الإحتفال بالأعياد على الطراز الديني

حسينية معلّى.. برنامج دولي يجتاز الحدود

خاص الوفاق: تمثّل "حسينة معلّى" الأخلاقيات والمبادئ، وتعتبر نقلة نوعية في البرمجة التلفزيونية التي تقدّم ثقافة الإحتفال بالأعياد الدينية للجمهور بشكل جديد ومبتكر وجذاب.

شهر شعبان المبارك، شهر سرور أهل البيت(ع) ومحبيهم، شهر فيه ميلاد الأقمار المحمدية، شهر نشهد فيه الاعياد واحد تلو الآخر تُقام بمناسبة ميلاد كلّ منهم، وهناك برامج ومجالس تُردد فيها المدائح والأناشيد والتهاليل، في فرحة قدوم المواليد المباركة، وما أجمل هذه الطقوس والبرامج!

 

“حسينية معلّى”

 

إيران لها تاريخ عريق وهناك مناطق ومحافظات مختلفة لها تقاليدها وأناشيدها الخاصة بالمناسبات، منذ عدة سنوات، برنامج “حسينية معلّى” يتطرق إلى هذه الطقوس، ويستضيف في كل حلقة منها، مجموعة من الجمهور الإيراني بمختلف المحافظات وكذلك الضيوف الأجانب من محبي أهل البيت(ع).

 

لقد استطاع برنامج “حسينية معلّى” في إطار تلفزيوني واقعي أن يغير كل البنيات السابقة بجرأة، وباعتباره النوع الأحدث من البرامج الدينية فقد نجح مرة أخرى في جذب المشاهدين إلى التلفزيون حتى أصبح بإمكانهم أن يشاهدوا حسينية تلفزيونية لأول مرة.

 

في هذه الأيام ومع مرور ذكرى مولد الإمام الحسين(ع) وسيدنا العباس(ع)، والإمام السجاد(ع)، وسيدنا علي الأكبر(ع)، وعلى أعتاب ميلاد منقذ البشرية الإمام المهدي(عج) شهدنا رؤية مختلفة من صناع البرامج التلفزيونية، حيث ابتعدوا عن المواقف الرسمية السابقة وقدّموا برنامجاً سعيداً وحيوياً في إطار ديني، مما يدل على تغيير في أسلوب تقديم البرامج التلفزيونية الدينية.

 

تمثل “حسينية معلّى” الأخلاقيات والمبادئ، وهي نقلة نوعية في البرمجة التلفزيونية التي تقدم ثقافة الحداد أو الإحتفال بالأعياد الدينية للجمهور بشكل جديد ومبتكر وجذاب.

 

إجتياز الحدود

 

برنامج “حسينية معلّى” واجه إقبالاً كبيراً، ويتم عرضه بمختلف الدول، بخمس لغات وهي الفارسية، العربية، الإنجليزية، التركية، والأردو.

 

بدأ عرض البرنامج على القناة الثالثة إعتباراً من الليلة الأولى لشهر شعبان، الموافق يوم الخميس 30 يناير، ويواصل عرضه حتى الجمعة القادمة التي تصادف ذكرى ميلاد صاحب الزمان(عج)، وتشتمل “حسينية معلّى” على 15 حلقة.

 

حكّام البرنامج

 

من النقاط المهمة في برنامج “حسينية معلّى” وجود الرواديد والمداحين الذين يقومون بدور الخبراء والحكاّم. وبالطبع تجدر الإشارة إلى أن محتوى البرنامج لا يعتمد على المنافسة أو التفوق أو التقييم الفردي، بل في هذا البرنامج، يتم تشجيع الجميع والثناء عليهم، أي بطريقة ما، الجميع فائزون.

 

بدأ عرض “حسينية معلّى” هذه الأيام بمناسبة شهر شعبان، و يحضر البرنامج الرواديد: “محمد رضا طاهري”، “سيد رضا نريماني”، “حسين سيب سرخي”، و “مهدي سلحشور”، كحكّام، كما يحضر البرنامج حجة الإسلام “شهاب مرادي” كخبير إلى جانب الرواديد في “حسينية معلّى” لأول مرة.

 

حضور نجل الشهيد السيد حسن نصرالله

 

 

في حلقة أخرى حضر سيد محمد مهدي نصرالله نجل الشهيد سيد حسن نصرالله، لأول مرّة برامج تلفزيونية إيرانية، وهو برنامج “حسينية معلّى”، حيث تحدث عن والده والرسالة التي أرسلها لقائد الثورة الإسلامية ويقول: رأيت من واجبي الأخلاقي أن أبدأ هذا اللقاء معكم بالشكر لكم ولرب العالمين بنصره لنا في هذه الحرب، أرسلت رسالة للسيد القائد وطلبت منه أن يلبسني عمامة ورداء والدي بيده المباركة، وعندما لبست اللباس على يد القائد أعطاني هذا الخاتم وقال أردت اعطيه لسيد المقاومة، ولكن استشهد وأهدي لك هذا الخاتم.

