وأضافت: “في الوقت ذاته، وعلى بُعد نحو 100 متر من هناك، في مركز ساحة الأسرى احتشد آلاف “الإسرائيليين”، وفي الأسفل: استعراض للغطرسة والانفصال، وفي الأعلى: استعراض للتضامن والألم، أي انفصام تام بين “القيادة” (الاحتلال) و”الشعب” (المستوطنين)”.
ولفتت الكاتبة إلى أنّ القطيعة بين الحكومة والمستوطنين منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، “باتت واضحة يوميًّا: من سوء إدارة أزمة المستوطنين، إلى غياب الوزراء عن الجنازات، إلى التخطيط لحفل تأبين رسمي لا يعكس مشاعر الجمهور، وصولًا إلى الحقيقة المؤلمة بأنّ العديد من الأسرى لم يتلقوا حتّى اليوم زيارة أو اهتمامًا حقيقيًّا من أي وزير في الحكومة أو في “الكابينت””.
كما رأت الكاتبة أنّ الانفصال الأشدّ وضوحًا يتمثل في أن نتنياهو، بعد 510 أيام من بدء الحرب، لم يزر حتّى الآن ساحة الأسرى، على الرغم من أنّه يتواجد مرتين أسبوعيًّا في القاعة المحصنة في المحكمة المركزية القريبة من الساحة، وإضافة إلى ذلك، يزور مكتبه في “الكريا” مرة أو أكثر أسبوعيًّا. وسألت: “كم عدد وزراء الحكومة الذين زاروا الساحة حتّى الآن؟ قلة، إن وُجد أيٌّ منهم أصلًا”. كذلك، لم يجرؤ نتنياهو على زيارة “نير عوز”، حيث دُفن يوم الثلاثاء عُوديد ليبشيتس، أحد مؤسسي الكيبوتس.
وأشارت إلى زيارة نتنياهو لكيبوتس “بئيري” و”كفار عزة” للقاء الجنود قبل بدء العملية البرية في الأسبوع الأول للعدوان، ولاحقًا، عاد إلى “كفار عزة” برفقة رجل الأعمال إيلون ماسك، لكنّه لم يزر أي كيبوتسات أخرى منذ ذلك الحين، ولم يقم بجولات في مواقع المستوطنين المنتشرين في أراضي الاحتلال.
كما كشفت أنّ مستوطني “نير عوز” دعوه مرارًا وتكرارًا إلى الكيبوتس، وكان آخرهم ساغي ديكل – حان، والذي سلّمته حماس قبل عشرة أيام.
واعتبرت الكاتبة أنّ “نتنياهو يتصرف كطفل يدفن رأسه تحت الغطاء، ظنًّا منه أن إغلاق عينيه سيجعل الواقع من حوله يختفي، وأنّ هذا النَّهج الجبان، الذي يرافق مسيرته السياسية منذ سنوات، أصبح السمة المميزة لقيادته، لدرجة أنّه يمكن الافتراض بأنه، بعد انتهاء استجوابه الرئيسي في المحكمة، سيفضّل الاختفاء والتجاهل. وسألت: “ربما يعتقد أنّه إذا لم يُستجوب في استجواب مضاد، فلن يكون هناك شيء قد حدث؟”.