معاون دائرة التراث الثقافي والسياحة بالمحافظة:

كلستان مقصد للسياحة الصحية للبلاد

بناهي: وفقاً للمراجع الطبية الأوروبية، فإن الطب الهندي واليوناني والعالم كله مدين للطب الإيراني،فالإيرانيون هم حاملو راية الطب من الناحية القانونية والحقيقية

2023-02-12

 

الوفاق/ انطلق المؤتمر الوطني الأول للسياحة الصحية والطبيعية والمعالجة الطبيعية(بسكي) بحضور ضيوف من جميع انحاء البلاد في مقر جامعة آزاد الإسلامية، فرع كنبدكاووس شرق محافظة كلستان.

وقال مدير عام دائرة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية بمحافظة كلستان جواد ساوري: من بين البرامج المخطط لها في هذا المؤتمر ورش عمل لتعديل نمط الحياة والمزاج على أساس مبادئ الطب الإيراني، والغذاء الصحي في المجمعات السياحية، والسياحة البيئية والمطاعم، والعلاج الرياضي والحركات التصحيحية. وقال: كما أن الطبيعة والسلامة والصحة والسياحة البيئية والسياحة الزراعية في محافظة كلستان هي من بين موضوعات حلقات هذا المؤتمر التي قدمها 11شخصا من أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في السياحة.

(بسكي)، أب الطبيعة الإيرانية

ولد الدكتور غلام علي بسكي، المعروف باسم بابا بسكي وأب الطبيعة الإيرانية، في فبراير 1930م في مدينة سبزوار وكان من أوائل الأطباء والجراحين في مجال أمراض النساء والولادة في منطقة كنبدكاووس، والذي افتتح فيها مستشفى في هذا المجال عام 1966، ولكن بعد سنوات قليلة في عام 1970م ترك حياة المدينة وكرس بقية حياته لحماية البيئة وتعزيز ثقافة حماية البيئة وزراعة عدد كبير من الشتلات المتنوعة من الأشجار المثمرة والغابات.

الدكتور بسكي، الذي تداخل اسمه مع طبيعة إيران وبيئتها وله سمعة دولية، بعد معاناة 70 شهراً من المرض، توفي عن عمر يناهز 88 عاماً.

وقال ساوري: إيران هي إحدى دول المقصد لـ«السياحة الصحية» بسبب تكاليف العلاج المنخفضة وتطور التكنولوجيا الطبية. وكلستان، بمراكزها الطبية النووية الثلاثة، والقوى الخبيرة والكفوءة والبنية التحتية المناسبة في المجال الطبي، يمكن أن تكون وجهة لجذب السياح صحياً.

وقال محمد جواد ساوري، في المؤتمر الوطني الأول للسياحة (بسكي) الصحية والسياحة الطبيعية والعلاج الطبيعي، الذي عقد في قاعة المؤتمرات بجامعة آزاد الإسلامية، فرع كنبدكاووس: كان الدكتور غلام علي بسكي ناشطاً وداعياً لحماية البيئة، وشخصية وطنية ودولية كانت أعماله فعالة ودائمة للغاية لأهالي المنطقة والمحافظة. عرف الدكتور بسكي قدر وقيمة الطبيعة، وهذا التقدير والاهتمام جعله مشهوراً كأب الطبيعة في إيران.

وصرح بالقول: بالإضافة إلى التعريف بالخدمات والقدرات المهملة للمحافظة في مجال السياحة الصحية والسياحة الطبيعية، فإن عقد مثل هذه المؤتمرات يوفر أيضاً فرصة للتعريف بالقدرات الأخرى للمحافظة.

وقال: «إيران من بين أفضل 10 دول سياحية في العالم من حيث الموارد والهبات التي وهبها الله، ولكن للأسف لم تستغل هذه الموارد بالشكل الجيد».

وأضاف ساوري: محافظة كلستان هي بوابة دخول إيران والخروج منها لدول رابطة الدول المستقلة، ولحسن الحظ، في الحكومة الثالثة عشرة، من أجل تعزيز السياحة، توسعت علاقة المحافظة مع الدول المجاورة في هذا المجال. يجب أن نقدم إمكانات لجذب السياح من الدول المجاورة، وخاصة السياحة الصحية، من خلال تطوير التفاعلات وتوسيع العلاقات معها.

