المنظومة القرآنية منظومة حياة ابية عزيزة

اعتقد الصهاينة وحلفاؤهم انه عبر ضرب المنظومة القرآنية، وما تتضمنه من مفاهيم ومبادئ انسانية أخلاقية ايمانية عقائدية يستطيعون التغلب والسيطرة عبر هذا الاسلوب على عقول افراد المجتمعات الاسلامية

2023-02-01

الوفاق/ خاص

نسرين نجم

منذ ان بزغ فجر الاسلام وأنزل القرآن الكريم كدستور حياة عزيزة كريمة، متضمنا كل التشريعات العادلة والمتوازنة على كافة الصعد التي يحتاجها الفرد ليكون صورة الله على الارض، عمل أعداء الإنسانية على محاربة هذه الديانة السماوية التي فيها خير الإنسان، ولم يتركوا وسيلة الا وقاموا بمهاجمتها ومهاجمة رسول المحبة والرحمة محمد(ص)، والتاريخ شهد على كم الافتراءات والاكاذيب والاضاليل التي وجهوها لتشويه صورة الرسالة المحمدية…

ويتابع مسلسل الافتراءات على الاسلام والقرآن الكريم كما نشهد اليوم في بعض الدول الاوروبية من حيث كمية الحقد والجهل عند بعض الشعوب الاوروبية بنظرتهم العنصرية للاسلام، وكل هذا بسبب الخلفية الثقافية والفكرية الخاطئة التي كونوها نتيجة الماكينة الاعلامية الصهيونية التي ضخت على مدى عقود كل سمومها تجاه المسلمين، تارة عبر الاساءة للرسول الاكرم(ص) عبر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة، وتارة عبر بث اشاعات عن مفاهيم ومبادىء لا علاقة لها بالاسلام، وتارة اخرى كما لاحظنا منذ ايام عبر حرق القرآن الكريم في السويد والتصوير الهوليوودي لهذا الفعل المشين، وايضا هدم مساجد تاريخية اثرية بحجة توسعة الطريق العام كما حصل في الهند بمسجد “شاهي” الذي بني منذ أكثر من 5 قرون في مدينة الله آباد، اضف الى ذلك ما يحصل من حوادث كالتعرض للمحجبات بأسلوب عنصري استفزازي، واحيانا كثيرة يتعرضون بالسخرية من مراجعنا العظام وقادتنا الكبار كما حصل منذ حوالي الشهر والنصف عندما تعرضت مجلة فرنسية لرمز ديني سياسي كبير..

إذن هذه الحملات تهدف للقضاء على جوهر الهوية الاسلامية، ومحاولة سلخ الشباب عن اصالتهم وعقائدهم واخلاقهم ودينهم بعدما فشلت أغلب محاولاتهم بدفع الشباب ليثوروا ضد الدين، وقد حاولوا ان يغروهم بمفاهيم حقوق الانسان، والحرية والاستقلالية عن الاهل، وما هي الا شعارات طنانة رنانة فارغة المضمون تعمل على تفكيك المجتمع، دافعة إياه للانحدار بسرعة نحو الانحلال الاخلاقي والمجتمعي كما يحصل في العديد من الدول الاوروبية واميركا حيث نشرت وسائل الاعلام الاميركية تقريرا بأن هناك “36 حادث اطلاق نار جماعي وقع في 17 ولاية اميركية”، وهذا فقط بالايام الاولى من شهر كانون الثاني طبعا مع سقوط عشرات القتلى…

وبالطبع الغرب الاستعماري يريد ان يخفي صورة مجتمعاته المضعضعة فلجأ الكثير من مراكز الدراسات المعروفة التوجه والتعامل مع العدو الصهيوني الى وضع دراسات ونشر بيانات وادعاءات وارقام واحصاءات وتقارير غير صحيحة حول واقع الشباب المسلم وعلاقاتهم مع اهاليهم، وكيف ان الغرب حسب ما هم نشروه يشكل خشبة الخلاص لهم والجنة على الارض… بالطبع هدف نشر هذه الأكاذيب والاضاليل يدخل ضمن حرب اعلامية نفسية باردة لتكوين اتجاهات للرأي العام تتناسب ومخططاتهم الاستعمارية الثقافية، وحتى دخلت هذه المطابخ السرية الصهيو-امريكية بطريقة ذكية الى مناهج التعليم في بعض دول الخليج الفارسي، وعملت على تغيير مفاهيم اسلامية وتاريخية، ساعية الى تبديل نظرة العداء للصهيونية كما حصل في مناهج التعليم بالسعودية، وهو ما بدا واضحا من خلال السماح بدخول الحاخامات والصحفيين الصهاينة والاحتفاء بهم في أكثر الاماكن قدسية بالنسبة للمسلمين ك مكة والمدينة المنورة… وحتى الإمارات وهي واحدة من هذه الدول التي أعلنت قبل أيام عن تدريس كذبة «المحرقة اليهودية» المزعومة «الهولوكوست» في المناهج الدراسية الحكومية.

لقد اعتقد الصهاينة وحلفاؤهم انه عبر ضرب المنظومة القرآنية، وما تتضمنه من مفاهيم ومبادئ انسانية أخلاقية ايمانية عقائدية يستطيعون التغلب والسيطرة عبر هذا الاسلوب على عقول افراد المجتمعات العربية الاسلامية، ويتحول ابناء هذه المجتمعات الى روبوتات تتماهى بما يصدر على وسائلهم الاجتماعية ومواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي يفقدون القدرة على التمييز بين الصح والخطأ، ويبقون في ظلمات الجهل والفتن، فهم يسعون الى عزل الاسلام عن الحياة بشتى الوسائل والاساليب.

لكن في الختام نقول لن يستطيعوا اطفاء هذا النور الالهي، فالقرآن الكريم هو كتاب حياة الانسان الساعي للكمال، فهو الهادي والمعلم للمرء على مر العصور.