 

ثم يذكر ذكرى من والده الشهيد ويقول: والدي كان دائماً يقول: اذا جاء عزرائيل وخيّرني ان يأخذ عمري او الحاج قاسم، ويقول لي: “إما أنت إما الحاج قاسم” فأقول له: “لا إقبض روحي أنا وأترك الحاج قاسم”.

 

نشيد الإنتفاضة وحديث الكساء

 

من ضمن الحلقات الأخرى شهدنا حضور الأطفال الذين قاموا بإنشاد أناشيد جميلة بلغات مختلفة، منها نشيد بأنغام ثورية، وباللغة السويدية.

 

كما تم إنشاد نشيد الإنتفاضة تحت عنوان “ثوري”: جاء في قسم منه: “ثوري.. ثوري.. هيي.. في غزة وبلاطة.. في القدس ورام الله.. قمنا بانتفاضة كبرنا باسم الله.. ولا بيغسل عارنا.. إلا الدم والحجر..”، وتم إنشاد النشيد في مشهد جميل من قبل أطفال من بلدان مختلفة وفي يداهم  يرفرف علم دول محور المقاومة.

 

كما أنه تم إجراء عرض حديث الكساء باللغة الإنجليزية، وكانت القصة عن الراهبة التي كانت في إيطاليا، إستمعت الحديث واجتذبت إليه، وقامت بعرضه في إطار نشيد ديني، وتم إنشاده في مختلف الكنائس.

 

“طيراً أبابيل” هدية لأطفال غزة الأبطال

 

تم عرض نشيد بعنوان “طيراً أبابيل” إحتفالاً بانتصار المقاومة الفلسطينية، وكهدية من “حسينية معلّى” لأطفال وشعب غزة البطل.

 

وفي حلقة أخرى من البرنامج نشهد تقديم إنشاد 313 شابا وشابة للمقاومة، والذي واجه إستحساناً كبيراً، وكان هذا الأداء من أكثر الأناشيد في البرنامج ازدحاماً وتناغماً في ذات الوقت.

 

الرسالة التي وصلت للكيان الصهيوني من البرنامج

 

أما الجميل والجديد الذي شهدناه في إحدى الحلقات، أن فتاة إيرانية قامت بقراءة نص بحماس وباللغة العبرية تخاطب به الكيان الصهيوني، كرسالة من “حسينية معلّى” إلى هذا الكيان المجرم. تلقى الكيان الصهيوني الرسالة، ولم تتمكن وسائل الإعلام العبرية من إخفاء غضبها من رسالتها.

 

وفي تقرير له، أشار موقع “كيكار” الإخباري إلى برنامج خاص بعنوان “حسينية معلّى” يبث على القناة الثالثة في تلفزيون الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأعلن أنه تم إرسال رسالة باللغة العبرية إلى الصهاينة في هذا البرنامج

 

وبحسب التقرير، أرسلت إيران رسالة إلى الكيان الصهيوني باللغة العبرية، وتم قراءة الرسالة من قبل امرأة إيرانية ترتدي ملابس إسلامية تقليدية ووجهت اتهامات ضد الكيان الصهيوني.

 

وفي رسالتها تحدثت المرأة عن القمع الذي يتعرض له سكان غزة ولبنان، وفي قاعة كبيرة مزينة بالعلم الفلسطيني انتقدت الرسالة الكيان الصهيوني باللغة العبرية واقتبست قصصاً من التورات.

 

وتابعت الوسيلة الإعلامية التي لم تتمكن من إخفاء استيائها من هذا الإجراء، قائلة إن الحضور كانوا في قاعة ظهرت في خلفيتها نجمة داوود مكسورة، وحملوا صور أطفال غزة.

 

بحسب هذه الوسيلة الإعلامية، تم إنشاء هذه الصور بواسطة الذكاء الاصطناعي، ويتابع التقرير، حيث قالت الإيرانية: “الكيان الصهيوني يدعي بالإنسانية، لكنه يتصرف ضد الإنسانية. والصور القادمة من غزة وصمة عار أبدية في جبين الإنسانية”.

 

ومن الجمل التي تدل على أنها أثارت استفزاز الصهاينة بشكل كبير هي الجملة التالية: “أوه، الصهاينة مثل البشر أيضاً”.

