والرسالة التي أرادت حماس إيصالها للاحتلال هي أن السلاح الذي جاء به إلى قطاع غزة لم ينجح في تخليص الأسرى الصهاينة المحتجزين لدى المقاومة.
في حين سلّمت كتائب القسّام، صباح السبت، 4 أسيرات صهيونيات للصليب الأحمر الدولي بمدينة غزة في إطار عملية تبادل الدفعة الثانية من الأسرى ضمن المرحلة الأولى من “اتفاق” وقف إطلاق النار، بينما تواصلت الاستعدادات وتم الإفراج عن 200 أسير فلسطيني.
ولأول مرة تم الكشف عن تفاصيل عملية” طوفان الأقصى” التي نفذتها كتائب القسام والتي تناولت هجوم المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
كما أظهرت لقطات نادرة تظهر القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، بصورة كاملة وهو واقف على قدميه داخل غرفة العمليات العسكرية، يضع اللمسات الأخيرة على خطة الهجوم.
وتضمنت الحلقة مشاهد لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، الذي لعب دوراً رئيسياً في توجيه المقاومة خلال الحرب، إلى جانب شهادة خاصة لعز الدين الحداد، عضو المجلس العسكري العام لكتائب القسام وقائد لواء غزة.
*المقاومة تفرج عن المجندات الصهيونيات
في التفاصيل، أفرجت حركة المقاومة الإسلامية حماس، عن 4 أسيرات مجندات صهيونيات، حيث سلّمت كتائب القسام الجناح العسكري للحركة الأسيرات إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة ساحة فلسطين في مدينة غزة، ضمن الدفعة الثانية من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، في حين تواصلت الاستعدادات للإفراج عن 200 أسير فلسطيني.
وسلّمت كتائب القسام الأسيرات المجندات بالزي العسكري للصليب الأحمر، حيث ظهرت المجندات جانب إلى عناصر من المقاومة على منصة أقيمت في الساحة، وشهدت توقيع اتفاق للتسليم بين ممثل للقسام وآخر من الصليب الأحمر.
وبالإشارة إلى الحالة الجيدة التي ظهرت فيها الأسيرات لحظة الإفراج عنهن، قالت منصة إعلامية صهيونية إن وضع الأسيرات جيد، “لا حاجة لنقلهن بشكل عاجل إلى سوروكا وبرزيلاي (أسماء مستشفيات)، يتم إخلائهن إلى بلينسون (مكان استقبال الأسيرات)”.
وسبق ذلك، انتشار عدد كبير من مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسّام وسرايا القدس في ساحة فلسطين وسط مدينة غزة، استعداداً لتسليم الأسيرات الصهيونيات الأربع.
كما وصلت سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي إلى الساحة لتسلم المفرج عنهن.
والمجندات الأربع هن كارينا أرئيف، ودانييل غلبوع، ونعمة ليفي، وليري إلباغ، بحسب القائمة التي نشرتها كتائب القسام الجمعة.
*عناصر القسام بسلاح “تافور”
وفي خضم استعدادات عناصر المقاومة الفلسطينية لتسليم الأسيرات الصهيونيات إلى الصليب الأحمر الدولي، التقطت الكاميرات صوراً لمجاهدين من كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وهم يحملون أسلحة اغتنموها من قوات جيش الاحتلال الصهيوني.
وحسب وسائل إعلام في غزة، هناك تداول لصورة مجاهدي القسام الأربعة الذين كانوا خلف المجندات الصهيونيات اللاتي تم الإفراج عنهن، مشيرةً إلى أن السلاح الذي كانوا يحملونه هو سلاح “تافور” الصهيوني الخاص بنخبة جيش الاحتلال الصهيوني وقواته.
وقال محللون إن ظهور عناصر القسام وهم يحملون هذا السلاح الصهيوني يحمل رسائل مهمة، فهم يفرجون عن الأسيرات الصهيونيات وما زال السلاح الذي اغتنموه من جيش الاحتلال بأيديهم.
والرسالة الثانية التي أرادت حماس إيصالها للاحتلال هي أن السلاح الذي جاء به إلى قطاع غزة لم ينجح في تخليص الأسرى الصهاينة المحتجزين لدى المقاومة.
وأظهرت المقاومة الفلسطينية، كتائب القسام وحركة الجهاد الإسلامي، تنظيماً محكماً خلال عملية تسليم الأسيرات الصهيونيات، في مشهد وعرض صدما وهزّا كل الكيان الصهيوني، كما قال موقع “والا” الصهيوني.
وبخلاف العملية الأولى التي تمت الأحد الماضي، عرفت هذه العملية مشاركة سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إلى جانب كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- بالإضافة إلى رجال الأمن.
وفي مشهد مختلف عن العملية الأولى، وصل مقاومي كتائب القسام وسرايا القدس على متن مركبات، وبعضهم على متن دراجات نارية.
ويقول المحللون إن المقاومة من خلال الترتيبات التي وضعتها تريد أن تبعث إلى الاحتلال الصهيوني رسائل من المقاومة نفسها ومن الشارع، ورسائل سياسية تفيد بأن الحرب الصهيونية لم تحقق أهدافها.
والأهم أن المقاومة أرادت أن تظهر حالة السيطرة والانتشار الكبير لعناصرها والوحدة بينها.
*الإفراج عن 200 أسير فلسطيني
بالتوازي، أوضح مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس، أن قائمة الأسرى الفلسطينيين ستتضمن 120 أسيراً فلسطينيّاً من أصحاب أحكام السجن المؤبد، و80 أسيراً من أصحاب المحكوميات العالية، حسب ما نص عليه “الاتفاق”.
ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل، 42 يوماً يتم خلالها تبادل 33 أسيراً صهيونياً مقابل 1900 أسير فلسطيني.
من جهتها، قالت “مصلحة السجون الصهيونية” – في سياق سعيها المستمر للتهجير والتضييق – “إن بعض الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم سيُعاد إلى قطاع غزة والبعض الآخر إلى الضفة الغربية المحتلة”.
وبحسب اتفاق وقف إطلاق النار، يُفترض أن يؤدي تنفيذ عملية الدفعة الثانية من تبادل الأسرى إلى عودة النازحين الفلسطينيين إلى مناطق شمال غزة، مع حرية تنقل السكان بين شمال القطاع وجنوبه، بالإضافة إلى انسحاب جزئي لقوات الاحتلال.
ووفق بنود “الاتفاق”، يجب على جيش الاحتلال الصهيوني أن ينسحب بشكل كامل من غرب محور نتساريم (وسط قطاع غزة) فور تسليم الأسرى.
كما يُفترض أن يفضي تنفيذ عملية التبادل الثانية إلى تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود عبر شارع الرشيد، حيث تصل المساعدات إلى قطاع غزة عبر 3 منافذ، وهي “كرم أبو سالم” و”إيريز” (بيت حانون) و”زيكيم”.
*تفاصيل عملية” طوفان الأقصى”
من جانب آخر تم الكشف لأول مرة عن تفاصيل عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها كتائب القسام والتي تناولت هجوم المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتضمن التحقيق مشاهد كشفت عنها كتائب القسام لأول مرة وبثتها قناة الجزيرة ضمن برنامج “ما خفي أعظم” ، توثق مراحل التخطيط لعملية “طوفان الأقصى” وما بعدها، وذلك منذ انعقاد القيادة العسكرية وحتى لحظة التنفيذ.
كما أظهرت لقطات نادرة تظهر القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، بصورة كاملة وهو واقف على قدميه داخل غرفة العمليات العسكرية، يضع اللمسات الأخيرة على خطة الهجوم.
وقال الضيف مخاطباً قادة العمليات: “علينا أن نغير مجرى التاريخ، ليكون لنا السبق في هذه المرحلة ونحقق يوماً من أيام الله تُرفع فيه الرايات”.
كما عرضت الحلقة وثائق سرية، من بينها أمر العمليات الذي وقّعه الضيف بتاريخ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي حدد موعد الهجوم عند السادسة والنصف صباحاً من يوم السابع من أكتوبر، أي قبل يومين من العملية، كما شملت تحديد قواعد عسكرية صهيونية رئيسية للهجوم عليها مثل “يفتاح” و”ناحل عوز” و”كيسوفيم”.
وتضمنت الحلقة مشاهد لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، الذي لعب دوراً رئيسياً في توجيه المقاومة خلال الحرب، إلى جانب شهادة خاصة لعز الدين الحداد، عضو المجلس العسكري العام لكتائب القسام وقائد لواء غزة.
*قائد لواء غزّة في كتائب القسام
في السياق قال عضو المجلس العسكري العام لكتائب القسام وقائد لواء غزّة عز الدين الحداد إنه “لن يكون أمام قيادة الاحتلال المستقوية بأميركا والغرب إلا أن تنصاع لمطالبنا العادلة بوقف العدوان، والانسحاب من كامل قطاع غزّة، والإفراج عن أسرانا في سجون الاحتلال، وخاصة أسرى المؤبدات، ورفع الحصار وإعادة الإعمار”.
وأفاد الحداد في مقابلة أجريت معه ضمن ظروف أمنية معقدة بأن قيادة الجهاز العسكري كانت في حالة انعقاد دائم منذ الأول من أكتوبر، لضبط توقيتات التنفيذ والإشراف على العملية.
