فنان وناشط ثقافي ايراني للوفاق:

الكاريكاتير لغة بصرية دولية وجسر للتواصل

خاص الوفاق: نيرومند: الكاريكاتير فن يلعب دوراً مهماً في رفع مستوى الوعي العام، وإيران تتمتع بقدرة عالية في مجال الرسوم الكاريكاتورية.

 موناسادات خواسته

 

الكاريكاتير لغة فنية جميلة، يتواصل مع الجميع بلغة بصرية، ونرى ردة فعل رسّامي الكاريكاتير بالنسبة للأحداث تأتي بسرعة، يصادف اليوم الإثنين اليوم العالمي للكاريكاتير ورسّامي الكاريكاتير، ومن الفنانين الايرانيين البارزين في هذا المجال هو الأستاذ “محمدحسين نيرومند” الذي نجح على مدى سنوات من النشاط الفني في مجال تصميم الكاريكاتير في الحصول على شهادة فنية من الدرجة الأولى من وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، وجائزة بصرية رفيعة من مهرجان فجر الدولي للفنون التشكيلية، ولديه نشاطات وتأليفات كثيرة في هذا المجال، كما أنه أستاذ في كلية الفنون الجميلة في الإذاعة والتلفزيون الإيراني، والمستشار الفني لوزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، والمدير التنفيذي لجمعية السينما الثورية والدفاع المقدس، وحَكّم في مهرجانات فنية عديدة، وبمناسبة اليوم العالمي للكاريكاتير  أجرينا حواراً معه فيما يلي نصه:

 

 

الكاريكاتير فن فريد

بداية تحدث الأستاذ محمدحسين نيرومند عن تأثير الكاريكاتير على الساحة العالمية وسرعة التعبير فيه مقارنة بالفنون الأخرى، فقال: في الأساس، نشأت الرسوم الكاريكاتورية من الصحافة، وبطبيعة الحال، فهي شكل فني يتفاعل بسرعة مع الأحداث، مثل أي صحيفة أو نظام إخباري، فهو فريد بين الفنون في هذا الصدد، إذ يتفاعل بسرعة كبيرة مع الأحداث والوقائع، ومن المعروف أيضاً أن فن الكاريكاتير هو فن تسجيل الأحداث والوقائع السياسية بشكل بصري، وهذا يعني أنه إذا كنت تريد أن ترى السرد التاريخي بصرياً الآن، فكل ما عليك فعله هو تصفح الصحف الأوروبية من السنوات الـ 300 أو الـ 250 الماضية، وأقول أوروبا لأن معظم رسامي الكاريكاتير كانوا ناشطين في أوروبا في قرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين.

 

 

لذا فهو فن لعب دوراً مهماً في رفع مستوى الوعي العام ولا زال يلعب هذا الدور حتى يومنا هذا، ولكن بطبيعة الحال في عصرنا، اتخذ الكاريكاتير أشكالاً مختلفة وأكثر تنوعاً، وهذا يعني أننا لا نواجه فقط الرسوم الكاريكاتورية في الصحافة، بل نرى أيضاً أعمالاً في المعارض الفنية وفي الفضاء الإلكتروني، على أية حال، إذا تعاونت وسائل الإعلام، فمن حسن الحظ أن إيران تتمتع بقدرة عالية في مجال الرسوم الكاريكاتورية، وهو ما يمكن أن يكون مؤثراً.

 

دعم فلسطين بالكاريكاتير

فيما يتعلق بالدفاع عن المظلومين والشعب الفلسطيني بسلاح الكاريكاتير، يقول الأستاذ نيرومند: أعتقد أنه في الحقيقة، كان جزء كبير من فناني العالم وعدد كبير من الفنانين الإيرانيين ناشطين في هذا المجال وعملوا على هذه القضية، لكن الحقيقة هي أن إحدى نقاط ضعفنا الأساسية في مجال الرسائل هي أن الأنظمة التي من المفترض أن تقوم بتوصيل الرسالة إلى الجمهور لا تقوم بالأنشطة الضرورية، أي أنني أعمل كرسّام كاريكاتير، ولكن ليس لدي الكثير من الإمكانيات لنشر هذه الأعمال، ويجب أن تصل هذه الأعمال الفنية إلى الجمهور المحلي والأجنبي، وهذا يتطلب نظاماً وذكاءً يستطيعان بالفعل نقل هذا المحتوى بطرق مختلفة.

 

 

مهرجانات دولية لفضح الكيان الصهيوني

أما عن الخطوات التي اتخذتها إيران في هذا الصدد، وأنشطتها على المستوى الدولي، وحسن الإستقبال عنها، يقول الفنان الإيراني: تعتبر إيران من الدول القليلة في العالم التي قامت بعمل جيد حقاً في هذا المجال، ويجب أن أذكر بالتأكيد اسم “سيد مسعود شجاعي طباطبائي” باعتباره الشخص الذي يتولى حالياً مسؤولية فن الكاريكاتير الإيراني أو أحد أولئك الذين يأخذون هذا العمل على محمل الجد، وهو الذي قام بتصميم وإدارة العديد من المعارض المتعلقة بفلسطين والقضايا ذات الصلة، ومن أحدث أعماله مهرجان “هولوسايد” الدولي، الذي اسمه مزيج من كلمتي “الهولوكوست” و “جينوسايد” أي الإبادة الجماعية.

