موناسادات خواسته
أقيم مهرجان شعر الخليج الفارسي الدولي بحضور شعراء دوليين وشعراء أجانب ناطقين بالفارسية، واستعرض الشعراء فن الكلمات في جزيرة بوموسى، أقصى جنوب إيران.
نظّمت الفعالية إدارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في محافظة هرمزغان، حيث قرأ محافظ “بوموسى” قصيدة عن خلود اسم “الخليج الفارسي”، وبعد ذلك أنشد الشاعر الأفغاني الشهير محمد كاظم كاظمي.
جاء إلى بوموسى هذا الشاعر الذي كان يتذكر وجوده السابق على هامش تدقيقه لكتاب “إيران قبل أن تصل للإمارات” وقال: يمكن أن يكون هذا مكاناً لتوليد الدخل لإيران الإسلامية وسكان الجزيرة من السياحة، وهي جزيرة حقيقة حوض سمك طبيعي، وأوضح: مدينة بوموسى هي أقرب نقطة للإمارات وتم اختيار اسم الكتاب لهذا السبب.
ومقدّم البرنامج الباكستاني “أحمد شهريار”، أحد الشعراء الناطقين بالفارسية، أعرب عن سروره للحضور في هذا الحفل وشكر الحاضرين بثلاث لغات الفارسية والأردية والإنجليزية.
جاء دور “عسكر حكيم اوف” الرئيس السابق لكتّاب طاجيكستان، الذي تحدث عن إيران الكبرى وقال: هذه الأرض كانت واسعة وتتسع من الهند إلى آسيا الصغرى.
لكن من بين الشعراء الناطقين بالفارسية، كان هناك أيضاً شعراء من سوريا ولبنان وجمهورية آذربيجان، وأنشدوا بشكل جميل عن الأمن والمقاومة والتعاطف.
وقال الشاعر السوري “حسن البعيتي” الملقب بأمير الشعراء العرب: عندما أتيت إلى إيران رأيت الأمن في وجوه الناس.
والشاعر الآذربيجاني أنشد بالتركية عن التعاطف والحب، وقال: أنا أنشد قصيدة حب لأن الحب هو اللغة المشتركة بين جميع الأمم، وقد أخذت خاتماً من قائد الثورة الإسلامية للذكرى، بما أن إيران موطني الثاني، وأنشد قصيدة تصف الخليج الفارسي.
وأما الشاعر اللبناني “محمدباقر جابر” أنشد قصيدة عن الشوكة التي في أعين الكيان الصهيوني، وقال “رضا إسماعيلي” أحد الشعراء الإيرانيين، في قصيدته: فلسفة خلق العالم هي الحب.
“نقي عباس” من الهند وشعراء آخرون قرأوا أيضاً قصائد تصف حالتهم الداخلية وظروفهم وجلبوا الكلمات للفرحة بحيث لم يغادر الجمهور القاعة حتى نهاية الحفل وبعد ذلك اجتمعوا حول الشعراء.
وقد أنشد شعراء بارزون من باكستان وأوزبكستان وجمهورية أذربيجان وأفغانستان وسوريا وطاجيكستان والهند وشعراء من إيران قصائدهم بموضوع الخليج الفارسي والسلام والصداقة ومناهضة الاستعمار، والتي رافقها تصفيق مستمر من الجمهور.
ويدل حضور الشعراء من جميع أنحاء البلاد والشعراء الأجانب في هذا المهرجان على أهمية الخليج الفارسي بالنسبة للشعراء.
ونظراً لأهمية المهرجان الدولي للشعر الذي أقيم لأول مرّة في جزيرة “بوموسي” جنوب ايران و على ضفاف الخليج الفارسي، فاغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع الأمين العام لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي بمحافظة هرمزغان، السيد “اسماعيل جهانغيري” حيث سألناه عن المهرجان والضيوف المشاركون فيه، وفيما يلي نص الحوار:
إنشاد الشعراء الدوليون
بداية تحدث لنا السيد جهانغيري عن إقامة المهرجان في جزيرة “بوموسى” وكيفية إختيار الأعمال، فقال: قررت وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي عقد مهرجان فجر الدولي السابع عشر للشعر هذا العام في الخليج الفارسي بناءً على طلب محافظة هرمزغان، فقررنا عقده في الخليج الفارسي والجزيرة الواقعة في أقصى جنوب إيران، أي في جزيرة بوموسى.
وأرسلت الأعمال إلى سكرتارية المهرجان في طهران، ومن بينها اختيرت أعمال من 8 دول شاركت في المهرجان، وحدث ذلك لقراءة الأشعار في جزيرة بو موسى، وكان من ضمن الشعراء الذين حضروا أيضاً من لبنان وسوريا، وحضر المهرجان 13 شاعرا من 8 دول.
الشعراء الدوليون الذين حضروا المهرجان هم: “حسن بعیتي” من سوریا، “محمدباقر جابر” من لبنان، “عسكر حکیم اوف” من طاجیکستان، “مرحمت عالم اوا” من طاجیکستان، “شاه منصور شاه میرزا” من طاجیکستان، “سید اسکندر حسیني” من افغانستان، “محمدکاظم کاظمي” من افغانستان، “زامیق محمود اوف” من جمهورية آذربیجان، “سید نقي عباس کیفي” من هندوستان، “جعفر محمد” من اوزبکستان، “احمد شهریار” من باکستان و “علي کمیل قزلباش” من باکستان، كما حضر شعراء ايرانيون منهم: صالح زادة، انصاري نسب، یعقوب سهوزادة، عبدالحمید انصاري، حيث قاموا بإنشاد أشعارهم في يوم الثلاثاء الماضي الموافق 31 يناير/كانون الثاني تزامناً مع عشية ليلة وصول الإمام الخميني (قدس) الى ايران، وبداية إحتفاليات عشرة الفجر المباركة.
