شهيدان و25 مصاباً في قصف لقوات الاحتلال على المخيم

بدء عملية عسكرية للعدو الصهيوني في جنين.. والمقاومة تتصدّى

خاص الوفاق : أعلن جيش الاحتلال الصهيوني بدء عملية عسكرية في مدينة جنين في الضفة الغربية، وأطلق عليها اسم عملية "السور الحديدي".

2025-01-22

في المقابل، أعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين أن مقاتليها تصدوا لقوات الاحتلال المقتحمة في محاور القتال وأمطروها بالرصاص في محور الهدف وفق متطلبات وظروف الميدان. بالتزامن مع ذلك، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد فلسطينيين، ووصول نحو 25 مصاباً إلى مستشفيات ابن سينا والأمل والشفاء من جراء عدوان الاحتلال على مخيم جنين في الضفة المحتلة. في حين قتل مستوطن صهيوني وأصيب آخر بنيران جيش الاحتلال الصهيوني عن طريق الخطأ في أثناء هجوم المستوطنين على قرية الفندق، شرقي قلقيلية في الضفة الغربية.

 

من جانب آخر، أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن الدفعة الثانية لتبادل الأسرى ستتم في موعدها المحدد يوم السبت المقبل الموافق 25 يناير/كانون الثاني الجاري.

 

*عملية غير مسبوقة

 

أفادت وسائل إعلام العدو ببدء عملية عسكرية خرجت إلى حيز التنفيذ بأمر من المستوى السياسي، بعدما قام “الكابينت” يوم الجمعة الماضي بإدخال الضفة الغربية إلى أهداف الحرب القائمة.

 

وزعم وزير “الأمن” الصهيوني” إسرائيل كاتس” بأن العملية العسكرية في جنين “أعدت لحماية المستوطنين والنقاط الاستيطانية في المنطقة”، في حين أفاد مصدر أمني صهيوني لوسائل إعلام العدو بأن “العملية في جنين ستكون غير مسبوقة في نطاقها وحجمها”، حسب تعبيره.

 

في التفاصيل أشارت وسائل الإعلام الصهيونية إلى أن “الجيش” الصهيوني و”الشاباك” و”حرس الحدود” بدأوا عملية لما سموها بـ” إحباط الإرهاب” في جنين ستستمر خلال الأيام المقبلة، مؤكدةً أن قوات كبيرة من “الجيش” الصهيوني تدفقت إلى جنين من كل الاتجاهات، بعدما عطّل “الشاباك” كل شبكة الإنترنت في مخيمها.

 

وقال المحلل العسكري في موقع “والاه” إن العملية العسكرية في جنين بدأت بهجوم جوي بطائرة مسيرة على عدد من البنى التحتية.

 

وأكد أن العملية ستستمر ما دامت هناك حاجة إلى ذلك، زاعماً إلى أن الهدف هو “مواصلة الحفاظ على حرية عمل الجيش الصهيوني في جميع أنحاء الضفة، وتدمير وتحييد البنية التحتية الإرهابية والقنابل الموقوتة”.

 

وقالت مصادر محلية إن الاحتلال الصهيوني يفرض إجراءات غير مسبوقة بوضع بوابات حديدية وسواتر ترابية بمداخل معظم بلدات ومدن الضفة الغربية المحتلة.

 

وذلك بعد يوم من تصريح رئيس أركان جيش الاحتلال الصهيوني هرتسي هاليفي من أن على القوات الصهيونية أن تكون مستعدة لعمليات كبيرة في الضفة الغربية خلال الأيام القادمة.

 

 

*المقاومة تتصدى لقوات العدو

 

وأفادت وسائل إعلام في الضفة بأن مروحية لـ”جيش” الاحتلال فتحت نيرانها الرشاشة باتجاه محيط مخيم جنين، فيما قصفت قوات الاحتلال مركبة فارغة في محيطه، تزامناً مع تسلل قوات خاصة، واقتحمت قوة خاصة منطقة الجابريات.

 

وعلى الفور، فعّلت المقاومة في الضفة صفارات الإنذار في جنين بعد اكتشاف قوة خاصة صهيونية وخروج آلياتها من “حاجز دوتان”، وخاضت اشتباكات عنيفة في حي الهدف في جنين.

 

وأعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين أن مقاتليها تصدوا لقوات الاحتلال المقتحمة في محاور القتال وأمطروها بالرصاص في محور الهدف وفق متطلبات وظروف الميدان، فيما أعلنت كتائب شهداء الأقصى – جنين أن مقاتليها يواصلون خوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال بالأسلحة الرشاشة، ويحققون إصابات مباشرة في صفوفها.

 

بالتزامن مع ذلك، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد فلسطينيَين، ووصول نحو 25 مصاباً إلى مستشفيات ابن سينا والأمل والشفاء من جراء عدوان الاحتلال.

 

وأكدت وسائل إعلام فلسطينية إصابة طبيب وممرض برصاص قوات الاحتلال في مستشفى الأمل في جنين.

 

كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الخاصة بلدة قباطية جنوب جنين.

 

*هجوم المستوطنين على قرية الفندق

 

من جانب آخر قتل مستوطن صهيوني وأصيب آخر بنيران جيش الاحتلال عن طريق الخطأ في أثناء هجوم المستوطنين على قرية الفندق، شرقي قلقيلية في الضفة الغربية.

 

وأحرق مستوطنون صهاينة، مساء الاثنين، منازل ومركبات ومتاجر الفلسطينيين في هجوم شنّوه على بلدتَي الفندق وجينصافوط في الضفة الغربية.

 

ونتيجة هجمات المستوطنين أصيب العديد من الفلسطينيين بجروح واختناق.

