في حين أعلنت مواقع إخبارية أنّ منفذ العملية هو المغربي عبدالقاضي عزيز (29 عاماً)، “يحمل بطاقة الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، ودخل الأراضي المحتلة في 18 كانون الثاني/ يناير بتأشيرة سياحية”.
في السياق، باركت حركتا حماس والجهاد الاسلامي، عملية الطعن البطولية التي وقعت مساء الثلاثاء، في” تل أبيب”، وسط فلسطين المحتلة.
من جانب آخر واصلت قوات الاحتلال الصهيوني، لليوم الثاني على التوالي، العدوان على جنين ومخيمها، حيث شنّ جيش العدو الأربعاء حملة مداهمات واقتحامات واسعة لمناطق مختلفة من الضفة تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين.
في غضون ذلك، استشهدت فلسطينية على حاجز صهيوني بالضفة الغربية المحتلة جراء إعاقة جيش الاحتلال نقلها للمستشفى، في الوقت الذي حذرت فيه مسؤولة أممية من احتمال ارتكاب الكيان الصهيوني إبادة جماعية في الضفة على غرار تلك التي ارتكبها في قطاع غزة.
*حدث أمني خطير في” تل أبيب”
نفذ مغربي يحمل بطاقة الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، عملية طعن بطولية في “تل أبيب” وسط فلسطين المحتلة، أدّت إلى إصابة 4 مستوطنين، اثنين منهم في حالة خطيرة. وأكّدت وسائل إعلام محلية، أنّ المصابين في عملية الطعن، نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، مشيرةً إلى أنّ اثنتين من الإصابات خطيرة.
وفي وقت لاحق، أكّد الإعلام الصهيوني إطلاق النار تجاه منفذ عملية الطعن ممّا أدى إلى ارتقائه شهيداً، فيما أفاد موقع “تايمز أوف إسرائيل” إلى أنّ منفذ العملية هو “سائح أميركي من أصول مغربية، وصل إلى الأراضي المحتلة قبل عدة أيام”.
وأضاف الموقع أنّ منفذ العملية هو المغربي عبد القاضي عزيز (29 عاماً)، “يحمل بطاقة الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، ودخل الأراضي المحتلة في 18 كانون الثاني/يناير بتأشيرة سياحية”، فيما “لا يزال المسؤولون الأمنيون يعملون على التحقق من هويته”. وفي إثر ذلك، استنفر الاحتلال بمكان وقوع عملية الطعن في “تل أبيب”.
*حركتا حماس والجهاد الاسلامي: جرائم العدو لن تمر دون عقاب
في السياق، باركت حركتا حماس والجهاد الاسلامي، عملية الطعن البطولية التي وقعت مساء الثلاثاء في تل أبيب.
وفي بيان صادر عنها، باركت حركة حماس عملية الطعن البطولية في تل أبيب”، والتي تثبت مجدداً أن مد المقاومة مستمر ومتصاعد، ما دام الاحتلال وما دامت جرائمه وعدوانه، ونعت الحركة الشهيد المغربي البطل “عبد القاضي عزيز” منفذ العملية.
واعتبرت حركة حماس، انّ العملية تأتي كرد طبيعي، بعد ساعات من ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى خلال عدوان الاحتلال على جنين، في رسالة بليغة أن الدم بالدم، وأن يد المقاومة ستضرب بكل قوة في عمق هذا الكيان الغاصب.
وأكّدت حركة حماس، أنّ كل محاولات الاحتلال لكسب إنجاز ميداني في الضفة الغربية المحتلة، هي محاولات يائسة لن تمحو العار عن جبينه، ولن تجلب له ولا لمستوطنيه الأمن، بل ستكون كابوساً يلاحقه ويزلزل أركانه.
ودعت حركة حماس أبناء الشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية، للنفير وتكثيف العمل المقاوم ضد قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين، وإسناد جنين وكل المحافظات التي تتعرض لعدوان الاحتلال بكل وسائل المقاومة الممكنة.
