في ظل وقف إطلاق النار

نهاية الحرب على غزة بداية المتاعب للصهاينة

خاص الوفاق:"طوفان الأقصى"نقطة تحول كبيرة في ميزان القوى،وكشف عن نقاط الضعف التي تحيط بهذا الكيان وحاولت أمريكا والقوى الغربية سدها ورتقها.

2025-01-22

د. محمد العبادي

 

عبارة دقيقة قالها رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري عندما قال: إنّ “التطورات الأخيرة في غزة هي بداية المتاعب للصهاينة…”.

 

إنّ “طوفان الأقصى” هو نقطة تحول كبيرة في ميزان القوى، وكشف عن نقاط الضعف الكثيرة التي تحيط بهذا الكيان والتي حاولت أمريكا والقوى الغربية سدها ورتقها .

 

بعد (٤٧١) يوماً من النار والحصار على غزة، وضعت الحرب أوزارها وكان عدد القتلى في الجيش الصهيوني (٢٧٢٣) بين جندي وضابط، وعدد المصابين ( ١١٥٤٩) جريحا من جيش العدو.

 

صحيح أن الاحتلال الصهيوني قتل قادة كبار من محور المقاومة وهي خسارة كبيرة ومؤلمة بالنسبة للمحور والأحرار في العالم؛ لكن في المقابل قتل من جيش الإحتلال (٤ قادة ألوية) و(١٣ آمر سريّة) و(٤٠ آمر فصيل)، هذه الخسائر هي ما يرشح من الإعلام، أما الخسائر الحقيقية فهو يتكتم عليها .

 

إنّ كل قتيل صهيوني إلى جانبه عدد من الجرحى، وإلى جانبه أيضاً آلية دمرتها المقاومة أو مكان تم تخريبه.

 

صحيح أن أهل غزة قد هدمت مساكنهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومساجدهم وبيع وصوامع يذكر فيها اسمه، وكان العدو قاسياً على المدنيين في غزة لأنه لم ينل من حماس أو الجهاد الاسلامي وبقي يضرب بخرطومه دون تمييز؛ لكن في مقابل ذلك (٤٠) مستوطنة تم تخليتها بشكل كلي أو جزئي؛ بعبارة أخرى حوالي (٧٥٠) ألف مستوطن تم إخلاؤهم وإيواؤهم، ما يعني ذلك من تأمين أماكن جديدة لهم وتلبية متطلباتهم اليومية طيلة فترة الحرب، بمعنى أن النزوح والإخلاء له كلفة اقتصادية.. الكثير من الشركات تضررت وبعضها أغلقت نتيجة الحرب، والمتضررون سيبحثون عن تعويضات .

 

عما قريب ستقوم قيادة الأركان الصهيونية بتقييم الخسائر، وعما قريب ستقوم الوزارات والمؤسسات بتقييم خسائرها من جراء الحرب التي أشعلها مجرم الحرب نتن ياهو، وستكون النتائج أكبر من التوقعات، سيصدر حاكم البنك المركزي الصهيوني تقريره عن الخسائر وسيطلبون منه التكتم على الأرقام الحقيقية من أجل مصلحة الكيان.

 

بحسب بعض الأخبار والمواقع، فإن الخسائر كبيرة ومنهكة للإقتصاد الصهيوني، ويقول دانيال إيغل كبير الاقتصاديين في معهد راند للدراسات بأن الخسائر الاقتصادية للكيان الصهيوني نتيجة الحرب على غزة هي (٤٠٠) مليار دولار، فيما العدو يتكتم على خسائره الحقيقة ويتغافل عن ذلك، ويقول بأن خسائره تقدر (١٢٠) مليار دولار .

 

لقد شلّ قطاع السياحة في الكيان أثناء الحرب، وغادر مئات الآلاف إلى الدول التي جاؤوا منها، وتراجعت الاستثمارات وفقد الكيان مصداقيته، وانكمش اقتصاده وارتفعت تكاليف التأمين والشحن وغيره.

 

إنها لعنة غزة ودماء أهلها الأبرياء تطارد الكيان الصهيوني وتنخر في هيكله المتهالك، انظروا إلى رئيس الكيان الصهيوني أصبح مجرم حرب مع وزير دفاعه السابق وأصدقاؤه يفرون منه وسيسلمونه إلى محكمة العدل الدولية إن وطأت أقدامه أراضيهم، ليس هذا فحسب؛ بل ستتوالى الاستقالات وسيتبادلون الاتهامات وسيلاحقهم التاريخ هم وحلفائهم “إنّ غداً لناظره قريب”.

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص