للشخصية المتزنة سمات تجعلها متميّزة عن غيرها، فلا هي انطوائية تمامًا، ولا منفتِحة لأقصى درجة، وتضمّ أهم سمات وعلامات تلك الشخصية:
الشعور بالراحة في المواقف الاجتماعية مع تثمين الوقت الذي تقضيه منفرداً
قد يشعر صاحب الشخصية المتزنة بأنّه في منزله أو في البيئة المناسبة له، عندما يكون الناس حوله، وهو يستمتع أيضاً بقضاء الوقت بمفرده في المنزل.
لنفترض أنّ أحد الأصدقاء يتصل لدعوته لقضاء أُمسية في الخارج، من المُرجّح أن يقبل المُنفتِح دون تردّد، ومن المرجّح أن يتراجع الانطوائي عن القبول، أمّا المتزن، فيضع في حسبانه إيجابيات وسلبيات تلك الأُمسية، ويمكنه تفضيل أي اختيار، ولا يتقيّد باختيارٍ بعينه.
حُبّ المشاريع الفردية والجماعية في آنٍ واحد
تُفضِّل الشخصية المتزنة عموماً مزيجاً من المشاريع الفردية والجماعية في العمل، فقد ينهِي المهمات مستقلاًّ عن الآخرين، وربّما يبدؤها وحده، ولكن في الوقت نفسه، فإنّ الشخصية المتزنة تُقدِّر التفاعل مع الفريق والجهود الجماعية التي تساعد على حل المشكلات.
تتقبّل المحادثات البسيطة إلى حدٍ ما
كثيرٌ من الانطوائيين لا يحبون المحادثات البسيطة، لأنّهم يشعرون بالاستنزاف، بينما المنفتحون أكثر تقبلاً ورغبة في التفاعل، لأنّ تلك المحادثات الصغيرة تسهّل التواصل مع الآخرين.
قد لا يكون الشخص المتزن رافضًا تمامًا للمحادثات الصغيرة، بل يدرك دوره في المحادثات اليومية البسيطة، وليس شديد الحب أو الكراهية لتلك المحادثات.
لا ترغب دوماً في قضاء الوقت بمفردك
قد يميل صاحب الشخصية المتزنة إلى قضاء الوقت بمفرده، ومع ذلك فهو مرن في وجوده بالقُرب من الناس، فإذا انقطع وقته الذي يقضيه بمفرده لسببٍ ما، فلن يشعر بالانزعاج كثيراً كما هو الحال مع الانطوائي، كما قد يقضي فترات كبيرة من الوقت مع الآخرين دون أن يشعر بالاستنزاف.
تنوّع الأصدقاء
يستمتع صاحب الشخصية المتزنة باجتماعيته، وقد يكون لديه مزيج من الأصدقاء الانطوائيين والمنفتحين، والمتزنين مثله.
ومن المحتمل أيضاً أن يكون لديه دائرة أصدقاء مقرّبة جداً، وآخرون يراهم أصدقاء أيضاً، لكن ليسوا مقرّبين جداً، فهو لا يقتصر على نوعٍ واحدٍ من الأصدقاء أو الصداقات.
الاستمتاع بالأضواء أحياناً
لا يكره أصحاب الشخصية المتزنة أن يكونوا في مركز الاهتمام أو أن تكون الأضواء مُسلَّطة عليهم، ومع ذلك فهم لا يريدون دائماً أن يكونوا كذلك.
كما أنّهم لا يمانعون القيام بدورٍ قد يلفت الانتباه عندما يتطلّب الوضع الاجتماعي ذلك، وفي أغلب الوقت فإن صاحب هذه الشخصية مرن جدًا في البيئات الاجتماعية المختلفة.
إذا افترضنا أنّ شخصية المرء ثابتة لن تتغيّر، أو أنّ سمات الشخصية المتزنة هي الغالبة عليه، فستجتمع له بعض المزايا؛ إذ يمكن لأصحاب الشخصية المتزنة التمتّع بإيجابيات الانطوائية والانفتاح، فمثلًا قد يكون قادرًا على إحياء حفلةٍ ما بحكي قصص مثيرة للاهتمام تجذب الجمهور، كما أن بإمكانه أيضًا الاستماع بعناية إلى الآخرين.
لذا فإنّ صاحب الشخصية المتزنة يكوّن علاقات أعمق مع الآخرين، إذ تساعد السمات المنفتِحة لديه على التفاعل مع المزيد من الأشخاص، في حين أنّ السمات الانطوائية تساعد على رعاية الصداقات الوثيقة وعدم إهمالها.