وتعليقاً على الحادثة، كتب رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في منشور له على منصة “إكس”: “يثبت رجال الأمن الوطني، ومعهم الجهد الأمني للدولة، أن تفانيهم يجري بالاتجاه الصحيح، نحو ترسيخ القانون، وتأكيد عدم إفلات المجرمين من العقاب”؛ مضيفاً أنّه “مع تحقيق العدالة بالقبض على رموز الآلة القمعية المجرمة للنظام الصدامي البعثي، قتلة الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه، وشقيقته، وكوكبة الشهداء من آل الحكيم، ومعهم آلاف العراقيين الذين كُتمت أنفاسهم الشريفة في غياهب السجون، نؤكد منهج ملاحقة المجرمين وإن طال بهم الزمن في هروبهم”.
وختم السوداني بالقول: “ستبقى الجهود المخلصة تعمل بذات الزخم، في ملاحقة كل من أجرم بحق الدم العراقي، في كل زمان ومكان، هذا عهدنا لأبناء شعبنا، ولكل مظلوم أو شهيد”.
*تفاصيل عملية القبض
في هذا السياق، قال المتحدث باسم جهاز الأمن الوطني العراقي في تصريح له حول تفاصيل عملية القبض على المجرمين: “ألقينا القبض على 5 من أعتى المجرمين من أتباع النظام البائد وقتلة الشهيد الصدر وشقيقته وآلاف العراقيين”.
وأضاف أرشد الحاكم: “المتهم الأول سعدون صبري جميل القيسي رتبته لواء واعترف صراحة بتنفيذ الإعدام بسلاحه الشخصي بحق السيد الشهيد محمد باقر الصدر وشقيقته وتنفيذ الإعدامات الجماعية للمعارضين بتهمة الانتماء إلى حزب الدعوة الإسلامية وأيضاً إعدام 8 مواطنين ودفنهم في مقابر جماعية في الفلوجة وجسر ديالى وإعدام 2 من شباب السادة آل الحكيم وقتل معارض من أهوار الناصرية”.
وأشار الحاكم إلى أن “المتهم هيثم عبدالعزيز فائق رتبته عميد ومن جرائمه الإشراف على عملية إعدام السيد الشهيد محمد باقر الصدر وشقيقته وتنفيذ الإعدام بحق مجموعة من أعضاء حزب الدعوة الإسلامية”. وتابع: “المتهم خير الله حمادي رتبته لواء، ومن أبرز جرائمه قيادة حملات اعتقال وتعذيب بحق أبناء قضاء بلد بذريعة الانتماء السياسي والمشاركة في عمليات إعدامهم ودفنهم والإشراف على قمع المواطنين الأكراد في بغداد وإصدار وتنفيذ قرارات بالتهجير القسري لعوائل المعارضين في بلد إلى “نقرة السلمان” والتورط في جرائم قطع الأيدي في كركوك وتنفيذ العديد من الاعتقالات والإعدامات بحق المعارضين في بغداد”.
وأضاف: “المتهم شاكر طه يحيى ورتبته لواء، من أبرز جرائمه المشاركة في إعدامات معتقلين أكراد عام 1984 في بغداد ومنع إقامة مجالس العزاء على خلفية اغتيال السيد الشهيد محمد صادق الصدر والمشاركة في قتل المواطن المعارض سليمان برينجي”.
ولفت إلى أن “المتهم نعمة محمد سهيل صالح رتبته لواء. ومن أبرز الجرائم التي ارتكبها قيادة حملات اعتقال وتعذيب استهدفت أكثر من 40 طالباً جامعياً من جامعة السليمانية، وجامعات أخرى والملاحقة المستمرة لأعضاء الأحزاب الإسلامية”.
*اكتمال الإجراءات القانونية أمام القضاء
من جهته، أكّد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية أن إعلان تفاصيل القبض على قتلة الشهيد الصدر جاء بعد اكتمال الإجراءات القانونية أمام القضاء.
وقال صباح النعمان: “لن تدّخر قواتنا الأمنية البطلة جهداً، وكذلك كلّ الأجهزة المسؤولة عن تحقيق العدالة وملاحقة الجريمة والمجرمين مهما تقادمت، كي تقرّ عين العراقيين، بِرّاً بقسمها الذي أقسمت على نفسها بمواصلة العمل من أجل إحقاق الحق، وترسيخ العدالة وعدم الإفلات من العقاب، وأن يكون عملها وجهادها خيمةً للأمن والاستقرار لهذا الوطن”. وأضاف: “هاهي اليوم تسجل انتصاراً جديداً يُضاف إلى سجلّها الحافل بالمنجزات وتنفيذ الواجب، بعد أن ألقت القبضَ على زمرةٍ مجرمةٍ أوغلت بدماء العراقيين كانت تمثل الآلة القمعية للنظام المقبور، استباحت حُرمات الدم العراقي، ولم ترقب في مؤمن إلّاً ولا ذِمّة، ولم ترعَ حُرمة الأبرياء، وأمدّت بوحشيتها سنواتِ جثوم الطغيان على صدور الشعب العراقي الصابر”.
وأشار النعمان إلى أن “الإعلان عن تفاصيل هذه العملية البطولية، وعن تفاصيل المقبوض عليهم، جاء بعد أن اكتملت كلّ الإجراءات القانونية أمام القضاء بحق هؤلاء المجرمين، وفقاً للقانون والدستور، وبعد إلقاء القبض على أبرز رؤوس هذه العصابة المسؤولة والضالعة في جرائم عهود الظلم والطغيان وعلى مدى سنوات طوال”.
وأكمل النعمان: “كل التقدير والشكر لجميع الجهات التي اشتركت في هذه العملية النوعية، وألقت القبض على هؤلاء المساهمين البارزين في استدامة ظلم النظام “المقبور”، وامتداد عصر الرّعب الذي خيّم على العراقيين طويلاً”.
وأكد في ختام قوله: أنّ “قواتنا وتشكيلاتنا الأمنية والعسكرية، كلٌّ وفق مسؤولياته، لن تتهاون مع الجريمة بحق العراقيين، وستلاحق كلّ مطلوب للعدالة، في كلّ الظروف والأوقات، حاضراً ومستقبلاً”.
يذكر أن آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (1353 – 1400هـ) فقيه ومفسّر ومفكّر وقائد عراقي. درس العلوم الدينية عند كبار علماء الحوزة العلمية في النجف الأشرف أمثال السيد الخوئي، والشيخ محمد رضا آل ياسين، واستطاع أن يصل إلى مرتبة الاجتهاد في سنين مبكرة، وبدأ بتدريس العلوم الدينية في حوزة النجف الأشرف.
وكان مؤلفاً في مجالات مختلفة، كالاقتصاد الإسلامي، والفلسفة الإسلامية، وتفسير القرآن، والفقه، وأصول الفقه، إضافة لكتابه في نظرية المعرفة وهو الأسس المنطقية للاستقراء.
لم يكن الشهيد السيد محمد باقر الصدر غائباً عن الحياة السياسية، فقد أسّس حزب الدعوة الإسلامية، وأصدر فتواه الشهيرة بحرمة الانتماء لحزب البعث العربي الاشتراكي، كما أنه أول مَن دعى إلى إسقاط نظام البعث في العراق.