ويعكس تواتر هذه الاجتماعات الثنائية تصاعد وتيرة العلاقات بين البرازيل وشريكها التجاري الأكبر، وهو ما وصفه أحد الدبلوماسيين في برازيليا بـ”الأمر الحتمي”، في ظل تحولات العالم وتكيّفه مع السياسات التجارية غير المتوقعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الدبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن “المسار الطبيعي هو البحث عن بدائل، والصين تعد واحدة من تلك البدائل”. وأضاف أن البرازيل تسعى كذلك إلى إبرام اتفاقية تجارية إقليمية مع الاتحاد الأوروبي، كما تعمل على تعزيز التعاون داخل مجموعة BRICS.
وأكد أن ما يحدث يمثل “سياسة تقليل المخاطر”، مشيرا إلى أن العلاقات الحالية مع الولايات المتحدة تنطوي على مستوى عال من التحديات، وهو ما يدفع البرازيل بشكل طبيعي إلى توسيع خياراتها، مبينا أن العلاقات بين البرازيل والصين وثيقة بالفعل.
وفي نوفمبر الماضي، وخلال زيارة للرئيس شي إلى برازيليا، اتفق الجانبان على رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية، ووقعا أكثر من ثلاثين اتفاقية تعاون تشمل مجالات حيوية مثل البنية التحتية والطاقة والزراعة وقطاعات استراتيجية أخرى.
ومن المقرر أن يشارك لولا في اجتماع يُعقد في العاصمة الصينية بكين يوم 13 مايو، يجمع بين مسؤولين صينيين وقادة من أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، وفق ما أعلنته الحكومة البرازيلية. ويتوقع دبلوماسيون أن يجري لولا وشي محادثات خاصة على هامش هذا اللقاء.
وسيلتقي الزعيمان مرة أخرى في مدينة ريو دي جانيرو خلال قمة (BRICS) المرتقبة في يوليو، وقد تم تأكيد مشاركة الرئيس الصيني في هذا الحدث. كما من المتوقع أن يعود شي إلى البرازيل مرة ثالثة في نوفمبر لحضور قمة الأمم المتحدة للمناخ، والتي يُنتظر أن يشارك فيها نحو ألف رجل أعمال صيني، وفق ما أفاد به مسؤولون برازيليون.