هذا، وتستمر آليات الاحتلال والجرافات الثقيلة في التواجد أمام المنازل والمباني السكنية التي استولت عليها وحولتها لثكنات عسكرية، في شارع نابلس، الذي يربط بين المخيمين، حيث يقوم الجنود بإيقاف المركبات وتفتيشها، بالإضافة إلى التدقيق في هويات المواطنين واحتجازهم للاستجواب.
وفي مخيم طولكرم، طارد جنود الاحتلال جموعًا من المواطنين من سكانه، أثناء دخولهم المخيم ومحاولتهم الوصول إلى منازلهم لتفقدها وجمع ما يمكن من مقتنياتهم منها.
وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي والقنابل الصوتية تجاه المواطنين، واحتجزت عددًا منهم وأجبرتهم على مغادرة المخيم، وهدّدتهم بإطلاق النار عليهم في حال عودتهم مرة أخرى، كما تمّ رصد جنود الاحتلال ينصبون كاميرات مراقبة فوق أسطح المنازل داخل المخيم التي استولوا عليها وحولوها لثكنات عسكرية.
ويشهد المخيم دمارًا شاملًا في البنية التحتية، وفي المنازل التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والتخريب والحرق، بينما تمّ تحويل المتبقية منها لثكنات عسكرية، مترافقة مع عمليات تفجير واسعة داخله، والتي يسمع دويها في فترات متقطعة.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مخيم نور شمس، الذي يشهد حصارًا مطبقًا، مترافقًا مع استمرارها في مداهمة المنازل وإجبار سكانها على إخلائها بالقوّة، وتحويلها لثكنات عسكرية، متزامنة مع التدمير الذي ألحقته جرافاتها بالبنية التحتية وهدم المنازل في حارة المنشية بشكل كامل ضمن مخطّطها شق طرق وتغيير المعالم الجغرافية للمخيم، حيث هدمت أكثر من 28 منزلًا خلال أسبوع واحد.
وذكرت مصادر محلية، أنّ قوات الاحتلال أطلقت بعد منتصف الليل، القنابل الضوئية فوق حارة المسلخ في مخيم نور شمس، وسط اعمال تفتيش وتمشيط واسعة في المكان.
وفي بيان صحفي، أكدت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس، أنّ سياسة هدم المنازل والتهجير القسري التي تنتهجها قوات الاحتلال، تعدّ جزءًا من العقاب الجماعي الذي يهدف إلى تهجير المواطنين وكسر إرادتهم.
وأسفر العدوان المتواصل على المدينة والمخيمات عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حاملًا في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 9 آلاف مواطن من مخيم نور شمس، و12 ألف من مخيم طولكرم.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، صرّحت أنّ مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس في شمال الضفّة الغربية أصبحت غير قابلة للسكن بسبب العدوان المستمر الذي تشنه قوات الاحتلال.
وأوضحت أنّ هذا العدوان هو الأطول والأكثر تدميرًا منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، وقد أسفر عن أكبر موجة نزوح فلسطيني في الضفّة الغربية منذ عام 1967، حيث أجبر الاحتلال نحو 40 ألفًا على النزوح قسرًا من منازلهم.
وأشارت “الأونروا” إلى أنّ مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، قد أخليت تقريبًا من سكانها، في ظلّ تدمير واسع للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل، وفي ظلّ هذه الظروف، يواجه المواطنون احتمال عدم وجود مكان يعودون إليه.