك مستشاروه، كما جرى مع اغتيال سليماني، وفي هذا السياق، فإن ما قاله ترامب خلال ولايته الأولى عن ضربات صاروخية ضد كارتلات المخدرات المكسيكية تثير قلقًا كبيرًا”.