قال وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية: نحن نسعى في فترة الخمس سنوات القادمة من البرنامج السابع لزيادة عدد السياح القادمين إلى البلاد لتصل إلى 15 مليون سائح، وأنا متفائل بهذا الشأن.
وأوضح سيد رضا صالحي أميري: في مجال السياحة الدينية لدينا توجه مثير للاهتمام، حيث أن الوجهة الأولى لثلاثة ملايين سائح من العراق بعد زيارة مرقد الإمام الرضا(ع) في مدينة مشهد المقدسة يتوجهون الى السياحة الاستكشافية والطبيعية والتراثية، أي أنهم بعد الزيارة يسافرون إلى الشمال، أو كيش، أو أصفهان، أو شيراز. ومن البلدان المجاورة مثل تركيا يأتي 800 ألف سائح سنوياً.
وأكد أن إيران أرض الجاذبيات وتتمتع بالأمن ولكننا نواجه صورة غير صحيحة وسلبية أنشأها الغربيون حول إيران، وهي صورة مزيفة، فإذا سافر الناس إلى إيران وواجهوا جاذبياتها وقدراتها، فإن الدعاية الكاذبة التي تم تشكيلها ستتلاشى.
رفع الموانع عن المستثمرين في قطاع السياحة
وقال صالحي اميري: إن قلب السياحة هو البنية التحتية، وترتبط بثلاثة مفاهيم هي الجاذبية، والأمن، والبنية التحتية. نحتاج إلى استثمارات لتطوير البنية التحتية، ولهذا السبب قمنا بإحياء إدارة الاستثمار في الوزارة، وتم تعيين نائب للاستثمار لنتمكن من تحديد جميع قدرات الاستثمار. شعارنا الدائم هو تكريم المستثمرين، ويجب أن نعلم أن المحرك الرئيسي لتطوير السياحة في إيران هم المستثمرون في القطاع الخاص، وصندوق التنمية الوطنية، والبنك المركزي، والبنوك، والجهات العامة مثل البلديات. وواجب وزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في مجال السياحة هو وضع السياسات، ومراقبة الأداء، وتقديم الدعم لإصدار التراخيص، والدعم المالي في شكل تسهيلات مصرفية، وإزالة العوائق. على سبيل المثال، يتعامل المستثمر لإنشاء فندق أو بنية تحتية مع 28 جهازاً من الماء والكهرباء إلى الزراعة والموارد الطبيعية والبيئة وغيرها من المجالات، ويتعين علينا إزالة العوائق.
وفي رده على سؤال آخر يتعلق بالتدابير المتخذة لجذب وزيادة نشاط صناعة السياحة، أوضح صالحی أميري: نحن لا نواجه ظاهرة بسيطة من أجل تنمية السياحة بل نواجه ظاهرة مركبة، وأطلق عليها اسم القضية الكبرى للبلاد. إذا أردنا أن تُعتبر السياحة قضية، يجب أن تتغير أولويات البلاد. حاليًا، الأولوية الأولى للبلاد هي النفط والبتروكيماويات والفولاذ والنحاس، وعندما تُطرح السياحة كأولوية أولى، يمكننا أن نشهد تحولًا في هذا المجال. من أجل جذب السياح، بالإضافة إلى الدعاية، نحتاج إلى بنية تحتية ويجب أن نوفر بيئات جذابة لهم كما ينبغي.
تخفيض تكاليف السفر للعائلات
بشأن تخفيض تكاليف السفر قال صالحي أميري: نحن نتفاوض مع الجهات المعنية لتخفيض تكاليف السفر، ويجب على الحكومة أن تأخذ بعين الاعتبار جزءًا من التسهيلات في شكل بطاقة سفر وخدمات رفاهية، ويجب على الجهات أن تنظر في تقديم المساعدات مثل تأمين مراكز الإقامة لموظفيها. كما أننا تحدثنا مع أصحاب البنى التحتية السياحية مثل مراكز الإقامة والفنادق للحصول على خصومات خاصة. بشكل عام، يجب على الحكومة تخصيص تكلفة لإصدار بطاقة سفر تسهّل رحلة العائلات، لكي يؤدي دعم الجهات الحكومية، ووزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية إلى سفر اقتصادي للعائلات الإيرانية.
تحويل إيران إلى مقصد عالمي في صناعة السياحة
وقال صالحي أميري: مع استمرار التعاون الاستراتيجي ودعم مرشدي السياحة، ستتحول إيران إلى مقصد عالمي في مجال السياحة، ويمكنها أن تحقق المزيد من النجاحات في أهدافها الطويلة الأمد على المستوى الدولي.
وأعرب في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لمرشدي السياحة، عن تقديره لجهود مرشدي السياحة واعتبرهم سفراء ثقافة وحضارة إيران.
وصرح: إن مرشدي السياحة، بفضل تخصصهم ومعرفتهم العميقة بتاريخ وثقافة إيران، لا يلعبون فقط دوراً أساسياً في تقديم المعالم الطبيعية والثقافية للبلاد، بل هم أيضاً فعالون في تعزيز القوة الناعمة لإيران ومواجهة التحديات الناتجة عن كراهية إيران على الصعيد الدولي، ويمكنهم من خلال تقديم معلومات علمية دقيقة وموثوقة أن يساعدوا في تصحيح التصورات الخاطئة وتعريف إيران كدولة متقدمة ذات ثقافة غنية وتاريخ مشرف.
تحويل السياحة الإيرانية إلى أداة للدبلوماسية الثقافية
وأكد صالحي أميري على أهمية السياحة كأحد أركان الدبلوماسية الثقافية للبلاد، حيث أوضح أن السياحة ليست فقط صناعة اقتصادية، بل يمكن أن تكون أداة للدبلوماسية الثقافية تلعب دوراً حاسماً في إعادة تعريف مكانة إيران في الساحة الدولية. في هذا السياق، يمكن لمرشدي السياحة استخدام الأدوات الحديثة والتقنيات التواصلية للمساعدة في تقديم صورة شاملة عن إيران للعالم.
وشدد صالحی أميري على ضرورة التعاون الوثيق بين الحكومة ومرشدي السياحة، قائلاً إن الحكومة تسعى من خلال تعزيز البنية التحتية وإزالة العوائق الموجودة في صناعة السياحة إلى تسهيل الظروف لتمكين مرشدي السياحة من العمل بشكل أكثر فعالية. يمكن أن يؤدي التآزر بين الحكومة وهذه الفئة إلى نمو مستدام لصناعة السياحة وتعزيز مكانة إيران في عالم السياحة الدولية.