باقة أفلام متنوعة لجميع الأذواق

مهرجان فجر السينمائي.. منصة تعكس الروح الثقافية والفنية الإيرانية

خاص الوفاق: المهرجان حدث ثقافي بارز يتجاوز كونه منصة لعرض الأفلام،ليصبح جسراً يربط الثقافات والأفكار ويعزز الحوار الثقافي،إنه فرصة ثمينة لتعزيز الهوية الوطنية من خلال عدسة السينما.

2025-02-04

حان ربيع المهرجانات الفنية والثقافية في إيران تزامناً مع أيام عشرة الفجر المباركة والأعياد الشعبانية، فمهرجانات فجر الدولية تُقام هذه الأيام بمختلف المجالات الفنية من المسرح والسينما والفنون التشكيلية والشعر وغيرها، أما مهرجان فجر السينمائي يتميز بكثافته والإقبال الواسع عليه، فهذا الحدث الثقافي البارز إنطلق بنسخته الـ43 في قاعة “وحدت” بطهران وكان ذلك بحضور وزير الثقافة سيد عباس صالحي، وجمع غفير من أهل السينما والفن، والفنان اللبناني معين شريف الذي أنشد في حفل الإفتتاح.

 

يُعد هذا الحدث منصة للحوار الثقافي للسينمائيين لمناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية في المجتمع، مهرجان فجر السينمائي في الحقيقة هو أكثر من مجرد حدث سينمائي، بل يعكس الروح الثقافية والفنية لإيران، ويتجاوز كونه منصة لعرض الأفلام، ليصبح جسراً يربط الثقافات والأفكار ويعزز الحوار الثقافي وإنه فرصة ثمينة لتعزيز الهوية الوطنية من خلال عدسة السينما.

 

إجتمع الفنانون وصنّاع السينما للإحتفاء بالفن السابع، مع أجواء من الحماس والإبداع، وتم فيه تكريم 3 من كبار السينما.أما النشاط اليومي الذي نشهده في المهرجان والتنافس الذي بدأ بين الأفلام المشاركة التي تحبس الأنفاس بمشاهدها المميزة، ويوجّه رسالة إلى العالم مفادها أن إيران العريقة، تواصل نشاطاتها وتطورها في جميع المجالات العلمية والفنية والثقافية وغيرها، وتتلألأ في سماء الفن. في هذا التقرير نقدّم لكم نبذة عما يجري في هذا العيد الفني، وبعض الأفلام التي تشارك فيه.

 

الأفلام المشاركة في المهرجان

 

هذا العام يشارك في المهرجان 32 فيلماً في القسم الرئيسي بالإضافة إلى أربعة أفلام رسوم متحركة و11 فيلماً وثائقياً و46 فيلماً قصيراً، وتتنافس جميعها على مدى عشرة أيام، ونشهد فيه باقة متنوعة من الأفلام التاريخية والوثائقية والرسوم المتحركة وأفلام عن الدفاع المقدس وقادته البارزين.

 

في قسم “شوق العنقاء” يتنافس 32 فيلما روائياً طويلاً على جائزة العنقاء البلورية، مع التركيز على أهمية سينما الأطفال والناشئين، بالإضافة إلى الأفلام الـ 32 التي يتم عرضها في المهرجان، هناك 4 أفلام رسوم متحركة تشارك وهي: “أسطورة سبهر” لـ “عماد رحماني” و “مهرداد محرابي”، “الفتى الدولفيني 2” من إخراج “محمد خيرانديش” وإنتاج “محمد أمين همداني” والذي نال القسم الأول منه إقبالا عالميا وتم إنتاج القسم الثاني منه الذي سيعرض في المهرجان وفي الأيام القادمة نقدّم لكم حواراً مع مخرج ومنتج هذا الأنيميشن العالمي، و”زال ورودابة” لـ “محمدعلي سجادي”، و”جولييت والملك” للمخرج “أشكان رهكُذر”.

 

ميزة مهرجان هذا العام

 

مهرجان فجر السينمائي بنسخته الـ 43، يشهد بعض الميزات نظراً لنسخه السابقة، وإضافة إلى أننا نشهد حضور ممثلين بارزين ومخرجي وصنّاع افلام يشاركون في هذا الحدث الفني الكبير لأول مرة ، فبعد ثلاث سنوات، عادت جائزة “العنقاء البلورية” الشعبية إلى المهرجان، وتم فصل القسمين الوطني والدولي مرة أخرى، ومن خلال فصل القسم الدولي عن القسم الوطني، تم تأجيل انعقاده بشكل مستقل إلى وقت يتم الاتفاق عليه مع الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام. وفي إشارة إلى فصل الأقسام الوطنية والدولية، وذلك نظراً لأهمية ودور السينما الخاص في تعزيز الدبلوماسية الثقافية والعامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الخارج ووجود مهرجان فجر الدولي من بين أفضل 14 مهرجانا تنافسيا، وهي عضوة في الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام، وسيتم عقد القسم الدولي من هذا الحدث بشكل منفصل في وقت يتم الاتفاق عليه مع الاتحاد المذكور.

 

“موسى كليم الله”

 

 

فيلم ومسلسل “النبي موسى(ع)” من إنتاج مركز سيما فيلم، حيث يعتزم فريق العمل بدء تصوير الموسم الأول من المسلسل فور الإنتهاء من إعداد النسخة السينمائية، ويشارك الفيلم في مهرجان هذا العام ويحكي جزءاً من طفولة “النبي موسى(ع)”.

 

“موسى كليم الله” هو في الواقع حلقة تجريبية من الموسم الأول لمسلسل تحت نفس العنوان، وتم تقديمه للمهرجان في شكل نسخة سينمائية. ويعد استخدام تقنيات الإنتاج الإفتراضية من السمات البارزة لهذا الفيلم. يروي فيلم “موسى كليم الله” طفولة هذا النبي العظيم، وتلعب الممثلة “مريلا زارعي” دور أم النبي موسى(ع)، و “فرهاد آييش” دور فرعون، في هذا الفيلم، وسيتم عرضه يوم الخميس القادم في برج “ميلاد” بطهران.

 

الفيلم من إخراج “إبراهيم حاتمي كيا”، الذي يُعد من المخرجين الأكثر خبرة والذي شارك في دورات مختلفة من مهرجان فجر السينمائي، وقد حظيت أعماله بتقدير لجنة التحكيم والجمهور، وحصل على العديد من الجوائز، فيلم “موسى كليم الله” هو أحدث إبداعات هذا المخرج المخضرم، والذي سيحظى بالإهتمام، مثل أفلامه الأخرى في مهرجانات فجر السينمائية. ويُعتبر حضور إبراهيم حاتمي كيا في المهرجان أحد أبرز أحداث هذا الحدث الفني الكبير.

 

“إسفند”

 

 

فيلم “شهر إسفند” الذي تم عرضه في أول أيام المهرجان، من إخراج دانش اقباشاوي  ومن إنتاج المرحوم جليل شعباني ومهاجر توحيد برست.يُعتبر الفيلم رحلة في حياة قائد بارز من فترة الدفاع المقدس، ويصوّر جزءاً مهماً من حياة الشهيد “علي هاشمي”، أحد القادة البارزين، في كشف وتخطيط عمليات “خيبر” في مقر “نصرت” السري نصرت.

 

ويروي الفيلم تحديد وتخطيط عملية “خيبر” في معسكر “نصرت” السري حيث قام الشهيد علي هاشمي بتخطيط عملية الاستطلاع في منطقة هور لعملية خيبر بغية السيطرة على جزيرتي مجنون الشمالية والجنوبية.وأثناء العملية بعد إكمال مهمة إخلاء الناس من الجزيرة، وبعد وقت قصير من انفصاله عن علي أصغر كرجي زاده؛ رئيس أركان الفيلق السادس تم استهدف علي هاشمي بصاروخ من مروحية الجيش العراقي واستشهد عن عمر يناهز 26 عاما وتم التعرف على جثته بعد 22 عاما من استشهاده في عام 2009م.

 

“صياد”

 

 

فيلم “صياد” من إخراج  جواد أفشار وإنتاج محمدرضا شفيعي وتأليف حسين تراب نجاد، وهو جزء من حياة الشهيد الفريق علي صياد شيرازي. هذا الفيلم من إنتاج مؤسسة الفارابي السينمائية ومؤسسة الشهداء والمضحين بأنفسهم، وأنتجته مؤسسة صاد الثقافية والفنية، بدعم من المنظمة الأيديولوجية السياسية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

فقد تم ولأول مرة محاكاة أصوات الشخصيات الحقيقية من أجل فيلم “صياد” السينمائي، ويُعد استخدام تقنية محاكاة أصوات الشخصيات الحقيقية في قصة فيلم “صياد” هو الأول من نوعه في السينما الإيرانية، والذي تم باستخدام قدرات الذكاء الإصطناعي من قبل مصمم الصوت في الفيلم أمين شريفي، وتم استغلال هذه الفكرة لربط الجمهور بالشخصيات الحقيقية في قصة الفيلم بشكل أفضل وأسرع.

 

“خيام وقار كاشاني” ممثل دور اللواء صفوي في فيلم “صياد” يقول: لقد تم نشر العديد من الكتب والمذكرات والأفلام الوثائقية عن الأبطال الوطنيين، ولكن المنظور السينمائي يمكن أن يسلط الضوء على جوانب أخرى من شخصياتهم، وهذا شعور تشكل في المجتمع وأصبح حاجة.

 

“دمعة الهور”

 

 

فيلم “دمعة الهور” من إخراج “مهدي جعفري” ومن إنتاج “مجتبی فرآورده”، وسيعرض ضمن منافسة قسم “شوق العنقاء” في هذا الحدث الفني.

 

وقد جاء في ملخص قصة فيلم “دمعة الهور”: “مائدة عشاء “أم علي” بقت مفروشة. أصوات الإنذارات الحمراء وأصوات مضادات الطائرات كانت تثير قلقها في عمق الظلام. وجلست “أم علي” بهدوء على عتبة بابها منتظرة عودة ابنها من الجبهة… واستمرت في الانتظار لمدة اثنين وعشرين عاما بذلك الهدوء”.

 

كما ذكرنا هناك أفلام متنوعة لجميع الأذواق، والتنافس يجري بحماس، حتى نشهد في نهاية السباق مَن الذي يفوز؟ والعنقاء البلورية ستكون نصيب مَن؟!

 

المصدر: الوفاق/ خاص