أفادت وكالة مهر للأنباء أنه قال امام جمعة بغداد آية الله السيد ياسين الموسوي ترامب، الذي عُرف بخطابه المثير للجدل، أعاد طرح أفكار قديمة تتعلق بسياسات توسعية، مثل مطالباته بضم مناطق مثل جرينلاند وكندا والسيطرة على مضيق بنما، بالإضافة إلى تصريحاته حول الصراع في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بغزة وسوريا.
وأشار سماحته إلى لقاء ترامب مع زيلنسكي، قائلا: أن ترامب يريد أن يتصالح مع روسيا ولذلك التقى مع الرئيس الأوكرايني واهانه كثيرا فهذه هي سياسة ترامب في التعامل مع السعودية والأردن أيضا كما شاهدناه في الأسابيع الماضية حيث أجبر السعودية على دفع ست مئة دولار لأمريكا.
وحول مواقف ترامب في التعامل مع إيران، قال السيد الموسوي: أن ترامب يسعى لتدمير ايران من خلال الحصار والضغوط القسوى لكن ايران أقوى من أن تقبل بإملاءات ترامب وقراراته.
وفيما يخص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أشار آية الله السيد ياسين الموسوي إلى أن ترامب يدعي أن غزة باتت غير صالحة للسكن، واقترح تحويلها إلى منطقة سياحية، مع نقل سكانها إلى دول مجاورة مثل الأردن أو مصر. هذه التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة من قبل الفلسطينيين والدول العربية، حيث اعتبرت هذه الأفكار انتهاكاً لحقوق الإنسان وتجاهلاً للقضية الفلسطينية وتم رفضها من قبل الدول العربية.
وعلى الصعيد الإقليمي، أكد الأستاذ البارز في حوزة النجف الأشرف على أن سوريا لا تزال تشهد تطورات خطيرة، خاصة مع سيطرة الجماعات الإرهابية على أجزاء من البلاد. الوضع في سوريا أصبح مصدر قلق كبير للعراق، خاصة مع وجود روابط تاريخية وثقافية بين الشعبين. سقوط سوريا في أيدي الجماعات الإرهابية يهدد الاستقرار الإقليمي، وقد حذرت الحكومة العراقية من تداعيات هذا الوضع على أمنها القومي.
وتابع السيد الموسوي قائلا: أثيرت مخاوف حول مصير المقدسات الشيعية في سوريا، مثل مرقد السيدة زينب والسيدة رقية، والتي أصبحت تحت تهديد مباشر من قبل الجماعات المسلحة. هذه التطورات تزيد من حدة التوترات الطائفية في المنطقة، وتؤثر على العلاقات بين الدول العربية.
في السياق ذاته، أكد امام جمعة بغداد أنه في ظل الأوضاع الراهنة في سوريا أعلنت إسرائيل عن حمايتها للدروز في سوريا، خاصة في المناطق الجنوبية مثل محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء. هذه الخطوة أثارت تساؤلات حول الدور الإسرائيلي المتزايد في الصراع السوري، وتأثير ذلك على التوازنات الإقليمية.
وتابع إن التطورات الأخيرة في المنطقة تشير إلى تصاعد في حدة التوترات، مع تأثيرات واسعة على الاستقرار الإقليمي. تصريحات ترامب وسياساته، بالإضافة إلى الوضع المتدهور في سوريا، يضعان المنطقة أمام تحديات كبيرة تتطلب حلولاً دبلوماسية وعملًا جماعيًا لضمان الأمن والاستقرار.
وأكد السيد الموسوي إلى أن سوريا تتجه إلى التقسيم وفق التطورات على الأرض موضحا أن المنطقة الشرقية من سوريا، والتي تشمل محافظات الحسكة والرقة ودير الزور والقامشلي، تشهد تطورات كبيرة في ظل سيطرة القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية. هذه المنطقة، التي تُعد غنية بالنفط حيث يُقدّر أن 60-70% من احتياطيات النفط السوري تتركز فيها، أصبحت تحت السيطرة الأمريكية بشكل شبه كامل، مما أثار مخاوف دول الجوار، خاصة تركيا، التي حذرتها الولايات المتحدة من التقدم نحو هذه المناطق.
وتابع، في الوقت نفسه، تشهد المناطق الساحلية السورية، بما في ذلك محافظات اللاذقية وحمص وحماة وادلب، توترات كبيرة بسبب التقسيمات الطائفية والسياسية. غالبية سكان هذه المناطق هم من العلويين والشيعة، مع وجود أقلية سنية. وقد أدى سقوط نظام بشار الأسد في بعض هذه المناطق إلى فراغ أمني وسياسي، مما سمح للجماعات الإرهابية، مثل هيئة تحرير الشام، بالسيطرة على أجزاء منها. وقد اتهمت مصادر محلية قادة الجيش السوري بالخيانة والتخلي عن مواقعهم، مما أدى إلى سقوط هذه المناطق دون قتال يذكر.
وبين الأستاذ البارز في حوزة النجف الأشرف أنه في الأيام الماضية أعلن عن تشكيل “المجلس العسكري لتحرير سوريا”، الذي يضم في صفوفه عدداً من الضباط العلويين والمسيحيين، بهدف استعادة المناطق التي سقطت في أيدي الجماعات المسلحة. وقد شهدت المنطقة مؤخراً معارك عنيفة، خاصة في اللاذقية، حيث قُتل ابن نائب وزير الدفاع السوري، وأُسر عدد من العناصر الموالية للنظام.
وتابع أن التدخل التركي في إدلب، الذي دخلته القوات التركية رسمياً، يزيد من تعقيد المشهد السوري، خاصة مع وجود أهداف متضاربة بين القوى الإقليمية والدولية.