قراءة الأشعار باللغة الأصلية
عندما سألنا “جهانغيري” عن قراءة الأشعار بأنها كانت بلغتهم الأم أم اللغة الفارسية، هكذا رد علينا بالجواب: نعم كانت بلغة الأم ولغة الشاعر الأصلية، على سبيل المثال قصائد الشعراء الناطقين بالعربية كانت بالعربية وكان بجانبهم مترجم وقام بترجمتها إلى الفارسية وكان الأمر نفسه بالنسبة للآذرية ولكن الأعزاء الذين كانوا من دول باكستان وطاجيكستان، أفغانستان وأوزبكستان، أنشدوا أشعارهم باللغة الفارسية.
شعراء إيرانيون وعرب
ورداً على سؤالنا فيما يتعلق بخطة استمرار التعاون مع الدول العربية والشعراء الناطقين بالعربية، قال جهانغيري: يجب أن يكون الأمر على هذا النحو، في محافظة هرمزغان يتحدث المواطنون بالعربية، وفي أماكن أخرى مثل محافظة خوزستان أيضاً يتحدث المواطنون بالعربية، وحسب معلوماتي القسم العربي في مهرجان الشعر الرضوي الذي يقام باللغة العربية فقط، من المقرر إقامته في خوزستان.
لكننا نبحث عن مجيء وذهاب شعراء ناطقين بالعربية من دول جنوب الخليج الفارسي، مثل عمان وقطر والعراق وسوريا ولبنان، والتفاعل مع شعراء هذه الدول، وحتى مصر، وهي دولة افريقية ناطقة بالعربية.
مدى تأثير المهرجان
وأما حول تأثير المهرجان ومدى معرفة المشاركون فيه، ومستوى القبول والمشاركة، قال “جهانغيري”: ننظر إلى هذا المهرجان من ناحيتين، أحدهما أن هذا الحدث الدولي كان المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في جزيرة بوموسى، وهي جزيرة يبلغ عدد سكانها 7000 نسمة، حيث يعيش مواطنونا الإيرانيون في جزيرة إستراتيجية وجميلة في نفس الوقت وفيها مناطق جذب سياحية جيدة جداً، يعمل المواطنون هناك بوظيفة صيد الأسماك، بالإضافة إلى الوظائف الإدارية وكونهم موظفين، مع الأخذ في الاعتبار أن اقتصاد المواطنين يعتمد في الغالب على البحر والإبحار، والأحداث الثقافية هناك بشكل أقل.
قمنا بإقامة هذا المهرجان الدولي هناك هذا العام، وقد استقبله الناس بشكل جيد للغاية، وخلال الساعات التي أقيمت فيها قراءة الشعر، بقي المواطنون في القاعة، وكان لديهم حماس حتى نهاية المهرجان والشعراء كانوا يقرأون شعرهم والحضور إستقبلوهم بشكل جيد.
لكن فيما يتعلق بالروابط التي أقيمت خارج الحدود، فإن هؤلاء الشعراء أنفسهم كانوا على دراية كبيرة بالخليج الفارسي وبيئة وثقافة المنطقة، وكذلك بالنسبة للأعمال التي كانت في الماضي وقبل هذا المهرجان في مجال الشعر والأدب وحتى القضايا المتعلقة بمنطقة الخليج الفارسي، كانوا يعرفونه بصورة جيدة.
وحتى أحد الشعراء قدّم كتاباً، والذي أوصي الجميع بقراءته، كان كتاباً بعنوان “إيران قبل أن تصل للإمارات” ، وهو كتاب عن جزيرة بوموسى، وكان من المثير للإهتمام أيضاً أن أحد الشعراء من غير الإيرانيين كان يقدّم هذا الكتاب.
الشعر والتعريف بثقافة المنطقة
وحول مدى فعالية الشعر في التعريف بثقافة المنطقة وتقديمها، قال “جهانغيري”: يحتل الشعر مكانة خاصة للغاية بين العرب والمتحدثين بالفارسية، وهناك لغة مشتركة بين هاتين المجموعتين العرقيتين، العرب والفرس، حتى لو كانوا لا يعرفون ترجمة تلك القصيدة.
لذلك فإن تلك الأوزان الشعرية والقوافي وهذا الشعور والإحساس في أدب الشعر هي خميرة الشعر وأدب الحب والمحبة، والحب في الواقع هو اللغة المشتركة بين البشر، وهذا الشكل الفني يمكن أن يجمع الثقافات المختلفة معاً.
على سبيل المثال، الشاعر السوري أو الطاجيكي الذي كان يقرأ لنا شعراً في تلك الليلة، كان الشعور الذي لديه، نقله تماماً للحضور، والذي ربط مشاعر الشاعر وثقافاته، نعم، يمكن لقراءة الشعر أن تستمر في الأمسيات الشعرية التي تقام.
هذا العام، أقيم مهرجان فجر الدولي للشعر تحت عنوان منتدى الخليج الفارسي، وأقيم هذا المنتدى الدولي للخليج الفارسي في قلب الخليج الفارسي، وكان مهرجان الفجر، ولكنه كان أيضاً يحمل لقب الخليج الفارسي.
وأخيراً قال “جهانغيري”: أتمنى أن يأتي الجميع الى الخليج الفارسي، وأن يتعرفوا أكثر على الخليج الفارسي، وخاصة جزيرة بوموسى الجميلة جداً، والتي يمكن مقارنتها بحوض سمك طبيعي، فهي جميلة جداً.