«أحلام على وسادة»: لعبة فيديو تسرد النكبة

في مشروعه الجديد «أحلام على وسادة»، يسعى المطور الفلسطيني رشيد أبو عيدة إلى تحويل الألعاب إلى أداة لرواية القضايا الإنسانية والسياسية. تستكشف اللعبة النكبة الفلسطينية عبر قصة فولكلورية مؤثرة

2025-01-18

في محاولة لإعادة تعريف دور ألعاب الفيديو لرواية القصص المؤثرة، يعمل المطور الفلسطيني رشيد أبو عيدة على مشروعه الجديد «أحلام على وسادة». اللعبة، التي تتناول النكبة الفلسطينية عام 1948، تمثل قفزة نوعية في استخدام الألعاب لتسليط الضوء على القضايا الإنسانية والسياسية.

 

«أحلام على وسادة» لعبة مغامرات خفية شبه ثلاثية الأبعاد تستند إلى قصة فولكلورية فلسطينية تتناقلها الأجيال. تروي القصة رحلة امرأة تُدعى «أم»، تفقد زوجها على يد القوات الصهيونية، وتفر من منزلها حاملة وسادة بدلاً من طفلها الرضيع عن طريق الخطأ. تختلف نهاية القصة حسب الراوي، لكنها دائماً ما تعكس مأساة الفلسطينيين ومعاناتهم المستمرة. بمعنى أنها قد تنتهي بجنون «أم» نتيجة الحزن والخوف، أو بموتها أثناء محاولتها الهروب، أو بنجاتها وحملها لذكريات مؤلمة تعيش معها طوال حياتها. أمر يعكس الطبيعة الفولكلورية للقصة، التي تُنقل شفهياً عبر الأجيال، ما يجعلها عرضة للتغيرات والتفسيرات المختلفة.

 

رشيد، الذي نشأ في نابلس وبدأ شغفه بتطوير الألعاب في عام 2010، يعتقد أن الألعاب تمتلك قدرة فريدة على إيصال الرسائل العاطفية. في حديث له مع موقع IGN، يقول: «في الألعاب، لا تشاهد القصة فقط، بل تعيشها. القرارات التي تتخذها والتجارب التي تمرّ بها تصبح جزءاً منك، وهذا ما يجعل التأثير أقوى».

 

تأتي هذه اللعبة بعد نجاح لعبة رشيد السابقة «ليلى وظلال الحرب»، التي أطلقها في عام 2014، وتحدثت عن معاناة الفلسطينيين خلال الغارات الإسرائيلية. ورغم حظر اللعبة من متجر «آبل» بحجة أنها «مثيرة للجدل»، حققت نجاحاً كبيراً وحصدت أكثر من مليوني عملية تنزيل واهتماماً أكاديمياً واسعاً.

 

يواجه رشيد تحديات مماثلة مع لعبته الجديدة، وخصوصاً في ظل الأحداث المتوترة في غزة منذ تشرين الأول (أكتوبر) عام 2023. مع ذلك، نجح في تجاوز عقبات التمويل، إذ جمع أكثر من 240 ألف دولار عبر حملة تمويل جماعي. وقال المطور الفلسطيني: «نعلم أنّ بعض المنصات قد ترفض استضافة اللعبة، لكننا نستهدف إطلاقها على Steam، ومتاجر الهواتف الذكية، وحتى على منصات «إكس بوكس» و«بلاي ستايشن». ويضيف: «الألعاب فنّ، ويمكنها مشاركة تجارب عميقة وقصص حقيقية». بالنسبة إليه، «أحلام على وسادة» ليست فقط لعبة، بل دعوة إلى فهم مأساة الفلسطينيين من منظور إنساني، و«الألعاب ليست للهروب من الواقع فقط، بل يمكنها تغيير طريقة تفكيرنا وفهمنا للعالم».

 

يقدّر رشيد أبو عيدة أن تحقيق رؤيته للعبة «أحلام على وسادة» سيتطلب نحو 495 ألف دولار. وسيجري راهناً توظيف الأموال التي جُمعت عبر منصة LaunchGood للانتقال إلى مرحلة الإنتاج، وإنشاء بعض المستويات الأساسية، وتطوير النماذج الأولية للتجربة الكاملة.

 

المصدر: الاخبار