وأضاف الحداد: في الساعات الأولى من صباح السابع من أكتوبر، تمكن آلاف المقاتلين من اجتياز السياج الفاصل بين غزة والمناطق المحتلة، ووثق التحقيق مشاهد لمقاتلي القسام من داخل أنفاقهم، حيث قاموا بنصب العبوات الناسفة وتفجير الآليات الصهيونية. كما عرض لقطات لمقاتلي النخبة وهم يستولون على ناقلة الجند الصهيونية “النمر”.
ووفقاً للبرنامج، فإن العملية أسفرت عن مقتل المئات من الجنود والضباط الصهاينة، وأسر نحو 250 شخصاً، وكانت العملية بمثابة صدمة تاريخية للكيان المحتل، سياسياً وعسكرياً.
وتسببت الحرب التي أعقبت الهجوم في سقوط آلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين، ودمار واسع في غزة، ومع ذلك، يرى خبراء مثل أندرياس كريغ أن “إستراتيجية التدمير الصهيونية ليست معيار نجاح، بل دليلا على الفشل في مواجهة فكرة أعمق من حماس، وهي مقاومة الشعب الفلسطيني”.
وجاء حديث الحداد مع اقتراب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار منتصف الشهر الجاري، وشدد فيه على أن مطالب القسام لا تزال ثابتة، مشيراً إلى أن المقاومة لن تتراجع عن حقوقها، بما فيها الإفراج عن الأسرى وإعادة الإعمار.
*وثائق وشهادات استثنائية من داخل غرفة العمليات
وعرضت الحلقة وثائق وشهادات استثنائية من داخل غرفة العمليات العسكرية، التي أظهرت تنسيقاً دقيقاً بين قيادة القسام وتنفيذ العملية، كما سلط الضوء على الجهود الصهيونية لاستهداف قيادات المقاومة، بما في ذلك الحداد، الذي وصفته تل أبيب بأنه من أبرز المسؤولين عن عملية “طوفان الأقصى”.
وكشف التحقيق عن عمق التخطيط الذي ميز عملية “طوفان الأقصى”، والتي ما زالت تداعياتها تهز أركان الاحتلال الصهيوني. ومع استمرار المقاومة في تعزيز قدراتها، تبقى هذه الحلقة شهادة حية على فصل جديد من الصراع الفلسطيني الصهيوني.
*الشهيد يحيى السنوار
وكشفت الحلقة أيضاً عن لقطات لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد يحيى السنوار، الذي ارتبط اسمه بعملية “طوفان الأقصى”، حيث ظهر وهو يقود عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال الصهيوني المتوغلة في رفح جنوب قطاع غزة. كما وثق البرنامج لحظات قيادة الشهيد السنوار لعدد من الكمائن والعمليات الناجحة ضد جيش الاحتلال.
وأظهرت اللقطات السنوار وهو يتجول بين الكمائن والمقاتلين، ويخطط لتنفيذ عمليات عسكرية مع قادة ميدانيين. كما ظهر وهو يقف أمام ناقلة جند صهيونية بعد استهدافها، مؤكداً تصميم المقاومة على مواصلة النضال حتى تحقيق النصر.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني نشر تفاصيل العملية التي استشهد فيها السنوار في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي أظهرت أن الرجل ظل يقاوم حتى الرمق الأخير من حياته.
وأكد التحقيق أن عملية “طوفان الأقصى” شكلت صدمة كبيرة للكيان الصهيوني، وكشفت عن فشل ذريع لجهاز الاستخبارات الصهيوني (الشاباك) في توقع الهجوم. وقال الخبير العسكري الصهيوني ألون أفيتار: “حماس فاجأتنا بقدراتها العسكرية وتصميمها على القتال حتى النهاية”.
*المقاومون يتصدّون لقوات الاحتلال في الضفة
اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، منتصف ليلة الجمعة، بلدة ترقوميا، غربي مدينة الخليل، في الضفة الغربية المحتلة.
وكانت قوات الاحتلال انسحبت قبل ذلك من بلدة ميثلون، جنوبي جنين، بعد اعتقال شابين منها. فيما انفجرت عبوة ناسفة بدورية للاحتلال الصهيوني في بلدة السيلة الحارثية، شمال غربي جنين.
وتتواصل الاشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال في مخيم جنين، حيث فرض الأخير حظر التجوال على المخيم، واعتقل عدداً من الفلسطينيين في عدة مناطق بالضفة.
ودهمت قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين في مدينة جنين ومخيمها، بينها منزل الأسير زكريا الزبيدي، واعتقلت ابنه.