يتحرك حمزة القادم من ولاية الجزيرة الي ولاية بورتسودان ببطء وتؤدة نحو عائلته ولسان حاله يقول آن أوان العودة الي مرتع الصبا في قريته التي تسمي كركوج وتسبقه احلام بلقاء من فارقهم من الأهل والعشيرة.
وتبادلنا الحديث مع إمرأة عائدة لموطنها لكن سبقتها دموعها فقد فقدت شقيقتها غدرا علي يد قوات الدعم السريع إبان رحلة النزوح من مدينتها، لكن لم تتركنا احسان وتحدثت عن عام ونصف العام من النزوح من ولاية الي اخري، ورغم بعض الخوف من رحلة عودتها الي موطنها الاول إلا أنها تحدت المجهول وآثرت الرحيل الي منزلها بمدينة ود مدني لتبدأ حياة جديدة تحلم فيها بالاستقرار.
وأعدت ولاية البحر الاحمر 25 حافلة لأول فوج من العائدين الي ولاية الجزيرة وسط السودان يعقبها ذات العدد أسبوعيا الي المناطق الآمنة في مدن السودان المختلفة بجهد رسمي وشعبي بولاية البحر الاحمر. وقال والي ولاية البحر الأحمر السودانية، مصطفى محمد نور، لقناة العالم: “نحن نسمي هذه العودة بالعودة الطوعية، لأن الأهالي عائدين ليعيدو إعمار قراهم ومدنهم وأريافهم ومناطقهم، ونحن معاهم ومنهم إن شاءالله.”
آهات ودموع ممزوجة بفرحة العودة وحزن الفراق لأهالي مدينة بورتسودان التي احتضنت مواطني الجزيرة وقدمت لهم كل المساعدات فكان رد الجميل بهذه الدموع التي لايملكون غيرها تحت ظل هذه الظروف.
