إفتتح مهرجان فجر السينمائي الدولي بدورته الحادية والأربعين، سوق المهرجان لهذا العام في برج ميلاد بالعاصمة طهران، بحضور كل من “محمد خزاعي” رئيس منظمة السينما الإيرانية، ومجتبى أميني مدير المهرجان وبتغطية إعلامية كبيرة.
ووفقاً للعلاقات العامة لمهرجان فجر السينمائي الدولي بدورته الـ41، قالت “فاطمة جواهرساز” مديرة قسم السوق لمهرجان فجر السينمائي الدولي الـ41 بشأن الغُرف المشاركة لهذا العام: إنطلقت يوم الثلاثاء بتاريخ 7 فبراير/شباط الدورة الرابعة والعشرون لسوق مهرجان فجر السينمائي الدولي بحضور ضيوف من 21 بلدا بما في ذلك دول: استراليا، ايطاليا، سويسرا، تايوان، الهند، روسيا، تركيا، سورية، ماليزيا، تونس، لبنان، العراق، أفغانستان، بنغلادش، ارمنستان، طاجيكستان، جورجيا، اليونان، سيريلانكا، وباكستان.
وتابعت: بالنظر إلى الفجوة التي امتدت لعام ونصف العام، وبعد تكامل وعقد القسم الدولي لمهرجان فجر السينمائي، فقد لقي هذا السوق استحساناً نسبياً. نظراً لوجود وفد من الفنانين وصانعي الأفلام من روسيا وسوريا والعراق ولبنان، هناك أربعة أجنحة في سوق هذا العام. العارضون والمشترون الإيرانيون والأجانب وشركات البث والتوزيع الأجنبية لها حضور نشط في هذا السوق. بالطبع، نظراً لوقت الرحلات الجوية، أصبح سوق الأفلام أكثر ازدهاراً منذ اليوم الثاني. بالإضافة إلى سوق الأفلام، أعطى قسم عرض واحد “تك شو” أيضا تأثيرا خاصا لسوق الأفلام من خلال دعوة الشركات ذات الصلة، وسيستمر هذا السوق حتى 10 فبراير/شباط الجاري.
وأردفت موضحةً: إن مؤشرات السوق لهذا العام هي وجود محطات البث الإقليمية والأجنبية مع التركيز بشكل أكبر على دول المنطقة. نظرة خاصة على التقنيات الجديدة في مجال “في آر و متاورس”، وعقد ورش عمل واجتماعات متخصصة في سوق وتسويق صناعة الصور، ووجود منصات أفلام دولية من بين ميزات سوق الأفلام في هذه الفترة من المهرجان.
ربيع حرب: المهرجان فرصة للتلاقي
وفي إطار فعاليات مهرجان فجر السينمائي الدولي بدورته الحادية والأربعين، أجرت صحيفة الوفاق حوارا مع “ربيع حرب” مندوب قناة الإيمان الفضائية، وهي قناة إسلامية اجتماعية لبنانية، تحدّث خلاله عن أهمية إنعقاد سوق مهرجان فجر السينمائي الدولي الـ 41، وآفاق وأهمية التعاون السينمائي بين ايران ولبنان.
وقال حرب في مستهل الحوار حول سيرته الذاتية ومجال عمل شركته: أنا من قناة الإيمان الفضائية التي تبث على نايل سات، وتركّز على الجانب الديني والإجتماعي بشكل أساسي.
وفيما يتعلق بأهمية المهرجان والأفلام والمعدات التي شاركت في هذا السوق، قال حرب: نحن شاركنا الآخرين بالمهرجان، وصلتنا الدعوة متأخرة، فما إستطعنا المشاركة في قسم مسابقة الأفلام، وكان الهدف من المشاركة، التعرّف على شركات الإنتاج، والمؤسسات التي شاركت في المهرجان أو الموجودة حالياً في ايران، ونحاول أن نحصل على عدد من الإنتاجات التي تتناسب مع سياسة القناة وأهدافها.
المهرجان هو فرصة للتلاقي مع هذه الشركات، يعني تستطيع أن توصل بهم في مكان واحد وتتعرّف عليهم وعلى إنتاجاتهم في هذه الشركات، وعلى الأقل تعمل معهم اتفاقا مبدئياً، لأن القناة بحاجة الى مجموعة من البرامج ضمن الإستمرارية على بثها لفترة طويلة، ونوعية الشركات الموجودة هنا، تقدّم المستوى الأفضل من الإنتاج ، وهذا أسهل من أن تبحث في الإنترنت، او تبحث عن الشركات الموجودة، من الصعوبة بمكان ان تصل الى سوريا أو ايران، ونحن موجودين في لبنان، إضافة إلى أن نفرض وجودنا من ضمن القنوات العالمية وشركات الإنتاج، ويتعرفون علينا ونبني علاقات معهم، وهذا هدف استراتيجي.