 

مراسم “يزلة” لأهالي خوزستان

 

في حلقة أخرى نشهد إجراء طقس جميل من أهالي محافظة خوزستان مدينة “رامشير”، وهو طقس “يزلة” الذي يقوم فيه الناشئيون والشباب بإنشاد أشعار ملحمية بحماس مع الدبكة على الأرض وفي تناغم متوازن، وهي تعبّر عن روح الحماس عندهم، فأنشدوا لميلاد سيدنا علي الأكبر(ع)، وكذلك للمقاومة، حيث شبّهوا صواريخ إيران في عملية “الوعد الصادق” بطيور أبابيل، جاء في قسم منها: “الطيور أبابيل، الله أرسلها وخمّدت نار الفتن، بالحجر سجيل.. أخذوا ثأر هنية والبطل سيد حسن..”.

 

ثم يتحدث أحد الكبار عن طريق تحضير الرايات التي تتزين باسم أهل البيت(ع) ويتحدث عن الطقوس الخاصة بتحضير الراية والإحترام الخاص الذي يكنّه أهالي “رامشير” للراية في مختلف مراحل التحضير، ويقول: يتم تناقلها من جيل إلى جيل، ونحن نعلن للعالم أن هذه الراية لن تبقى على الأرض أبداً.

 

بطلات لبنان في “حسينية معلّى”

 

من جهة أخرى تم حضور السيدة “عايدة سرور” أم الشهيدين “علي” و “محمد علي”، والتي تحدثت عن أبنائها الأبطال الذين كانا من مدافعي المراقد المقدسة واستشهد الشهيد علي بسوريا، وتم تأليف كتاب عن حياته في إيران، وعن استماع خبر إستشهاد الشهيد “محمدعلي” حيث كانت في حرم الإمام الرضا(ع).

 

عندما تلقيت خبر استشهاد محمد علي كنت هنا في ايران، في حرم الامام الرضا(ع)، وكنت اتهيأ لصلاة الجماعة و اتصل زوجي و قال عظم الله أجوركم بمحمد علي، فقلت بصوت عال: يا الله، و شكرت الرب، كنت عند باب الجواد(ع)، فالإمام الجواد(ع) هو العزيز عند الامام الرضا(ع) و أهل البيت(ع)، الذين واجهوا بلاء كثير و كان أوجب الواجبات هناك أصلي ركعتين صلاة الشكر.

 

كما حضرت البرنامج إبنة الشهيد “فؤاد شكر”  السيدة “خديجة فؤاد شكر” وتحدثت عن والدها وقالت: أنا أعتقد أبرز عوامل التي جعلت والدي في هذا المكان، أولها تعلقه بالقرآن والمسجد، وكان يعتقد كما يقول الامام الخميني(رض): “مساجدنا متاريسنا”، والنقطة الثانية كانت التعلق بالنهج الحسيني، والنقطة الثالثة هي التمسك بالولاية.

 

هناك يجب أن نقف بقوة و نتذكر قول السيدة زينب: ما نزل بنا هو بعين الله، هو الذي يعطينا الصبر، ولكن صدقوا كان هناك تجدد لليتم، الان قد أصبحنا أيتاماً بحق، وشعرنا يومها بحرارة الفقد، شعرنا بأن أبرز عوامل السند والقوة لدينا قد أصبح من الشهداء، إنما التصبر يأتي من عندالله، وكلام الامام الحسين(ع): “إن كان دين محمد لم يستقم إلّا بدمي فياسيوف خذيني”، و بنفس الطريقة، يجب أن نفكر، إن كانت هذه المرحلة و هذه المقاومة و هذا الجهاد في سبيل الله و استكمال مقاتلة اسراييل، لم تستقر الا بدماء السيد نصرالله، فهو طبعا يعتبر نفسه فداء لهذا الخط و نحن أيضا نعتبر من ضمن جهادنا، فالصبر على هذا الفقد، والبعد عن أحد أبرز عوامل العاطفي لدينا، و السند لدينا، وهو لم يكن قائداً فقط بل كان فعلا أب، ونشكر أن الأب الأكبر لنا السيد الخامنئي مازال موجوداً الذي يضلل بعبائته جميع مواليه وتحديدا عوائل الشهداء.

 

هدايا لأطفال غزة ولبنان

 

من جهة أخرى إشترت الفتيات الأطفال من مدينة أردبيل هدايا من مدخراتهن الخاصة لأطفال غزة ولبنان وكتبن رسائل بخط أيديهن باللغة العربية والفارسية والتركية.

 

برنامج دولي في سرور أهل البيت(ع)

 

تتمتع “حسينية معلّى” بمختلف البرامج من آداب والطقوس في حرم الإمام الرضا(ع) حتى قراءة المدائح هناك وغيرها، فهو برنامج دولي موفق ندعوكم لمشاهدته.

 

المصدر: الوفاق/ خاص