*العملية تؤكد تضامن الشعوب العربية والإسلامية
من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن هذه العملية البطولية هي تأكيد على تضامن الشعوب العربية والمسلمة حول قضيتهم المركزية في فلسطين، وأن الأحرار في شعوب أمتنا لن يتركوا جرائم الاحتلال تمرّ بلا عقاب، وسيلاحقونه من حيث لا يحتسب.
وقالت حركة جهاد الإسلامي: إننا إذ نسأل الله أن يتغمد المنفذ البطل بواسع رحمته، فإننا نؤكد أن دماءه الطاهرة ستتحول إلى لعنة تطارد الاحتلال، وتقض مضاجع المجرمين على امتداد أرضنا المحتلة.
وذكرت وسائل اعلام عبرية، عن ارتفاع عدد المصابين في عملية الطعن في تل أبيب إلى أربعة، بينهم شخصان أصيبا بجروح خطيرة، وفق ما أعلنت هيئة البث الصهيونية. ولفتت وسائل الإعلام الصهيونية إلى أن “مستوطنة صهيونية” اطلقت النار على منفذ عملية الطعن بمسدسها الشخصي مما أدى إلى استشهاده.
وفي 18 كانون الثاني / يناير الجاري، أصيب مستوطن صهيوني بجروح بالغة، من جراء تعرضه لطعن في “تل أبيب”، بحسب مصادر طبية، فيما أصيب المنفذ بعيارات نارية، وأعلن لاحقاً عن استشهاده. ووقع ذلك الهجوم عشية سريان وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي.
*اليوم الثاني للعدوان على جنين
في غضون ذلك واصلت قوات الاحتلال الصهيوني، لليوم الثاني على التوالي، العدوان على جنين ومخيمها، حيث شنّ جيش العدو الأربعاء حملة مداهمات واقتحامات واسعة لمناطق مختلفة من الضفة تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين.
هذا وانتشرت فجر الأربعاء، قوات معززة للعدو داخل، وفي محيط المخيم، فيما واصلت الجرافات عمليات تخريب البنية التحتية والشوارع.
يأتي ذلك مع تجدد الاشتباكات صباح الأربعاء، بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في جنين بعد استشهاد 10 فلسطينيين في “العملية العسكرية” التي أطلقها العدو الثلاثاء تحت اسم “الجدار الحديدي”، في حين نزح أكثر من 600 فلسطيني من المخيم.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد الشهداء أكثر من ذلك لوجود إصابات خطرة، وفقاً لما ذكره الطبيب بهاء يحيى من مستشفى الرازي في جنين.
*كتيبة جنين تتصدى لقوات الاحتلال
وفي التفاصيل، أفادت كتيبة جنين في سرايا القدس بأنها تتصدى لقوات الاحتلال في محاور القتال المختلفة في المدينة، “ويمطرون قوات العدو والآليات العسكرية بزخات من الرصاص المباشر والعبوات الناسفة وفق متطلبات وظروف الميدان”. وذلك في ظل استمرار عملية جيش العدو، التي سبق أن ذكرت أوساط في الكيان أنها قد تستمر لأكثر من شهر.
هذا وتواصل أجهزة السلطة الفلسطينية التعاون مع الاحتلال في عدوانه على جنين، حيث ذكرت مصادر فلسطينية أن قوة خاصة من أجهزة السلطة الأمنية تتنكر بزي مدني، اعتقلت المطارد من الاحتلال أحمد أبو عميرة من بلدة قباطية في جنين شمالي الضفة الغربية.
وقال وزير الحرب الصهيوني” يسرائيل كاتس” إن عملية “السور الحديدي” في مخيم جنين “ستغير مفهوم الأمن بالنسبة للجيش في الضفة الغربية”، وفق تعبيره.
*اقتحامات واعتقالات بمناطق متفرقة من الضفة
وتركزت الاشتباكات في اليوم الثاني للعدوان عند شارع الناصرة وداخل أزقة وحارات المخيم، لدى محاولة قوات الاحتلال اقتحامه من مفترق العودة وحارة الدمج.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال عددا من الشبان بعد دهم منازلهم داخل مخيم جنين، بينهم من يعاني من إصابة سابقة في الرأس، وبحاجة إلى رعاية طبية.