والتي تشير إلى الجرائم التي بيّضت وجه الهولوكوست التي لم تكن شئياً أمام الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني حالياً ضد الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة، ولحسن الحظ، لقي هذا المهرجان ترحيباً حاراً من قبل العديد من الفنانين الملتزمين من جميع أنحاء العالم، ورأيت هذه الأعمال، وكانت جميلة، وفي هذا المجال تعمل بلادنا ومؤسساتنا الثقافية بكل ما أوتيت من قدرة.

 

الفن الثوري

على أعتاب يوم الفن للثورة الإسلامية والذي يصادف يوم الأربعاء القادم، سألنا عن رأي الأستاذ حول خصائص الفن الثوري، فهكذا أبدى عن رأيه قائلاً: أعتقد أن الثورة الإسلامية كانت ولا تزال قادرة على خلق حركة فنية مستقلة تسمى الفن الثوري الإسلامي، وقد بُذلت جهود كثيرة في هذا الصدد، ولكن أعتقد أن العدو أدرك الوضع بسرعة كبيرة وحاول بشتى الطرق منع تأثير وانتشار هذا الفن، ولكن مع وجود فنانين ملتزمين، يمكننا تشكيل تدفق الفن الثوري.

يجب علينا أن نربي الأجيال ونستثمر، ويجب أن يؤخذ التعليم على محمل الجد، ويجب القيام بالعديد من الأنشطة في هذا المجال، حتى يمكن تفعيل هذا الاتجاه، الذي أعتقد أنه يمكن أن يكون له كلمته في عالم الفن، وأعتقد أننا تمكنا من تحقيق ذلك في بعض المجالات، ولكن بالمقارنة مع الثورة الإسلامية نفسها، والتي أصبحت معروفة الآن في جميع أنحاء العالم، هناك طاقات كبيرة يجب استثمارها، وأعتقد أن فن الثورة الإسلامية يتمتع بإمكانات كبيرة، ولكنه لم يصل إلى الحد الذي ينبغي أن يكون.

 

معارض دولية مشتركة

وحول إقامة معارض دولية إيرانية أجنبية ضد الأمبريالية العالمية يقول الأستاذ نيرومند: أعتقد أن إيران لديها القدرة على أن تكون قائدة لحركة فنية ثورية، وهذه القدرة موجودة بالفعل، على سبيل المثال، في مجال الكاريكاتير، وهو مجال أرتبط به ارتباطاً أوثق وأتابعه عن كثب، حققنا نجاحاً كبيراً إلى حد كبير، أي أولئك الذين لديهم وجهة نظر مناهضة للأمبريالية، ومناهضة للإستعمار والإستبداد، يعرضون أعمالهم في معارضنا والمسابقات التي تُقام في إيران، وعلاقاتنا مع العديد من هؤلاء الفنانين قوية، كما أننا نشارك في المعارض الدولية، وحالياً يُقام معرض جيد في كاراكاس، وذلك بفضل جهود مركز الفنون التشكيلية في “حوزه هنري” وقسم العلاقات الدولية فيه، إلى جانب مسؤولي المستشارية الثقافية الإيرانية في فنزويلا، والذي لقي لحسن الحظ إستقبالاً جيداً، على أي حال هذه القدرة موجودة ويمكننا أن نكون فاعلين في هذا المجال، ولكن نحتاج إلى نشاطات أكثر لمستشارياتنا الثقافية في الدول المختلفة.

 

 

تعاون إيراني عربي

وفي الختام تحدث رسّام الكاريكاتير الأستاذ نيرومند عن العلاقة بين الفنانين الإيرانيين والعرب، وقال: لحسن الحظ، فإن العديد من رسامي الكاريكاتير من الدول العربية لديهم علاقات ويشاركون أيضاً في معارضنا. أعتقد أن لغة فن الكاريكاتير هي لغة بصرية، وبسبب الحلاوة والفكاهة الموجودة في فن الكاريكاتير، فإنها يمكن أن توفر اتصالاً جيداً وحميمياً بين الجماهير المحلية والأجنبية، الإمكانات التي يتمتع بها هذا الفن كبيرة بحيث يمكن عرض هذه الأعمال في بلدان مختلفة، ومن المتوقع أن يتمكن الشاب العربي الملتزم إذا بذل الجهد من أن يصبح ناشرا نشطا من تلقاء نفسه،

على أية حال، هذه الأعمال منتجة في إيران. وربما أقل ما يمكن لهؤلاء الشباب العربي المهتم بالقضية الفلسطينية أن يفعلوه هو إعادة نشر هذه الأعمال وبثها في بلادهم، وهذا أقل ما يمكن توقعه من شاب ملتزم ومهتم بالقضية الفلسطينية.

 

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص