بدأ المؤتمر السنوي الثاني والعشرون لعلم الآثار الإيرانية بحضور “سيد رضا صالحي أمیري” وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية و”محمد إبراهيم زارعي” رئيس مركز الأبحاث للتراث الثقافي، وكبار المسؤولين والباحثين البارزين، يوم 23 نوفمبر ويستمر إلى اليوم 25 شباط/فبراير 2025 في قاعة مؤتمرات المتحف الوطني الإيراني، يُعقد المؤتمر السنوي لعلم الآثار الإيرانية كل عام بهدف استعراض الإنجازات البحثية والتنقيبات الميدانية.
يمثل المؤتمر السنوي الثاني والعشرون لعلم الآثار الإيرانية منصة حيوية لتعزيز الوعي الثقافي والتاريخي في إيران. من خلال جمع الباحثين والخبراء، يتم تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية، مما يسهم في تطوير الدراسات الأثرية في البلاد.
علاوة على ذلك، فإن الكشف عن الآثار الجديدة يعكس غنى التراث الثقافي الإيراني ويعزز من الهوية الوطنية. في ظل التحديات العالمية التي تواجه التراث الثقافي، مثل التغيرات المناخية والتهديدات من التطور العمراني، فإن هذا المؤتمر يُعدّ خطوة مهمة نحو حماية وتعزيز هذا التراث.
لا يوفر هذا الحدث فرصة لتبادل المعرفة والخبرة بين علماء الآثار الإيرانيين فحسب، بل يمثل أيضًا خطوة نحو الحفاظ على التراث الثقافي الإيراني وتعريفه من خلال الكشف عن آثار أثرية جديدة ونشر تقارير علمية.
قال سيد رضا صالحيامیري في المؤتمر يعتبر هذا اليوم بأنه «عيد علم الآثار» وقدم شكره للجهود والمكانة القيّمة لعلماء الآثار والباحثين في هذا المجال.
ووصف علماء الآثار بأنهم مكتشفو حضارة تمتد عبر التاريخ، مشدداً على أهمية علم الآثار في الحفاظ على الهوية الوطنية، ودعاهم لتقديم الرموز الخفية لهذه الأرض للأجيال الشابة والمستقبلية.
وأكد صالحي أميري على أهمية البحث وتكريم الرواد في هذا المجال، قائلاً: إن الباحثين الرواد هم الثروات الرئيسية لهذه الأرض، والمجتمع الذي لا يكرم كبار رجاله لن يسير في طريق التنمية. إن الابتعاد عن العلم والمعرفة يقود المجتمع إلى الضلال.
إيران؛ أرض التنوع الثقافي والأعراق النبيلة
وقال صالحيأميري: إيران هي أرض تحتوي على ثقافات فرعية وأعراق متعددة عاشت بسلام وتعايشت عبر التاريخ. هذه البلاد ليست فقط غنية بالأسرار في مجال التراث الثقافي وعلم الآثار، بل تحتل أيضًا مكانة بين أفضل 10 دول في العالم من حيث التنوع البيولوجي والثقافي.
وأشار إلى ثقافة الأعراق مثل الأكراد، الأتراك، البلوش، العرب، والتركمان، مضيفًا: هؤلاء الأعراق يعيشون في هذه الأرض منذ أكثر من 5000 عام بنبل وتعاون وكانوا رسل السلام.
رسالة علماء الآثار؛ اكتشاف الهوية الإيرانية
وأكد صالحي أميري: أن حضارة ايران تمتد عبر التاريخ، مشددًا على أن رسالة علماء الآثار تتجاوز الاكتشافات المادية؛ فهم يكتشفون الهوية والشخصية والروح الإيرانية. قد تضيف الاكتشافات النفطية والمعدنية ثروة لنا، لكنها لا تخلق هوية؛ فهؤلاء العلماء هم الذين يبرزون عظمة حضارة إيران للعالم من خلال اكتشاف الآثار من عمق الأرض.
وأشار إلى زيادة ميزانية المعهد بنسبة 70% وزيادة القواعد البحثية بنسبة 260%، وقال: العام المقبل سيكون عام ازدهار علم الآثار في إيران. ندعو جميع الجامعات والباحثين المحليين والأجانب للقدوم إلى الساحة لاكتشاف رموز هذه الأرض المخفية.
افتتاح المعارض البحثية على هامش المؤتمر
تم افتتاح معرض صور «إيران، الأرض المقدسة» ومعرض مختارات من الاكتشافات الجديدة للأبحاث الميدانية بحضور وزير التراث الثقافي على هامش هذا المؤتمر.
وتُخصص هذه المعارض لتقديم أحدث الاكتشافات الأثرية وعرض جوانب أقل مشاهدة من الحضارة الإيرانية.