التربية والتوعية جناحان لتحليق الطفل في الحياة

خاص الوفاق : التربية هي عملية متواصلة تشمل غرس القيم الأخلاقية، وتعليم السلوكيات السليمة، وتوفير بيئة دافئة ومحبة تمكن الطفل من النمو النفسي والاجتماعي المتوازن والتي تنعكس إيجابا على صحته الجسدية والفكرية. إنها ليست مجرد أوامر أو توجيهات أو محاضرات متواصلة، بل تجربة يومية يعيشها الطفل مع أهله من خلال الحوار، القدوة، والتعلم بالملاحظة والنمذجة

2025-01-21

غالبًا ما نعتقد أن توفير أفضل الظروف المادية لأطفالنا هو جوهر التربية، فنلحقهم بأرقى المدارس، ونمنحهم أجود أنواع الأطعمة وأجمل الملابس، ونتعامل معهم وفقًا للأخلاقيات والآداب والتقاليد سواء التي تربينا عليها أو على تعديلاتها السليمة . ورغم أهمية هذه الجوانب، إلا أن التربية الحقيقية تتجاوز المظاهر المادية لتصل إلى بناء شخصية الطفل وتعزيز وعيه بالحياة.

 

التربية: هي عملية متواصلة تشمل غرس القيم الأخلاقية، وتعليم السلوكيات السليمة، وتوفير بيئة دافئة ومحبة تمكن الطفل من النمو النفسي والاجتماعي المتوازن والتي تنعكس إيجابا على صحته الجسدية والفكرية. إنها ليست مجرد أوامر أو توجيهات أو محاضرات متواصلة، بل تجربة يومية يعيشها الطفل مع أهله من خلال الحوار، القدوة، والتعلم بالملاحظة والنمذجة.

 

أما التوعية ، فهي الجناح الآخر الذي يُعنى بتأهيل الطفل لفهم العالم الخارجي بطرق حكيمة. تبدأ التوعية منذ اللحظات الأولى للولادة، حيث يحتاج الطفل للشعور بالأمان والثقة في محيطه. من خلال هذه العملية، نعلّمه كيفية التعامل مع التحديات وكيف يعاود الزقوف أقوى بعد التعثر، ونغرس فيه القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، ونساعده على مواجهة الحياة بروح منفتحة وواثقة.

 

التربية والتوعية معًا يُعرفان الطفل بذاته ويعززان ثقته بنفسه، ويمنحانه الأمان العاطفي الذي يحتاجه. احتضان الطفل في لحظات ضعفه كما في لحظات قوته، وتحميله المسؤوليات بحسب قدراته، والاحتفاء بإنجازاته مهما كانت بسيطة، يبني داخله شعورًا بالقبول غير المشروط ويُعطيه دافعية نحو بناء الأهداف وتحقيقها.

 

إن الطفل الذي يحلق في الحياة بجناحي التربية والتوعية سيبني شخصية متماسكة ومتزنة، ويجد نفسه قادرًا على اتخاذ قرارات سليمة، يتفاعل بإيجابية مع محيطه بثقة وبدون خوف، ليصبح فردًا مستقلًا ومسؤولًا.

 

رُلى فرحات

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة