وقال تورج دهقاني، في تصريح صحفي، خلال ملتقى “بتروتك” الثالث: إن التقدم العلمي والتكنولوجي يحدث بسرعة فائقة، ونحن يجب ألا نتخلف عن هذه القافلة.
وأضاف: يجب علينا استغلال قدراتنا الهائلة بما يتناسب مع احتياجات بلدنا الحالية؛ وعلى الرغم من البنية التحتية والقدرات المتاحة، فإن اقتصادنا لم ينمو بالقدر المطلوب، وهذا يُظهر مشاكل هيكلية.
وأشار دهقاني، في حديثه حول “الرواية التكنولوجية لمشروع خط أنابيب نقل النفط الخام غوره – جاسك”، إلى أن هذا المشروع البالغ قيمته ملياري دولار لنقل النفط الخام الإيراني بسعة مليون برميل هو إنجاز مهم، وقال: على الرغم من المشاكل الناجمة عن العقوبات وعدم إمكانية تنفيذ العقود الخارجية، تمكنا من خلال التعاون الداخلي وتوفير المواد الأساسية، خاصة الأنابيب، من دفع المشروع للأمام.
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة نفط وغاز بارس: لتنفيذ هذا المشروع، كان يجب علينا أولاً تأمين المواد الأساسية، وخاصة الأنابيب؛ لكن الشركات الأجنبية لم توفرها لنا.. وبدلاً من ذلك، قمنا بتوجيه العاملين وتوصيل حلقات مختلفة في هذه السلسلة، أي شرکة فولاذ مباركه إصفهان، بصناعة النفط.
وتابع: هذا المشروع البالغ ملياري دولار سجل رقماً قياسياً في تنفيذ مشروع في مدة أقل من المتوقع، مما يُظهر قدرات صناعة النفط الإيرانية، ويجب استخدام هذه الإنجازات كمعيار ونموذج للتقييم حتى نتمكن من استغلال قدرات التكنولوجيا بشكل أكبر.
وأشار دهقاني إلى أن هذا المشروع يشمل ألف كيلومتر من خطوط الأنابيب ذات قطر 42 بوصة، وخمس محطات ضخ بسعة 25 ميغاواطاً، ومرافق الشحن، ومعدات تقارب 300 كيلومتر من خطوط نقل الكهرباء، و11 محطة كهرباء بطول 40 كيلومتراً، مما يُظهر الحجم الكبير للعمل المنجز في هذا المشروع، وقال: المشاريع الضخمة مثل هذه يمكن أن تساهم في تطوير التكنولوجيا والنمو الاقتصادي للبلاد.
وأضاف: هذا المشروع أظهر كيف يمكن لمشروع أن يؤثر مباشرة على تطوير التكنولوجيا ومن ثم النمو الاقتصادي وحصة الناتج المحلي الإجمالي. وأوضح: للأسف، لم نتمكن من تقديم هذا الإنجاز كنجاح كبير، وهذا يُظهر أننا لا نمتلك معايير واضحة للتقييمات.
إنجازات غوره – جاسك.. نموذج للتقييم
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة نفط وغاز بارس إلى أن جهوداً كبيرة بُذلت من قبل زملائنا في صناعة النفط لمشروع خط أنابيب نقل النفط الخام غوره – جاسك، وأن هذا المشروع البالغ قيمته ملياري دولار استطاع تحقيق رقم قياسي في تنفيذ مشروع كبير في فترة زمنية أقل من المتوقع، وقال: يجب أن تُعتبر إنجازات هذا المشروع كمعيار ونموذج للتقييم حتى نتمكن من الاستفادة بشكل أكبر من قدراتها التكنولوجية.
وأضاف دهقاني: في هذا المشروع، تم إنتاج أكثر من 50 منتجاً لأول مرة من قبل زملائنا في صناعة النفط. وتابع: هذا الإنجاز الكبير يُظهر قدرات صناعة النفط الإيرانية، ويجب أن يُستخدم كمعيار لتقييم المشاريع المستقبلية.
وذكر: أن العمليات التنفيذية لهذا المشروع النفطي الكبير بدأت في منتصف عام 2018 ووصلت إلى مرحلة تسليم النفط على السواحل في يوليو 2021، وفي المرحلة الأولى من هذا المشروع تم التوصل إلى سعة 350 ألف برميل، وتم بناء خطوط أنابيب الطاقة الكهربائية المطلوبة. هذا المشروع، الذي نُفذ بنسبة تقدم تنفيذية بلغت 90٪ في أقل من عامين، سجل رقماً قياسياً في سرعة تنفيذ المشاريع النفطية.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة نفط وغاز بارس أن الميزة البارزة لهذا المشروع هي استخدام المنتجات المحلية، وأشار إلى أن أكثر من 95٪ من المعدات والسلع المطلوبة لهذا المشروع تم توفيرها من داخل البلاد، وقال: هذا المشروع لم يستفد فقط من القدرات المحلية، بل أتاح أيضاً فرصة لتطوير وزيادة التواصل بين القدرات المحلية مع بعضها.
وذكر دهقاني أن أحد أهم إنجازات هذا المشروع هو إنشاء سعة لتصدير مليون برميل نفط يومياً دون الحاجة لعبور مضيق هرمز، وأضاف: على الرغم من ذلك، لم يتم التعريف بالمشروع والتركيز عليه بشكل كاف؛ وعلى الرغم من أنه وفقاً لرؤية البلاد لمدة 20 عاماً، كان ينبغي لإيران أن تحتل المركز الأول في المنطقة في صناعة النفط، إلا أن هذا الهدف لم يتحقق بعد.
واختتم دهقاني كلامه قائلاً: تُظهر الدراسات أن الوصول إلى هذا الهدف يتطلب تحديد ومتابعة نمو اقتصادي سنوي بمقدار محدد؛ مضيفاً: لو كانت إيران قد قامت بتحديد هدف واضح لتطوير اقتصادها وركزت على زيادة الإيرادات السنوية بدلاً من تحديد الأولويات بشكل عام، لكان اقتصاد البلاد اليوم يساوي أكثر من 1.5 تريليون دولار، وقد تحققت الاقتصادات الكبرى في العالم من خلال الجمع الصحيح بين الموارد والتكنولوجيا ورأس المال والإدارة لتحقيق نمو مستدام.