عن كتاب "معبد تحت الأرض"

أكثر من ثلاثة آلاف فرسخ تحت الأرض

خاص الوفاق: تقریر عن تقریظ قائد الثورة الإسلامیة علی كتاب "معبد تحت الأرض" وهي رواية مستلهمة من سيرة الشهيد "غلامحسين رعيت ركن آبادي".

أسماء خواجه زاده

 

“القناة” أو “الكاريز” باللغة الفارسية هو اسم “شبكة ري المياه” عمرها 3000 عام تقوم بجمع المياه الجوفية من المرتفعات وتوصيلها إلى المناطق الصحراوية عبر أنفاق طويلة تحت الأرض.

 

يبلغ طول القنوات المائية الإيرانية أكثر من اثنين وعشرين ألف كيلومتر.

 

قناة “زارش” للري هي واحدة من هذه القنوات التي يبلغ طولها 71 كيلومتراً وعمقها 31 متراً، وتم حفرها بإستخدام الآلات البسیطة منذ حوالي ثلاثة آلاف عام.

 

وبفضل هذه التجربة الشعبیة إستخدم الإيرانيون الأنفاق تحت الأرض في صد النظام الصدامي وتم استخدام هذا الإبداع الحربي في عملیات مختلفة كعملیة “فتح المبین” بحفر الآبار من قریة “ركن آباد” بمدینة “میبد” التابعة لمحافظة “یزد”.

 

وكان الفيتناميون قد استخدموا هذا التكتيك الإيراني أيضاً في حربهم مع أميركا، ولكن هذه المرة استخدمه الإيرانيون لأول مرة في الحرب الكلاسيكية، والتي أصبحت فيما بعد نموذجاً ناجحاً للمحاربين المسلمين مثل مقاتلي حماس في المعارك غير المتكافئة.

 

تدور أحداث كتاب “معبد تحت الأرض” التي كتبتها “معصومة میرأبوطالبي” حول هذا الموضوع.

 

 

 

حيث يتم إرسال حفار الآبار الشباب من “ركن آباد” إلى خطوط المواجهة في الحرب للدفاع عن البلاد وهناك يلتقون بشخصية تدعى “غلام حسين” وهو فلاح من “ركن آباد”. ثم هذا التعارف يجعل إلياس (الشخصية الرئيسية في القصة) يبدأ حياة جديدة ویتحول إلى بطل شجاع.

 

هذا الكتاب مبني على الواقع وتم تأليفه بعد أربعين عاماً من الأحداث لكن بعض أبطال القصة وروّاتها ما زالوا على قيد الحياة.

 

تدور القصة حول رحلة وصعود شاب مراهق. ویفسر هذه الشخصیة الرئیسیة الآبار التي يحفرها على أنها معبد للعبادة ومعرفة الذات وإنها قصة شيقة للغاية مليئة بالرسائل والتعاليم.

 

كتب قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي في تقريظه على الكتاب بعد قراءته: “موضوع هذه الرواية جديد ومبتكر، وأسلوب كتابتها سلس وجذاب. إنّ تناول الجوانب الهامشية، ولكن المهمة والمؤثرة في “الدفاع المقدس”، هو عمل ضروري إذ تمكنت كاتبة هذه الرواية البليغة من إنجازها.

 

الإستفادة من حفار الآبار اليزديين، كان قد أشار إليه الشهيد صياد شيرازي مرات عدّة، وكنا نحن على علم بذلك، ولكن الأهمية والدقة والصعوبة التي وُضّحت في هذا الكتاب لم تكن واضحة بالنسبة إلينا وإلى أمثالنا. رحمة الله ورضوانه على هؤلاء الفنانين الذين شمّروا عن سواعدهم”.

 

كما حضر في حفل إزاحة الستار عن تقريظ قائد الثورة الإسلامیة علی الكتاب جمع كثیر من أهالي القرى والمدن المحيطة بمدينة يزد وركن آباد، وألقى الدكتور “قاليباف” رئيس “مجلس الشورى الإسلامي” كلمة في الحفل.

 

تُعرف مدينة يزد بأنها “دار المؤمنين” ولها سكان مؤمنون وثوريون وإقبال كبیر من جانب الجمهور علی الحفل الذی أقيم في قرية ركن آباد “مسقط رأس الشهيد «ركن آبادي»” یؤكد علی ذلك.

 

ومن الواضح تماما لم يكن تاثير الثورة الإسلامية على المنطقة من منظور أيديولوجي فحسب، والقصة الذي يتناولها الكتاب تظهر بوضوح أن المجاهدين المسلمين في المنطقة تأثروا بالثورة الإسلامية حتى في تكتيكاتهم العسكرية، كما يتضح الموضوع من إستخدام الأنفاق في معركة طوفان الأقصى و یؤكدها.

 

وقد جاء طوفان الأقصى بعد ما يقارب أربعين عاماً من الدفاع المقدس، وتمكن قادة حماس من هزيمة الجيش الصهيوني المدجج بالسلاح بإستخدام نفس التكتيكات العسكرية.

 

المصدر: الوفاق/ خاص