بعد الجولة الأولى من المحادثات

محادثات مسقط… تقهقر أميركي امام إيران

يعتقد الكثير من المحللين السياسيين والناشطين الإعلاميين أن هناك دلائل تشاهد على مبادرة إيران وتفوقها في وضع إطار المحادثات.

يرى الكثير من الخبراء أن الجمهورية الاسلامية الإيرانية استطاعت فرض مطالبها على الولايات المتحدة من خلال اختيار مكان المفاوضات وحصر المحادثات في الشأن النووي.

 

خلال المحادثات غير المباشرة التي جرت أمس السبت بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة، والتي عقدت بوساطة سلطنة عمان، يعتقد الكثير من المحللين السياسيين والناشطين الإعلاميين أن هناك دلائل تشاهد على مبادرة إيران وتفوقها في وضع إطار المحادثات.

 

مراسل بي بي سي يعترف بتفوق إيران

وفي هذا الصدد، أكدت مراسلة بي بي سي نفيسة كوهنورد في تقرير لها أن إيران تمكنت من إفشال الطلب الأمريكي بعقد محادثات في الإمارات وفرض عُمان مكاناً للمحادثات.وأشارت أيضاً إلى مسألة القيود الإعلامية على تغطية هذه المحادثات، قائلة إن سلطنة عمان لم تسمح بتواجد وسائل الإعلام الدولية، باستثناء إذاعة وتلفزيون الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووكالة الأنباء الأميركية أسوشيتد برس، وهو ما تم على الأرجح بناءً على طلب الجمهورية الإسلامية الإيرانية للسيطرة على روايات المحادثات.

 

مؤشرات على تفوق الجمهورية الإسلامية في المفاوضات مع الولايات المتحدة

 

ويعتقد بعض المحللين، استناداً إلى الأدلة ومسار عملية التفاوض، أن إيران كانت في وضع متفوق مقارنة بالجانب الأميركي. ويلخصون أسباب هذا التفوق في المجالات التالية:

 

 فشل التهديدات العسكرية الأمريكية

 

أولا، ظلت التهديدات العسكرية الأميركية المتكررة ضد إيران، والتي أطلقها بعض المسؤولين الأميركيين مرارا وتكرارا في الأشهر الأخيرة، دون أي إجراء عملي. وتراجعت واشنطن تدريجيا عن موقفها الهجومي، وتحولت النبرة التهديدية إلى محاولات للحوار.

 

تحديد موضوع التفاوض

 

وفي المحور الثاني، تم تضييق نطاق المواضيع التي تمت مناقشتها بشكل ملحوظ. وفي حين أكد الأميركيون في السابق على أن المفاوضات يجب أن تشمل جميع الجوانب النووية والصاروخية والإقليمية، إلا أن هذه المفاوضات اقتصرت في النهاية على القضية النووية فقط. وهو التغيير الذي يراه العديد من المراقبين بمثابة تراجع واضح من جانب واشنطن.

 

اختيار إيران لمكان المفاوضات

 

ثالثا، انتهى النزاع حول مكان المحادثات أيضا لصالح الجمهورية الاسلامية الإيرانية. وبينما أرادت الولايات المتحدة إجراء المحادثات في الإمارات، أصرت إيران على اختيار عُمان، وفي النهاية عقدت المحادثات في مسقط.

 

إجراء مفاوضات غير مباشرة بناء على طلب إيران

 

رابعا، إن شكل وطريقة المفاوضات كانت أيضا تسير وفقا لرغبات إيران. كانت واشنطن تريد مفاوضات مباشرة، لكن إيران أصرت على أسلوب غير مباشر، وتم تنفيذ هذا النموذج.

 

تراجع واشنطن عن مطالب حليفها الإقليمي

 

خامساً، فيما يتعلق بقضية الكيان الصهيوني، اضطرت أميركا إلى إدارة سلوك إسرائيل. ورغم معارضة تل أبيب في البداية، فقد رتبت الولايات المتحدة مسار المفاوضات بطريقة تجعل نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين غير قادرين في نهاية المطاف على التأثير على مسار المحادثات. وهو ما وصفه بعض المحللين بأنه تراجع حقيقي من جانب واشنطن تجاه حليفها الإقليمي.وبشكل عام، يعتقد الكثير من الخبراء أن المفاوضات الأخيرة تظهر أن إيران، من خلال الاستفادة من التطورات الإقليمية والبنية المتعددة الأقطاب للنظام الدولي والظروف الداخلية للولايات المتحدة، تمكنت من الحفاظ على اليد العليا في المساومة الدبلوماسية ودفع المفاوضات وفقا لأهدافها وأولوياتها.

 

 

مجيد أميد

 

 

المصدر: الوفاق/ وكالات

الاخبار ذات الصلة