مشيرا إلى أن تطوير السياحة وتعزيزها كان مصدر قلق جاد للحكومة الثالثة عشرة وتم اتخاذ إجراءات جيدة تماشيا مع ذلك، مؤكدا: هناك قدرات خاصة في كلستان، ومن خلال إحياء هذه القدرات، سيدخل الكثير من العملات الأجنبية إلى المحافظة عن طريق جذب السياح المحليين والأجانب.

وقال ساوري: لقد تعرضت السياحة في البلاد لآراء مختلفة ولأن الجميع لا ينظرون إلى السياحة وإمكانياتها للتنمية الاقتصادية والازدهار من نافذة واحدة، فإننا نشهد الكثير من التخلف في هذا القطاع.

وأوضح: إيران وجهة رخيصة للسفر وخاصة السياحة الصحية، يجب الاستفادة القصوى من هذه القدرة المهملة. وأضاف ساوري: حماية البيئة في جزيرة آشوراده مهمة للغاية، ولكن يمكننا تطوير صناعة السياحة من خلال عدم التدخل في البيئة.

وقال: الازدهار الاقتصادي وخلق فرص العمل عنصران مهمان للغاية، لا سيما في محافظة كلستان الأقل تطوراً. يجب تحقيق هذين المكونين المهمين مع ازدهار الصناعات مثل السياحة، والتي يمكن أن تسبب أضراراً أقل بكثير للبيئة من الصناعات الأخرى.

 الامكانات الخاصة للسياحة في كلستان محرك للتنمية

قال رئيس الجمعية العلمية للسياحة الطبيعية الإيرانية: باستخدام القدرات الخاصة لكلستان، يمكن تحويل السياحة إلى محرك للتنمية والرفاهية الاجتماعية في هذه المحافظة.

واضاف فريد جواهرزاده، في إشارة إلى الشعار الوطني للسياحة، «نمو الأفكار الجديدة في السياحة الإيرانية»: إن نمو الأفكار الجديدة في صناعة السياحة أمر ممكن مع نمو السياسات لجميع للبلاد.

وأكد: إن تنشيط صناعة السياحة يؤدي إلى تحسين الوضع الاقتصادي، والتغلب على التضخم ويولد النمو الإيجابي المستمر في اقتصاد البلاد، ولا شك أن تطوير صناعة السياحة سيكون عاملاً مهماً في نمو الاقتصاد وسيكون جزءاً من ازدهار أجزاء أخرى من إيران.

وقال: إن جزيرة آشوراده وحوض ميانكاله المائي هما أكثر النظم البيئية قيمة في شمال البلاد، والتي تم تسجيلها كمحمية للحياة البرية بسبب تعدد الأنواع الحيوانية والنباتية الفريدة، وقد أولت مجالات البيئة والسياحة المستدامة والتراث الثقافي اهتماماً دائماً بهذا الأمر في الخطط الإقليمية، وبجهود إضافية تم منع تعرضهما لأحداث مؤسفة.

وأضاف: لا شك أن معيشة الشعب والمجتمع المحلي يمكن اعتبارها قائمة على حماية الطبيعة، ويمكننا خلق نموذج للتنمية السياحية يرتكز على المجتمع التنموي في الدولة.

غابات هيركاني من أروع المعالم الطبيعية في إيران

وفي إشارة إلى غابات هيركاني، قال جواهرزاده: غابات هيركاني هي من أروع المعالم الطبيعية في إيران، ومن أجل حماية هذا التراث الإنساني، يجب أن نعتبر جميع الأعمال الملموسة وغير الملموسة في المنطقة من مكونات النظام السياحي، حيث انها نجم لامع مثل المرحوم الدكتور بسكي.

وقال هذا الأستاذ الجامعي في نهاية حديثه: تعتبر شخصية الدكتور بسكي مختلفة عن التراث الروحي الآخر للمنطقة، وأن طريقته وسلوكه ومكانته في تعاليمه يمكن أن تلعب دوراً مميزاً في هذه المنطقة.

الطب الإيراني لا يتعارض مع الطب الحديث

كما قال سكرتير لجنة السياحة العلاجية الإيرانية التابعة لوزارة الصحة في هذا المؤتمر الوطني: الطب الإيراني الشعبي هو أصل الثقافة الأصيلة للشعب الايراني ولا يتناقض مع الطب الحديث والحالي ويعرف بالطب التكميلي.

وأشار محمد بناهي: في العام الماضي حدث شيء جيد في مجال وزارة الصحة، وهو الاهتمام بـ«السياحة العلاجية الإيرانية» كإحدى الطاقات المهمشة والمجهولة في البلاد.

