وفیما یلی نصّ الكلمة التي ألقاها الناشطة الاعلامية العراقية “أنفال الحلو” في في المؤتمر الدولي للنساء المتعلمات في العالم الاسلامي الذي نظمه المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بمناسبة الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية:
“بعد السلام والتحية للحضور الكريم، وبعد الصلاة والسلام على خير خلق العالمين، محمد(ص) وعلى آله الطيبين الطاهرين
تعتبر المرأة مدخلاً رئيسياً لأي تغيير إجتماعي وفكري وثقافي في أي مجتمع، فهي بحسب ما لديها من قدرات فائقه في إقامة علاقات وطيدة مع كل شرائح النسيج الاجتماعي، تستطيع بملكاتها الفطرية والعاطفية أن تكون عنصراً مؤثراً وبدايةً هادئةً لأي عملية تغيير فكري، فبما أن المرأة هي نصف المجتمع من حيث العدد، وأجمل ما في المجتمع من حيث العواطف، وأعقد ما في المجتمع من حيث المشكلات ومن هذا المنطلق أصبحت المرأة قضية المجتمع.
وللأسف الشديد هناك جمعات شرسة واتهامات باطلة من قبل الغرب المزيف بخصوص المرأة ودفعها للإحساس بالدونية والتخلق عن المجتمع بذريعة أن الحجاب عائق كبير يحول دون تحررها ومساهمتها مساهمة فعلية في مجتمعها.
وبفضل الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة حيث ولدت وبدأ فجرها ونورها يطلّ على المرأة دعت الى استثمار طاقة المرأة وفتح المجال أمام ابداعها فقد وفرت لها الجو الآمن والحاضن حتى تسلك الطريق نحو التقدم والتألق مع الحفاظ على الأصالة الثقافية والهوية الدينية والإسلامية لها وقد سعت هذه الحكومة المباركة لرفع المستوى الثقافي والعمل من أجل ايجاد التسهيلات والامكانات التي تساهم في نشاطها والتخطيط لاستثمار الحد الأقصى من مواهبها وطاقتها وكفائتها، ويكون لها موقع مؤثر في الواقع الثقافي والاجتماعي والسياسي.
عندما كانت المرأة فكرة متحجرة وطاقة خاوية وموهبة معزولة، ساهمت الثورة الاسلامية الايرانية في حضور المرأة في كافه مناحي الحياة مع الحفاظ وعدم الإضرار بوظيفتها الأولى ودورها الطبيعي في الأسرة فقد وفرت هذه الثورة وبتوجيهات من الإمام والقائد الفذ الإمام الخميني(قدس سره الشريف)، أن يكون للمرأة دور بارز في مسيرة التنمية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
مما لا جدل فيه أن الثورة الإسلامية أحدثت تغيراً جذرياً وعميقاً في وضع المرأة في المجتمع الإيراني ورفعت من مكانتها الحقيقية ووسّعت نطاق مشاركتها دور لم يكن بهذه الجرأة والوضوح في أي فترة من التاريخ في النظام اليهودي البائد وعلى الرغم من أن النساء قد تم منحهن في الظاهر مجموعة من الحريات وحتى المشاركة الإجتماعية لكن بسبب التقليد الأعمى للغرب وهيمنة وجهات النظر الفاسدة والمصطنعة للغربة ظلّ كل شيء على ما هو عليه في إطار الاستغلال الظاهري لها ولم يحدث أي تغيير أو تقدم لها فإن مكانة المرأة ورغم أنها كانت ايجابية في بعض الفترات لكنها قد عاشت فترتين وتطورين، الأول بعد ظهور الإسلام والثاني بعد انتصار الثورة الإسلامية الايرانية بحيث حدثت تغيرات جذرية وعميقة ورفعت من مكانتها الحقيقة ومنحت هويتها ووصولها الى مختلف طبقات النظام الاجتماعي والتعليمي والثقافي وحتى السياسي ووصولها الى مستويات راقية وآفاق نيرة فالثورة الإسلامية الايرانية هي التي جعلت الهوية الأصلية للمرأة الإيرانية تظهر أمام العالم وأن تصل المرأة الى برّ الهدوء والأمان والدخول في ساحة المجتمع وأن تبلغ مرحلة العزة والعُلى وأن تعيش فترة الإزدهار والتطور.