بفضل الجهود الحثيثة والمتواصلة لمهندسي العتبة الرضوية المقدسة؛ تم نقل منارة صحن الجمهورية الإسلامية التي يبلغ عمرها 40 عامًا إلى موقعها الجديد في الإیوان الشمالي لصحن الجمهورية.
تزامنا مع بدء شهر رمضان المبارك، قامت منظمة بناء وصيانة الحرم الرضوي بنقل منارة صحن الجمهورية الإسلامية التي يبلغ عمرها 40 عاماً، في عملية صعبة ومعقدة.
قال رئيس منظمة بناء وصيانة الحرم الرضوي الشريف خليل الله كاظمي: بناء على أمر متولي العتبة الرضویة المقدسة فقد تقرر إضافة مساحات مسقوفة للحرم الشريف؛ ولذلك تم وضع مشروع توسیع معتصم الشيخ البهائي تحت الأرض، وإنشاء رواق أمير المؤمنين (ع) في صحن الجمهورية، على جدول الأعمال.
وأوضح كاظمي أنه من خلال تنفیذ هذين المشروعين سيتم إضافة ما يقارب 36 بالمائة من المساحات المسقوفة للعتبة المقدسة، وأضاف: في مشروع رواق أمير المؤمنين (ع) حاولنا الاستفادة القصوى من المواد الموجودة للحفاظ على المباني وبنيتها المتماثلة.
صعوبات نقل منارة صحن الجمهورية
وتابع بالإشارة إلى موضوع نقل منارة صحن الجمهورية وتعقيدات هذا الأمر: في الجزء السفلي من صحن الجمهورية تقع مقبرة بهشت ثامن الأئمة (ع)، وبما أنه من المقرر أن یکون السطح فوق رواق أمیر المؤمنین(ع) متاحا للزائرین لأداء الزیارة، فقد كان من الضروري تقوية الأعمدة المرتبطة بالسقف.
وتابع رئيس منظمة بناء وصيانة الحرم الرضوي الشریف: لهذا السبب كان علينا إنشاء أعمدة بین القبور في صحن الجمهورية، لكن إنشاء وتركيب هذه الأعمدة لم يؤثر بأي شكل من الأشكال على شواهد القبور.
وأضاف: من الأمور المهمة الأخرى التي طُرحت في بحث بناء صحن أمير المؤمنين (ع) نقل منارة طولها 35 متراً وتزن نحو 210 أطنان.
وبما أن سقف مقبرة بهشت ثامن (ع) كان يقع تحت هذه المنارة ولم تكن هناك قاعدة مناسبة لوضعها، ولم يكن من الممكن دخول الرافعة الثقيلة إلى الحرم الشريف، فقد اضطررنا إلى استخدام طريقة أخرى لنقل المنارة.
وتابع رئيس منظمة بناء وصيانة الحرم الرضوي الشريف: بعد اجتماعات متكررة تقرر نقل هذه المنارة إلى مكانها الجديد في الإیوان الشمالي لصحن الجمهورية دون إصابتها بأي ضرر.
وتابع: نظرا لأن المنارة بنيت في ستينيات القرن الماضي لکنها تتمتع بالقوة اللازمة، وكانت جميع الاختبارات الخاصة بنقلها إيجابية، فقد تقرر نقل الهيكل إلى موقع جديد من خلال إنشاء منصة باستخدام مسارات السكك الحديدية أو العوارض.
وقال كاظمي: النقطة الأخرى التي تمت مناقشتها هي عدم تضرر المنارة وتثبیتها، وخاصة الجزء العلوي منها، وتركيبه على الهيكل المخصص له، ومن ثم فصله عن الأساس السابق ونقله.
وقال: نظرًا لأن الجزء العلوي من المنارة مطلي بالذهب، فقد كان هناك قلق من عدم تعرض الهيكل للتلف أثناء عملية النقل؛ وفي هذه العملية، أخذنا هیکل المنارة بعین الاعتبار لذلک کانت هناك حاجة إلى ما يقرب من 510 طنا من الحمولة، والتي كان لا بد من نقلها على أرضية صحن الجمهورية.
وأشار كاظمي إلى أنه لحسن الحظ تم تنفيذ هذه العملية يوم الخميس 29 مارس، وكانت الخطوة الأولى هي رفع وزن المنارة عن القواعد؛ وبناءً على ذلك، تم وضع 8 رافعات يبلغ وزن كل منها 80 طنًا حول المنارة، والتي قمنا بخفضها عموديًا بحوالي 4.5 سم ووضعناها على الهيكل.
وقال رئيس منظمة الصيانة والتقنية في العتبة الرضوية المقدسة: إن أعمال النقل بدأت في الساعة 8:30 من صباح يوم السبت 11 مارس وانتهت في الساعة التاسعة مساء، وتم نقل المنارة بسرعة 6 أمتار في الساعة وتم قطع مسافة 65 متراً تقريباً حتى وصلت المنارة إلى موقعها الجدید.
الجدير بالذكر أن صحن الجمهورية الإسلامية یضم منارتین، وكانت المسافة السابقة بينهما 120 متراً، وفي الفضاء الجديد ومع إنشاء رواق أمير المؤمنين (ع) واستخدام سقف هذا الرواق من قبل الزوار أصبحت هذه المسافة نحو 50 متراً.