رغم التصريحات عن “أبواب الجحيم”: أميركا لا تريد استئناف النيران في قطاع غزة

قال معلّق في الشؤون السياسية في صحيفة "إسرائيل اليوم الإسرائيلية" أمنون لورد "إنّه بغض النظر عن مدى الغضب الذي يشعر به المستوطنون في "إسرائيل" تجاه المبعوث الأميركي آدم بوهلر، وما تقوله دوائر البيت الأبيض عن المفاوضات وتصريحاته بعد لقاءاته مع كبار المسؤولين في حماس - فإن هناك شعورًا بالإنجاز السياسي داخل الحركة"، مشيرًا إلى أنَّه "من وجهة نظر حماس، فإن المشاورات السرية والأقل سرية التي أجراها بوهلر في قطر مع قادة حماس في الخارج تعتبر بمثابة خطوة أجبرت "إسرائيل" على العودة إلى المفاوضات".

متحدث مصري كبير صرح قائلًا “إن المفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس هي الشيء الصحيح، وهي إنجاز دبلوماسي وهناك تقدم فيها. كما كان هناك تفعيل تلقائي للمتحدثين “الإسرائيليين” داخل “الكنيست” ضد الحكومة، وكأنها شريكة حماس في فخ الأسرى”.

ووفق الصحيفة، في أواخر الأسبوع الماضي، قال السفير “الإسرائيلي” في واشنطن يحيئيل لايتر “إن “إسرائيل” والولايات المتحدة تنسقان فيما بينهما”. وأضاف لايتر: “لا توجد فجوة بينهما في ما يتصل بقضية إطلاق سراح الأسرى وتدمير حماس، ولا حتى ثغرة صغيرة”. وكان ذلك في الوقت الذي بدأت فيه عناوين الأخبار تتوالى حول الاتصالات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، ويبدو أن اتصالات بوهلر تتناقض مع هذا البيان.

 

ورأى لورد أنَّه “ليس صحيحًا القول بأن الممثل الأميركي لا يفهم سياسات الرئيس ترامب. وإذا ابتعدنا قليلًا عن ترامب والشخصيات العديدة القريبة منه، الذين يتماهون مع “إسرائيل” بكل قلوبهم، يبدو أن استراتيجيته تجاه القدس لا تختلف كثيرًا عن استراتيجيته تجاه كييف. في مواجهة أوكرانيا، يلعب دور الشرطي السيئ، في حين يلعب المستوى التنفيذي دور الشرطي الصالح. الحقيقة هي أنه على الرغم من الصدمات التي نجح ترامب في إحداثها في أوروبا وفي قيادة أوكرانيا، فإنه قام الآن في الواقع بتشديد العقوبات ضد روسيا”.

 

وأضاف: “ضد “إسرائيل”، ترامب هو الشرطي الصالح. في مواجهة حماس فهو الشرطي السيئ. لكن ويتكوف وبوهلر هبطا من العدم، ولم يكن أحد يعرف هويتهما إلا قِلة من الناس، وتصرفا بطريقة تسببت في أضرار جزئية على الأقل لـ”إسرائيل”. إن “إسرائيل” تريد العودة إلى القتال، والولايات المتحدة، على الرغم من تصريحاتها عن “أبواب الجحيم”، لا تريد على ما يبدو إعادة اشتعال النار”.

 

وتابع أنَّ “هناك مجموعات ضغط مؤثرة تريد إعادة “الرهائن” (الأسرى) ودفع ثمن مقابل ذلك، مهما كان الثمن الوطني والأمني، بما في ذلك منح النصر لحماس. على أية حال، إذا كانت هناك استراتيجية “إسرائيلية” أميركية مشتركة بشأن قضية حماس والرهائن، فمن الصعب تحديدها. الوفد الذي غادر الآن إلى الدوحة يتكون من مسؤولين على مستوى منخفض، وليسوا قادرين على اتخاذ القرارات”.

 

و أردف “يبدو أنه سيكون من الصعب على “إسرائيل” العودة إلى القتال لاحقًا. ولكن نظرًا لأن الصبر الإستراتيجي في موضوع الأسرى وفي موضوع هزيمة حماس، إلى جانب ضغط عسكري، هما الطريقة الوحيدة لتحرير الأسرى من دون تعريض “الدولة” لخطر – كان من الصواب العودة إلى أنشطة ضد “الإرهاب”، موضعية، كما يجري في الضفة الغربية، وكما فعلنا قبل بضعة أيام في القضاء على خلية عبوات في شمال قطاع غزة” وفق تعبيره.

 

وختم بالقول: “مسؤولو الأمن عبّروا أن هناك تغييرًا في العقيدة الأمنية لـ”إسرائيل”: لم نستطيع السماح بوجود “منظمات إرهابية” خلف الحدود. الأعداء، حماس و”الوسطاء” يتحدثون عن أن إطلاق “المخطوفين” (الأسرى) هو فقط عبر مفاوضات. “إسرائيل” لديها اليوم، بمساعدة الأميركيين، أوراق أكثر من حماس. يجب ترك هذه الضغوط تؤتي ثمارها، وهي تشمل أيضًا ضغطًا عسكريًا”.

 

المصدر: العهد