الجمهور اللبناني يميل الى السينما الإيرانية
وأما حول تعميق العلاقات بين إيران ولبنان في مجال السينما والآفاق المستقبلية، قال حرب: الإنتاج السينمائي الإيراني قطع مراحل كبيرة بموضوع التطور الذي وصل إليه، أو على صعيد الأفلام السينمائية أو على صعيد الأنيميشن، لأنهم يقدّمون أعمالا مميزة جداً، والجمهور اللبناني أصبح يميل إلى السينما أو المسلسلات الإيرانية، وهناك تجارب مثل مسلسل “ستايش” ، “غاندو”، والمسلسلات التي عرضت سابقاً من آي فيلم أو المنار، او تعرض حتى على قناة الإيمان، وقريب للبيئة التي نستهدفها، يعني الجمهور يحب هذه المسلسلات لأنها تقدّم فكرة ومحتوى راقيا وملتزما بنفس الوقت، لهذا من الضروري تعزيز المشاركة بهذا المهرجان، ليكون أوسع ويشمل شركات ومؤسسات عالمية أكثر، لأنه يساهم بشكل كبير ويربط هذه القنوات اللبنانية مثلاً أو المؤسسات العالمية بشركات الإيرانية تقدّم هذا المحتوى، وممكن ما استطاعت أن توصل للخارج او ليس لديها لينك وتواصل بينها وبين هذه المؤسسات، ويصبح الهدف مشتركا، أنت تقدّم محتوى مميز، وهم يقدّمون إنتاجهم بالمقابل، التعاون والشراكة في الأخير تصل الى هدف واحد، وهو تقديم صورة عالمية مميزة وراقية وملتزمة، ولهذا نعتبر أن المهرجان والمشاركة فيه أكثر من مهم.
فتح الله: سوق أفلام المهرجان مهم جداً ورسالة واحدة ايرانية لبنانية
كما أجرت الوفاق حوارا مع المنتج شفيق فتح الله مدير شركة فتح الله فيلم اللبنانية، تحدّث خلاله عن أهمية سوق المهرجان المنعقد في ايران والذي يعدّ أكبر تظاهرة سينمائية في غرب آسيا، وقال: شركتنا تأسست من أيام السينما الصامتة، من أيام جدي شفيع فتح الله، أنا ثالث جيل في الشركة، ومستمرين فيها، ابتدأنا من السينما الصامتة، الى أن وصلنا الى برامج تلفزيونية والفلات فور، وجميع البرامج التي تعرض على الإنترنت، ودائماً نمشي ونتطور مع الأحداث التي وصلت الى الميديا، ودائماً نحضر مهرجان فجر بالدعوة، لأنه سوق جداً جيد في ايران.
وتابع فتح الله: المهرجان جدا مهم لأنه هناك لقاء بين المحطات والقنوات العاملة، وبين شركات التوزيع، وكذلك بين نفس الشركات لكي تتعرف بعضها على بعض، فالمحتوى الموجود ممكن أن يلائم القنوات الموجودة أو الشركات التي تبحث على هكذا محتويات، فدائماً مهم جداً أي مهرجان يُقام بأي بلد، أنا عندي محتوى جاهز للعرض، والقنوات عندها أشياء التي ممكن هي تكون بحاجة لها، فهذا التبادل واللقاء، هو الذي نسعى له دائماً.
وحول تأثير المشاركة بالمهرجان في تعزيز العلاقات الإيرانية واللبنانية في مجال السينما قال فتح الله: كما حضر شخص أمس الأول واقترح علي إنتاج مشترك بين لبنان وإيران، وهذا موضوع قابل للدراسة، ودائماً ممكن أن تكون مواضيع مشتركة بين سوريا ولبنان أو مصر ولبنان، ومن جانب الإيراني العربي، لبنان جاهزة لأن العادات والحضارات والطابع الإسلامي موجود في البلدين، ونفس المشكلة التي يعاني منها اللبناني، يعاني منها الإيراني، ودائماً هناك رسالة واحدة .
تجدر الإشارة إلى أنه إنطلقت الدورة الحادية والأربعون من مهرجان فجر السينمائي الدولي في الفترة من 1 الى 11 فبراير/شباط الجاري بإدارة مجتبى أميني، وينعقد القسم الدولي للمهرجان في قسمين تنافسيّين: “سينما سعادت، واجهة الشرق” ويقام الجزء غير التنافسي في قسم كأس العالم للعروض “مهرجان المهرجانات”، في العاصمة طهران.