كذلك، شنت قوات الاحتلال حملة اقتحامات بمناطق متفرقة من الضفة، تخللتها اعتقالات، بعد عمليات دهم للمنازل وتفتيشها والعبث بمحتوياتها، إلى جانب التحقيق الميداني، وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية.
وفي نابلس، اقتحمت آليات صهيونية المدينة من جهة حاجز عورتا، وداهمت منازل في مخيم العين، حيث تصدى لها مقاومون بإطلاق النار، دون أن يبلغ عن إصابات. كما اقتحمت قوات صهيونية بلدتي روجيب وبيت فوريك شرقي نابلس.
واقتحمت قوات الاحتلال حي بطن الهوى في مدينة رام الله، كما نفذت قوات أخرى حملة مداهمات واعتقالات في بلدة المزرعة الغربية شمال رام الله، وحولت أحد المنازل إلى ثكنة عسكرية للتحقيق الميداني.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة المحررة رولا حسنين في مخيم الجلزون، التي أفرج عنها ضمن المرحلة الأولى من صفقة اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وعاثت فيه فسادا.
في الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال مواطن، وفي طولكرم، أفاد نادي الأسير باعتقال قوات الاحتلال شابين، بعد اقتحام ضاحية ذنابة وعزبة الجراد في المدينة.
واعتقلت قوات الاحتلال شابين بعد اقتحام منزليهما وتخريب محتوياتهما في بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت.
*المقررة الأممية الخاصة تحذّر
من جهة ثانية، علقت المقررة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، في منشور لها على منصة إكس – الأربعاء- على الحملة العسكرية التي أطلقتها قوات الاحتلال في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية.
وأشارت ألبانيز إلى أن جيش الاحتلال الصهيوني شن هجوما على مخيم جنين عقب وقف إطلاق النار في غزة.
وأضافت أن جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين لن تقتصر على غزة، إذا لم تجبر على التوقف.
وتأتي العملية الصهيونية مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة منذ الأحد، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يجري خلالها التفاوض على مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وقد أصيب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الصهيوني مساء الثلاثاء، خلال مواجهات عنيفة شهدها مخيم شعفاط للاجئين شمال شرق القدس الشرقية المحتلة.
ونشرت وسائل إعلام مقدسية، مقاطع فيديو تظهر توغل قوات حرس الحدود الصهيوني داخل المخيم بأعداد كبيرة.
وقال شهود عيان إن مواجهات عنيفة اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال داخل المخيم.
*استشهاد فلسطينية
إلى ذلك استشهدت فلسطينية على حاجز صهيوني بالضفة الغربية المحتلة جراء إعاقة جيش الاحتلال نقلها للمستشفى.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، أن إيمان عيد جرادات (45 عاما) استشهدت على حاجز بيت عينون شمال شرق الخليل، مساء الثلاثاء.
وأوضح البيان أن المواطنة استشهدت بعد إعاقة جيش الاحتلال الصهيوني نقلها إلى المستشفى، حيث كانت تعاني من أعراض جلطة قلبية.
وتشدد قوات الاحتلال الصهيوني لليوم الثالث على التوالي إجراءاتها العسكرية عند معظم مداخل ومخارج المحافظات في الضفة.
وأظهرت مشاهد عبر منصات للتواصل الاجتماعي تكدس السيارات، ومعاناة طلاب المدارس والموظفين أثناء وقوفهم في طوابير طويلة للتفتيش في حواجز قلنديا ودير بلوط وعطارة بالقدس والضفة.
وفي سياق متصل، أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بأن عدد حواجز الاحتلال العسكرية في محافظات الضفة الغربية وصل إلى 898 حاجزا عسكريا وبوابة.
وأوضحت الهيئة أن أكثر من 173 بوابة حديدية منها وضعت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023، منها 17 بوابة وضعت منذ بداية العام الجاري.