مسؤول الإعلام في حركة حماس في لبنان الأستاذ وليد الكيلاني للوفاق:

انتصرت غزة وهيبة العدو تكسّرت أمام صخرة المقاومة

الوفاق/ خاص صمود الشعب الفلسطيني كان سبباً أساسياً في تقوية شروط المقاومة في ملف المفاوضات بالإضافة إلى الجبهات المساندة في لبنان واليمن والعراق وإيران

2025-01-24
عبير شمص

 

لم يسبق في تاريخ الصراع العربي الصهيوني أن واجه العدو مقاومة فلسطينية، تتمتع بهذه الدرجة من العزيمة والإصرار على القتال حتى تحقيق الأهداف المنشودة. لقد أذهلت المقاومة الأعداء والأصدقاء والحلفاء ببراعتها في القيادة والسيطرة، بدءًا من التخطيط والتنفيذ لعملية ”طوفان الأقصى” البطولية، وصولاً إلى مقاومتها في الميدان، والموثّقة عبر إعلامها الحربي، وآخرها عندما ظهر المئات من مقاتلي حركة حماس وشرطتها إثر سريان اتفاق وقف إطلاق النار يجوبون شوارع غزة وهتف لهم سكانها بعد عام ونحو 4 أشهر من العدوان الصهيوني، وها هي المقاومة اليوم تقول للقاصي والداني بأنّه رغم الخسائر الكبيرة في الأرواح، فإنّها لم تتزحزح قيد أنملة عن حقوقها، ولم ولن تتخلّى عن مقدّسات الأمة، وفي هذا السياق وحول صمود الشعب الفلسطيني وحاضنته الشعبية ودعم جبهات الإسناد له حاورت الوفاق مسؤول الإعلام في حركة حماس في لبنان الأستاذ وليد الكيلاني وفيما يلي نص الحوار:

 

خسارة مدوية

 

يؤكد الأستاذ “وليد الكيلاني” أن إتفاق وقف إطلاق النار أتى بعد أكثر من 470 يوماً من ارتكاب العدو المجازر بحق الشعب الفلسطيني، وهو الذي لم يستطع أن يحقق أهدافه التي وضعها منذ بداية المعركة ومن أهمها القضاء على المقاومة وتحرير الأسرى بالقوة، فبعد طوال هذه المدة  فشل في القضاء على المقاومة التي  استمرت تقاتل حتى اللحظة الأخيرة وتسدد الضربات وتؤلم العدو في الكثير من أحياء ومناطق قطاع غزة وتوقع له إصابات، ففي الشهر الأخير من هذه المعركة سقط للعدو أكثر من 15 جندياً صهيونياً؛ بالإضافة إلى أنه لم يستطع  تحرير الأسرى، بل رضخ إلى اتفاقية مع المقاومة والتي تنص على إخراج ما تريده المقاومة من أسرى موجودين لدى العدو الصهيوني، من هنا يعتبر عدم تحقيق أهداف العدو الصهيوني خسارةً مدوية له وكذلك أرغمته المقاومة على الجلوس مكرهاً على طاولة المفاوضات والقبول بشروطها كما أرادت المقاومة في كل جولات المفاوضات السابقة”.

 

صمود الشعب الفلسطيني ودعم جبهات الإسناد سبب النصر

 

يشير الأستاذ كيلاني بأن أحد الصور والتجليات الواضحة في هذه المعركة هو صمود الشعب الفلسطيني الذي يمثل الحاضنة الشعبية والحصن المنيع للمقاومة، والذي رغم كل الإعتداءات والمجازر التي ارتكبت بحقه لم يتراجع بل صمد صموداً أسطورياً لا نظير له في التاريخ، ولم ينل العدو من هذه المعركة إلا الدمار والقتل والتشريد وبنهاية المطاف رضخ لشروط المقاومة ومن هنا نقول أن صمود الشعب الفلسطيني كان سبباً أساسياً في تقوية شروط المقاومة في ملف المفاوضات بالإضافة إلى الجبهات المساندة في لبنان واليمن والعراق وإيران، كل هذه الأسباب أدت إلى رضوخ العدو الصهيوني لشروط المقاومة، وكذلك ساعد التأييد العالمي من الشعوب والأحرار في كل دول العالم التي نُظمت فيها تحركات مؤيدة لحق الشعب الفلسطيني، في إعلان واضح للصمود والتحدي لجبروت العدو، ولا بد أن نذكر الدعاوى القانونية التي رفعت في محكمة العدل الدولية ضد مجرمي الحرب من قادة العدو وجنوده، ويرجع أسباب فشل الصهاينة إلى إختلافات وإنقسامات سيطرت على المشهد الداخلي الصهيوني من مظاهرات أهالي الرهائن الصهاينة المستمرة والتي شكلت ضغطاً على القيادة السياسية، والخلاف القائم بين المستوى السياسي والمستوى العسكري، فالأخير يريد التوقف من هذه الحرب لأن جيشه أنهك في الميدان وتكبد خسائر كبيرة ويريد أن يلتقط أنفاسه حتى يعيد هيبته التي بناها على مر سنوات وجوده بأنه الجيش الذي لا يقهر، وأسقطت المقاومة هذه الصورة وقهرته في غزة، فشدد الضغط على المستوى السياسي حتى يرضى بالتفاهم والقبول بهذه المفاوضات وبشروط المقاومة، وكان الكثير من المعارضين في كيان العدو يرغبون بإتمام هذه الصفقة وتحرير الرهائن الصهاينة”.

 

ويختم الأستاذ كيلاني حديثه بالقول:” يُعد هذا الإتفاق نصراً حاسماً فلم يتحقق أياً من أهداف العدو وبقي الشعب الفلسطيني في غزة ولم يستطيعوا القضاء على المقاومة، كل هذه المخططات فشلت بسبب صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته طوال 15 شهراً من هذه المعارك الدامية والتي سقط ما يقارب 55,000 شهيد ومائة ألف جريح لذلك نقول أن اليوم هو يوم جني حصاد هذه التضحيات التي قُدمت من دماء الشعب الفلسطيني التي كسرت هيبة وكبرياء العدو أمام صمود وصخرة المقاومة الصلبة”.

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة