طفل غزي يفضح عنصريَّة قناة الـ “بي بي سي” ويثير غضبًا إسرائيليًّا

سحبت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فيلمها الوثائقي المتعلق بالأطفال في قطاع غزة من موقع "iPlayer"، بمبرّر تعرّضها لضغوط متسارعة، لكون الطفل الذي ظهر في الفيلم هو ابن مسؤول فلسطيني في حكومة غزة، وذلك في خطوة وصفها الكثير من المتابعين بـ"الجبانة".

ويصور الوثائقي الحياة اليومية لأطفال غزة تحت وطأة الحرب والحصار، ويتحدث فيه الطفل عبد الله أيمن اليازوري (13 عامًا) الإنجليزية بطلاقة، وقد تولى مهمة سرد الأحداث والتعبير عن مشاعر أقرانه الذين يعيشون في ظل ظروف قاسية.

 

ووجد الطفل عبد الله اليازوري (13 عامًا)، وقد شهد الموت والدمار في قطاع غزة على نطاق لا يمكن لمعظم الناس تخيله نفسه في قلب خلاف وطني في بريطانيا، بسبب دوره في سرد الفيلم.

 

وبعد أن نجا من الحرب الإسرائيلية المميتة على غزة، والتي قتلت حتى الآن أكثر من 48 ألف فلسطيني، فإن حلم عبد الله هو دراسة الصحافة في بريطانيا البعيدة، حيث حصل والده على درجة الدكتوراه.

 

وقال عبد الله، الذي أمضى حوالي 60 ساعة في الحصول على اللقطات: “لقد عملت لأكثر من 9 أشهر على هذا الفيلم الوثائقي حتى تم مسحه وحذفه.. لقد كان الأمر محزنًا للغاية بالنسبة لي”. وأضاف: “لقد كان الأمر مخيبا للآمال ومحزنا للغاية أن أرى هذا الرد العنيف ضدي وضد عائلتي، وهذا التحرش.. لقد حاول بعض الأشخاص المجهولين، على سبيل المثال، إخفاء المعاناة الحقيقية لأطفال غزة من خلال مهاجمتي وعائلتي”.

 

وأكد أن هذه القضية تسببت له في “ضغوط نفسية” خطيرة وجعلته يخشى على سلامته، كاشفا أنه يحمل هيئة الإذاعة البريطانية مسؤولية مصيره.

 

وتحدث عبد الله عن قضاء ساعات في التصوير في الجيب المحاصر أثناء الحرب، قائلا: إنه كان يأمل أن يتمكن الفيلم الوثائقي من “نشر رسالة المعاناة التي يشهدها الأطفال في غزة”، بحسب مقابلة مع موقع “ميدل إيست آي”.

 

وسرعان ما تحولت قصته إلى قضية رأي عام بعد أن كشفت تقارير صحفية أن الطفل عبد الله، البالغ من العمر 13 عاما، وهو ابن الدكتور أيمن اليازوري، نائب وزير الزراعة في الحكومة بغزة. وتحول التركيز إلى اليازوري الأب الذي وصفته بعض التقارير الإسرائيلية بـ”القيادي الإرهابي” و”العضو البارز في حماس”. لكن تحقيقات صحفية كشفت أنه أكاديمي حاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء التحليلية البيئية من جامعة بريطانية، وله مسيرة مهنية طويلة في مجال التعليم والزراعة.

 

المصدر: العالم