 

وفي أثناء هجوم المستوطنين على بلدتَي الفندق وجينصافوط، عمدت قوات الاحتلال إلى إطلاق الرصاص الحيّ، خلال تصدّي الأهالي للاقتحامات، واعتقلت العشرات، فيما قتلت مستوطناً وجرحت آخر عن طريق الخطأ.

 

وفي سياقٍ متصل، اقتحم مستوطنون، منزلاً في مسافر يطا، وهاجموا مركبات الأهالي قرب دورا، جنوبي الخليل في الضفة الغربية.

 

وذكرت مصادر محلية أنّ مستوطنين اقتحموا منزل أسامة حمامدة في خربة ماعين بمسافر يطا، كما قاموا بجولة استفزازية في محيطه.

 

وفي السياق ذاته، هاجم عشرات المستوطنين مركبات بالحجارة، عند المدخل الشرقي لبلدة دورا، ومخيم الفوار، جنوب الخليل، ما تسبب بأضرار في عدد منها، وسط ترديد الهتافات العنصرية التي تدعو إلى قتل  الفلسطينيين وتهجيرهم.

 

الدفعة الثانية للأسرى بموعدها

 

من جانب آخر أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الدفعة الثانية لتبادل الأسرى ستتم في موعدها المحدد يوم السبت المقبل الموافق 25 يناير/كانون الثاني الجاري.

 

ونقلت وسائل إعلام عن مسؤول صهيوني وصفته بالرفيع قوله “اتفقنا على الإفراج عن الأسرى أيام السبت ولا بد من الالتزام بذلك”.

 

*انتشال شهداء واستمرار تدفق المساعدات بغزة

 

هذا وفي اليوم الثالث من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة بارتفاع عدد الشهداء الذين انتشلت جثامينهم من تحت الأنقاض من رفح إلى 137 منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بقطاع غزة.

 

وانتشلت فرق الدفاع المدني مزيدا من جثث الشهداء في مناطق متفرقة من قطاع غزة في ثالث يوم بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في حين يستمر تدفق المساعدات عبر عشرات الشاحنات التي دخلت إلى القطاع.

 

وأعلن الدفاع المدني -صباح الثلاثاء- انتشال رفات 66 شهيدا من تحت ركام المنازل المدمرة جنوبي وشمالي القطاع الاثنين.

 

وتواصل طواقم الدفاع المدني ومواطنون أعمال البحث عن جثامين فلسطينيين ما زالت تحت الأنقاض، في حين يحول نقص المعدات والآليات الثقيلة دون انتشال العشرات منهم.

 

وكانت قوات الاحتلال الصهيوني تمنع وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إلى مناطق واسعة لإغاثة المصابين وانتشال جثامين الشهداء، خاصة في المناطق الشرقية والمناطق الجنوبية، بجوار محور فيلادلفيا.

 

من جانب آخر، أُصيب صياد أسماك بجروح خطرة جراء قصف نفذه سلاح البحرية الصهيوني مستهدفا قوارب صيد قبالة ساحل مخيم الشاطئ غرب قطاع غزة.

 

وحذر جيش الاحتلال الصهيوني في وقت سابق من دخول المنطقة البحرية على امتداد القطاع، وتحدث عن “خطر كبير لممارسة الصيد والسباحة والغوص”.

 

كما حذر جيش الاحتلال من خطر الاقتراب من منطقتي معبر رفح ومحور فيلادلفيا وجميع مناطق تمركز قواته، وربط بين التزام حركة حماس باتفاق وقف إطلاق النار والسماح لسكان القطاع بالعودة إلى الشمال بدءا من الأسبوع المقبل.

 

*تشييع جثامين شهداء

 

واستشهد فلسطينيان الإثنين برصاص قناصة جيش الاحتلال بمدينة رفح، في حين استشهد ثالث شرق المدينة جراء انفجار جسم مشبوه من مخلفات جيش الاحتلال.

 

وفي جباليا، عرضت منصات فلسطينية مشاهد توثق جانبا من تشييع جثامين شهداء بمشاركة مواطنين ومقاومي كتائب القسام.

 

وظهرت نعوش الشهداء ملفوفة بأعلام كتائب القسام، إذ أفادت مصادر محلية بأن الشهداء سقطوا خلال المعارك مع قوات الاحتلال في شمال القطاع.

 

*نازحون ومساعدات

 

من جانب آخر، تتواصل عودة النازحين  إلى أماكن سكنهم في مناطق عدة من قطاع غزة.

 

وترافق ذلك مع تواصل دخول شاحنات المساعدات إلى القطاع تطبيقا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، حيث دخلت صباح الثلاثاء عشرات الشاحنات. وكانت الأمم المتحدة قالت إنّ 915 شاحنة مساعدات دخلت الاثنين.

 

وقالت الخارجية القطرية إن 25 شاحنة محملة بالوقود ممولة من دولة قطر وصلت الاثنين إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، ضمن جسر بري لتوفير 1.25 مليون لتر من الوقود يوميا للقطاع لمدة 10 أيام.

 

وأوضحت الوزارة أن الوقود سيستخدم في تزويد المستشفيات ومراكز إيواء النازحين والخدمات الأساسية.

 

وتسببت الحرب والحصار المحكم -الذي فرضته قوات الاحتلال على قطاع غزة- في أزمة إنسانية كارثية مع نقص كبير في الغذاء والدواء والوقود الحيوي، خصوصا للمستشفيات لتشغيل مولداتها ومواصلة عملها.

 

وبدعم أميركي، ارتكبت قوات الاحتلال بين السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الأول الجاري، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى دمار واسع وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

 

المصدر: الوفاق/ خاص