وأضاف: الطب الإيراني عمره أكثر من 5000 عام، والإيرانيون على دراية بالنباتات الطبية منذ فترة طويلة، وقد تم دمج هذا الدواء مع ثقافة أهل هذا البلد، واليوم يمكن ذكر هذا الدواء على أنه واحد من القدرات التي لا غنى عنها لتنمية السياحة.

وتابع بناهي: وفقاً للكتب المرجعية الطبية الأوروبية، فإن الطب الهندي والطب اليوناني مدين للطب الإيراني، وفي العالم كله الإيرانيون هم حاملو راية الطب من الناحية القانونية والحقيقية. وسيكونون كذلك.

واعتبر بناهي فئة السياحة الصحية من المواضيع المتخصصة بوزارة الصحة وقال: السياحة الصحية تشمل المحاور الثلاثة «السياحة العلاجية القائمة على العلاج بالطب الحديث والمعالجة الطبيعية والسلامة». وقال أيضا: في ايران 11 منطقة من أصل 13 منطقة في العالم، وهذا الموضوع جعل البلاد تتمتع بقدرة فريدة للغاية في مجال العلاج الطبيعي، بما في ذلك 370 ينبوع مياه معدنية، حوالي 200 منها لها مرافق ذات صلة بسياحة العلاج الطبيعي أو قدرة العلاج الصحراوي في المناطق الحارة والجافة والعلاج بالطين في شمال البلاد.

واعتبر بناهي أن الصحة هو المجال الثالث للسياحة الصحية وقال: التواجد في محافظات مختلفة من البلاد، بما في ذلك كلستان، بسبب القدرات الطبيعية العديدة كالغابات والشلالات والينابيع والأنهار والمراعي والصحارى، يمكن أن تخلق حافزاً روحياً وجسدياً للسياح.

 كلستان تتميز بالسياحة الصحية  

كما قال نائب رئيس جامعة كلستان للعلوم الطبية وخدمات الرعاية الصحية: تتمتع هذه المحافظة الشمالية بقدرة خاصة والتحدث بنفس اللغة وحول بعض دول آسيا الوسطى، ما يميزها عن المحافظات الأخرى من حيث السياحة الصحية.

وأضاف محمد مهدي زركران: هذه الفرصة هي امتياز كبير لمحافظة كلستان، بحيث يمكن من خلال تعزيز البنية التحتية الصحية في مجال السياحة أن يوفر المجال لمزيد من التطوير لهذه الصناعة بدعم من المستفيدين الصحيين. وقال: إن الأنشطة والمساعي المختلفة في مجال البيئة، إلى جانب الطب، جعلت اسم وذاكرة الدكتور بسكي خالدين في كلستان والبلاد، وسيصبح ازدهار السياحة الصحية في المحافظة بهذا الاسم عالمياً.

وصرح زركران: على الرغم من البنى التحتية الطبية المختلفة، بما في ذلك نشاط مراكز العقم وتصوير الأوعية وغرف العمليات وخدمات الأسنان وعلاجات التجميل والعلاج الإشعاعي، فإن كلستان لديها قدرة جيدة على ازدهار صناعة السياحة الصحية وتطوير وظائف جديدة في هذا المجال .

وأضاف خليل فرش باف: من أجل الوصول إلى المستوى الصحي الصحيح والحصول على سماء زرقاء وهواء نقي في الدولة ومحافظة كلستان، لا بد من الاهتمام بالنموذج البيئي القائم على الاقتصاد.

واعتبر أن شعار الدكتور بسكي هو حماية الأراضي الرطبة والاهتمام بنوع المحاصيل في الأراضي المنحدرة واحترام القدرة المعيشية المحلية.

ركز هذا المؤتمر على مواضيع مختلفة، بما في ذلك السياحة الصحية، وتعديل نمط الحياة، والوقاية من الأمراض المزمنة من خلال التغذية، والعلاج الرياضي، ودور العلاج الطبيعي في الوقاية والشفاء، والاسترخاء والاستيقاظ في الطبيعة، والانسجام مع قوى الطبيعة، والسياحة الطبيعية، الفنادق التي تتبع نهجاً لحماية البيئة، ويتم تنفيذ اعتماد العلامات التجارية والتسويق الرقمي في السياحة الصحية وسياحة الاستجمام والتنمية المستدامة.