منذ عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى مدينة غزة ومناطق شمال القطاع إثر انسحاب جيش الاحتلال منها، تفاقمت أزمة توفير المياه نتيجة تدمير الآبار والشبكات، والتكاليف الباهظة اللازمة لتشغيلها وعدم توفير المعدات والامكانيات اللازمة.
ولا تخلو شوارع مخيم جباليا وشمال القطاع من مشاهد السكان الذين يحملون غالونات المياه بحثاً عن المياه، حيث باتت أزمة توفير المياه من أكبر التحديات التي تواجه العائدين إلى الشمال وإلى مدينة غزة. وأعلنت بلدية بيت لاهيا البلدة منطقة منكوبة، وبحسب معطيات نشرتها، فإن ثمانين بالمئة من آبار المياه دمرت بشكل كامل، فضلاً عن تدمير أكثر من 95 بالمئة من المنازل والبنية التحتية في المناطق الشمالية.
في السياق، حذرت بلدية غزة من عجزها عن تلبية احتياجات المواطنين من المياه وتفاقم أزمة المياه في المدينة نتيجة الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية جراء الحرب. مبينة أنه رغم استعادة البلدية عافيتها عقب اتفاق وقف إطلاق النار، وإجراءات الصيانة بالتنسيق مع المنظمات الدولية لكن الأضرار التي لحقت بقطاع المياه في مدينة غزة كبيرة جداً، ما تسبب بعجز هائل في مصادر المياه لسكان المدينة، خصوصاً مع عودة النازحين وارتفاع الطلب بشكل يفوق القدرة التشغيلية المتاحة.
وطالبت بلدية غزة الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار بالتدخل الفوري لتنفيذ بنود الصفقة الخاصة بإدخال الآليات والمعدات الثقيلة ومواد الصيانة التي من شأنها التخفيف من معاناة السكان الفلسطينيين، وضمان توفير الخدمات الأساسية قبل البدء بعملية الإعمار الشامل.