في اليوم العالمي للغة الأم

اللغة الفارسية تراث ثقافي مشترك

تسهم اللغة الفارسية في تطور العلوم العربية والإسلامية والأدب العربي والإيراني والأدب العالمي.

غني عن القول إن اللغات ضرورية للتعليم والتنمية المستدامة، فهي الوسيلة الأساسية لنقل المعرفة والحفاظ على الثقافات. ومع ذلك، فالعديد من اللغات الـ 8324 الموجودة حاليا في العالم معرضة لخطر الاختفاء بسبب العولمة والتغيرات المجتمعية.

 

ولذا، دعم أنظمة التعليم لضمان الحق في التعلم باللغة الأم أمر بالغ الأهمية لتحسين نتائج التعليم، ويتبين أن الطلاب الذين تلقوا الدراسة باللغة التي يفهمونها تمامًا يظهرون مهارات أكبر في الفهم والمشاركة والتفكير النقدي.

 

والتعليم المتعدد اللغات، وخاصة للغات الأقليات واللغات الأصلية، لا يساعد المتعلمين فحسب، بل يعزز أيضًا ارتباطًا أعمق بين التعليم والثقافة، مما يساهم في بناء مجتمعات أكثر شمولاً ومساواة.

 

إن الألسن هي الأدوات الأقوى التي تحفظ وتطور تراثنا الملموس وغير الملموس . لن تساعد فقط كافة التحركات الرامية الى تعزيز نشر الألسن الأم على تشجيع التعدد اللغوي وثقافة تعدد الألسن، وإنما ستشجع أيضاً على تطوير وعي أكمل للتقاليد اللغوية والثقافية في كافة أنحاء العالم كما ستلهم على تحقيق التضامن المبني على التفاهم والتسامح والحوار.

 

للغة الأم.. يوم عالمي يبرّ بها

 

حددت منظمة الثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) تاريخ 21 فبراير/شباط من كل عام يوما عالميا للاحتفال باللغة الأم، حتى تلفت فيه الانتباه إلى دور اللغات في نقل المعرفة، وتعزيز التعدد اللغوي والثقافي.

وفي 16 مايو/أيار2007، أهابت الجمعية العامة للأمم المتحدة -في قرار لها- بالدول الأعضاء “التشجيع على المحافظة على جميع اللغات التي تستخدمها شعوب العالم وحمايتها”.

وأعلنت الجمعية العامة -في القرار نفسه- اعتبار عام 2008 سنة دولية للغات، لتعزيز الوحدة في إطار التنوع وتعزيز التفاهم الدولي مع تعدد اللغات والتعدد الثقافي.

 

وخصصت اليونسكو جائزة توزع في هذا اليوم على اللغويين والباحثين ونشطاء المجتمع المدني مقابل عملهم في مجال التنوع اللغوي والتعليم المتعدد اللغات، وشرعت المنظمة في توزيع هذه الجوائز منذ عام 2002، وحازت عليها عدة شخصيات تهتم بميدان اللغات إضافة إلى عدة مؤسسات تعليمية من 11 بلدا. ومن هنا راح الجميع يبدون اهتمامهم بحفظ لغة الأم.

تعتبر اليونسكو أن اللغات هي الأدوات الأقوى التي تحفظ وتطور تراث الشعوب، لأن اللغة هي الوعاء الذي ينقل ميراث الشعوب وتقاليدها وعاداتها، وتعبر من خلالها عن هويتها.

 

اللغة الفارسية هي تراث ثقافي مشترك

 

تعد اللغة الفارسية من اللغات القديمة والمهمة في التاريخ والثقافة، حيث وصلت أبجدية اللغة الفارسية إلى الهند وغرب آسيا وشمال إفريقيا، وقد تأثرت العديد من اللغات باللغة الفارسية والتي تعتبر لغة من اللغات الرسمية في عدد من الدول الناطقة بها.

 

وتعد اللغة الفارسية مهمة في التاريخ الإسلامي والفلسفة والأدب العربي والإيراني والأدب العالمي، فلقد أدت الثقافة الفارسية إلى تأسيس المدرسة الفارسية الخاصة بالفلسفة والبلاغة والشعر، كما أن اللغة الفارسية قد أثرت في الكثير من اللغات الأوروبية والشرقية والمحيط الهادئ.

نائب رئيس مؤسسة سعدي للشؤون الدولية السيد “شهروز فلاحت بيشة” يقول عن اللغة الفارسية: اللغة الفارسية هي تراث ثقافي مشترك وعريق لنا وللعديد من ناطقي الفارسية في العالم.

ويتابع: إن أهمية اللغة الفارسية في البعد الوطني إلى جانب الدين الإسلامي تكمن في أنها أداة الوحدة والانسجام الوطني وفي البعد الدولي في ظل القوة الدبلوماسية للجمهورية الإسلامية من مقومات تطوير علاقات إيران مع العالم في مختلف الأبعاد الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

 

أهمية اللغة الفارسية

 

تشتمل أهمية اللغة الفارسية في التاريخ والثقافة على ما يلي:

 

1 تأسيس المدرسة الفارسية الخاصة بالفلسفة والبلاغة والشعر.

 

2- إسهام اللغة الفارسية في تطور العلوم العربية والإسلامية والأدب العربي والإيراني والأدب العالمي.

 

3- نقل الأسواق والتجار الفارسيين خلال القرون الماضية إلى مختلف المناطق ما أدى إلى انتشار اللغة الفارسية في تلك المناطق.

 

4- تأثير اللغة الفارسية على عدد من اللغات الأوروبية والشرقية والمحيط الهادئ.

 

5- الأجزاء الهامة من الأدب العربي تتضمن عددًا من الكلمات الفارسية.

 

6- تأثير اللغة الفارسية في الثقافة الإسلامية في التاريخ والأدب.

 

7- رفع مستوى الدراسة والاطلاع على التاريخ والثقافة الإيرانية والثقافة العالمية.

 

وبالإضافة إلى ذلك، فإن اللغة الفارسية تمتلك نحو 100 مليون ناطق تقريبًا في العالم، مما يجعلها لغةً بارزةً ومؤثّرةً في العالم.

 

المصدر: الوفاق/ وكالات