رغم العقوبات الأميركية الظالمة

النفط الإيراني يتدفّق بقوّة إلى الصين

رغم العقوبات الأميركية الجائرة ومحاولات واشنطن المستمرة لعرقلة تصدير النفط الإيراني، أثبتت طهران مجدداً قدرتها على تجاوز القيود غير القانونية، حيث أظهرت بيانات حديثة ارتفاعاً ملحوظاً في صادرات النفط الإيراني إلى الصين خلال شهر فبراير/ شباط.

تواصل إيران تصدير نفطها إلى الأسواق العالمية رغم العقوبات الأميركية غير المشروعة، حيث أظهرت بيانات حديثة عن تتبع شحنات النفط العالمية أن صادرات النفط الإيراني إلى الصين شهدت قفزة كبيرة خلال شهر فبراير/ شباط الجاري.

 

هذه الزيادة تأتي كنتيجة مباشرة لمرونة التجار الإيرانيين، الذين نجحوا في إيجاد حلول ذكية وفعالة لمواجهة العراقيل الأميركية.

 

ووفقًا للبيانات الأولية الصادرة عن شركة “كيبلر” المتخصصة في تتبع شحنات النفط والغاز، فإن الواردات الصينية من النفط الإيراني خلال الشهر الجاري بلغت 74/1 مليون برميل يومياً، وهو ما يمثل زيادة ضخمة بنسبة 86% مقارنة بشهر يناير/ كانون الثاني الماضي، ما يجعلها أعلى مستوى منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2024.

 

ويرجع هذا الارتفاع الملحوظ إلى اعتماد طرق مبتكرة مثل عمليات النقل من سفينة إلى أخرى؛ بالإضافة إلى استخدام محطات استقبال جديدة، مما مكّن طهران من إيصال نفطها إلى المشترين دون التأثر بالعقوبات غير القانونية.

 

إفلاس السياسة الأميركية

 

وفي الوقت الذي تحاول فيه واشنطن فرض مزيد من العقوبات على تجارة النفط الإيرانية، يثبت الواقع أن هذه الضغوط لم تفلح في منع تدفق النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية، حيث تستمر المصافي الصينية المستقلة، المعروفة باسم “أباريق الشاي”، في استقبال الشحنات الإيرانية، ما يعزز مكانة إيران كمورد رئيسي للطاقة.

 

ورغم تهديدات وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، الذي أعلن الأسبوع الماضي نية بلاده تقليص صادرات النفط الإيرانية إلى أقل من 10% من مستوياتها الحالية، إلا أن هذه التصريحات تبقى مجرد أوهام بعيدة عن الواقع، حيث تؤكد المعطيات أن السوق العالمي لا يمكنه الاستغناء عن النفط الإيراني، وأن المشترين الكبار مثل الصين والهند لا يخضعون بسهولة للضغوط الأميركية.

 

كسر العقوبات وتأكيد السيادة الاقتصادية

 

إصرار إيران على تصدير نفطها رغم الضغوط المتزايدة يعكس مدى صلابتها الاقتصادية وقدرتها على مواجهة التحديات، حيث تمكنت من تطوير شبكة لوجستية متقدمة تتكيف بسرعة مع الظروف المتغيرة. كما أن استمرار تدفق النفط الإيراني إلى الأسواق الآسيوية الكبرى يؤكد زيف الادعاءات الأميركية، ويثبت أن سياسات الضغوط القصوى قد فشلت في تحقيق أهدافها.

 

في ظل هذا المشهد، يبقى النفط الإيراني قوة لا يمكن إيقافها، ويستمر في التدفق إلى الأسواق العالمية، ليبرهن مرة أخرى على قدرة إيران على حماية مصالحها الاقتصادية واستقلالها السيادي في مواجهة المؤامرات الخارجية.

 

المصدر: وكالات