الدكتور محسن القزويني
وعلى هذا الوتر نسمع ونقرا في كل يوم تصريحا منددا بالسابع من اكتوبر . وعندما عاتبت اسرائيل القمة العربية المنعقدة في القاهرة على بيانها الختامي بانه لم يتضمن ادانة للسابع من اكتوبر اضطر الامين العام في جامعة الدول العربية في اليوم التالي من انتهاء المؤتمر ان يخرج على احدى القنوات الفضائية ليرفع العتب الاسرائيلي وليقول بان عملية 7 اكتوبر ذهبت بالاتجاه الخاطئ .
وليس غريبا ان تعد اسرائيل يوم السابع من اكتوبر يوما اسودا في تاريخها لانه اليوم الذي تعرت فيه وكُشف عن هزالها وضعفها في مواجهة رجال المقاومة.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الاصرار الاسرائيلي على جعل السابع من اكتوبر معيارا للفرز بين الاصدقاء والاعداء ولماذا هذا التاكيد على جعل هذا التنديد كاساس لاي تفاهم او اتفاق معها ؟ الجواب نجده في التحقيق الذي اجراه جيش الاحتلال الاسرائيلي عن هجوم السابع من اكتوبر على مستوطنات غلاف غزة فقد اكد الجيش الاسرائيلي في ملخص عن التقرير لوسائل الاعلام( ان قواته اخفقت في حماية المواطنين الاسرائيليين .. تم التفوق على فرقة غزة في الساعات الاولى من الحرب مع سيطرة فصائل المقاومة على الارض.. وجاء في التقرير ايضا ان المحور الذي تقوده ايران وضع خططا لتدمير اسرائيل، واعداء اسرائيل كانوا اكثر استعدادا لحرب متعددة الجبهات من تقديراتنا) واورد التحقيق معلومات خطيرة للغاية كشفت عن جوانب مهمة عما حدث في هذا اليوم من انهيار للجدار الذكي العازل الذي صرفت عليه اسرائيل اكثر من مليار دولار واستغرق انشاؤه ثلاث سنوات من 2018 لغاية 2021 والذي ظلت اسرائيل تتباهى به امام العالم. وبعد تحقيق الجيش الاسرائيلي اصدر الشباك تقريرا مقتضبا في ثمان صفحات اقر بان ما حدث في السابع من اكتوبر يعد اخفاقا سياسيا وامنيا .
وعندما حانت ساعة الصفر من يوم السابع من اكتوبر من عام 2023 وبينما كان نتنياهو يغط في نوم عميق وهو مطمئن بان هذا الجدار كفيل بحمايته من اي خطر ويمنع اي فلسطين من التفكير باختراقه واذا بالزلزال يوقظه من نومه ولم يتمكن من الرد الا بعد ست ساعات من الهجوم الكاسح، وكان ردا متهورا عشوائيا لم يستطع ان يميز بين الاسرائيلي والفلسطيني فبعض الاسرائيليين قُتلوا برصاص الجيش الاسرائيلي، لقد كان هجوما كاسحا لم تشهد اسرائيل مثيلا له في تاريخها المعاصر، لقد تحطمت منظومة الردع الاسرائيلي اثناء هذا الهجوم وانكسر كبريائها في هذا اليوم الذي سمته بالسبت الاسود بينما سمته المقاومة بطوفان الاقصى، وقديما سمت قريش يوم الفرقان الذي انتصر فيه المسلمون في معركة بدر الكبرى بيوم الفجار لانه اليوم الذي فصل بين الحق والباطل فهل يا ترى اصبح السابع من اكتوبر هو الحد الفاصل بين اصدقاء اسرائيل واعدائها كما كان يوم الفجار( يوم الفرقان) الحد الفاصل بين الشرك و الاسلام؟.