العدو ينسف مستشفى المعمداني.. وأكثر من مليون غزّي بلا استشفاء

الفصائل الفلسطينية تندد بمجزرة الاحتلال الجديدة في القطاع

في اليوم الـ27 من استئناف العدوان على قطاع غزة، استهدفت غارة صهيونية فجر الأحد المستشفى المعمداني في مدينة غزة، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة، في حين يفترش المرضى والجرحى الشوارع المحيطة.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الاحتلال استهدف أكثر من 4 آلاف منزل ومنشأة مزوّدة بأنظمة الطاقة الشمسية ضمن سياسة ممنهجة لتدمير مصادر الكهرباء البديلة في القطاع. في حين حملت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني فجر الأحد باستهدافه مستشفى المعمداني في غزة.

 

في السياق، دان بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس قصف الاحتلال الصهيوني المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في مدينة غزة فجر الأحد، مما تسبب في خروجه عن الخدمة بشكل كامل.

 

من جانب آخر شهد المسجد الأقصى المبارك، صباح الأحد، اقتحامات واسعة نفذتها مجموعات كبيرة من المستوطنين، في اليوم الأول من عيد الفصح اليهودي، وذلك تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الصهيوني، عبر باب المغاربة.

 

وفي الضفة الغربية، ما زالت قوات الاحتلال مستمرة في عملياتها بالشمال. وتشير تقديرات بلدية جنين إلى أن جيش الاحتلال هدم نحو 600 منزل في المخيم منذ بداية عدوانه قبل 79 يوما، في حين أصبحت 3200 وحدة سكنية غير صالحة للسكن.

 

*الاحتلال يستهدف المستشفيات والمراكز الطبية والمؤسسات الصحية

 

في إطار خطة ممنهجة للقضاء على ما تبقى من القطاع الصحي في قطاع غزة، عبر استهداف المستشفيات والمراكز الطبية والمؤسسات الصحية في انتهاك فاضح لكل المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المنشآت الطبية، قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني، فجر الأحد، (13 نيسان 2025) مبنى المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في مدينة غزة.

 

وفي التفاصيل، استهدف طيران الاحتلال بصاروخين مبنى الاستقبال، ما أدى إلى تدميره وإلحاق أضرار بالغة، واشتعال النيران في أقسام الاستقبال والطوارئ والمختبر والصيدلية.

 

ووفق شهود عيان، فإن جيش الاحتلال كان قد هدّد بقصف المستشفى قبل استهدافها، وأمهل الموجودين فيه من مرضى وجرحى وطواقم طبية بإخلائه قسرًا خلال 18 دقيقة، ما حال دون توفير أي رعاية طبية لمن تستدعي حالتهم ذلك، حيث أجبر عشرات الجرحى والمرضى على مغادرته، وافتراش الشوارع المحيطة به، في ظل أجواء البرد القارس.

 

وقد تسبب هذا القصف بإخراج المستشفى عن الخدمة بالوقت الحالي، ولم يعد قادرًا على استقبال المصابين جراء غارات الاحتلال المتواصلة على القطاع.

 

*أبشع مجازر جيش الاحتلال الصهيوني

 

ويُقدّم المستشفى خدماته الصحية لأكثر من مليون مواطن في محافظتي غزة وشمالها، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية بفعل الإبادة الجماعية الصهيونية المتواصلة على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتعمد استهداف المستشفيات، والمراكز الصحية.

 

وكان مستشفى المعمداني قد شهد واحدة من أبشع مجازر الجيش الصهيوني خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على القطاع، بعد قصفه لها في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023، خلال تواجد المئات من النازحين والمرضى والجرحى بداخله، ما أسفر عن استشهاد 471 مواطنًا، وإصابة المئات.

 

والمستشفى المعمداني في غزة يقع عند الأطراف الشمالية لحي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتُديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، ويُعد من أقدم مستشفيات المدينة حيث تأسس عام 1882.

 

وتحول المعمداني إلى أهم مستشفى في مناطق شمال قطاع غزة، بعد الدمار الكبير الذي ألحقه جيش الاحتلال الصهيوني بمجمع الشفاء الطبي والمستشفيين الإندونيسي وكمال عدوان، خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 18 شهرًا.

 

تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال سبق ودمّر عمدًا 34 مستشفى، وأخرجها عن الخدمة.

 

*تنديدات واسعة

 

في غضون ذلك، دان بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس قصف الاحتلال الصهيوني المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في مدينة غزة، وقال السكرتير الثاني لمجلس بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس القس الكنن دون بندر، في منشور له على فيسبوك، إن قصف الاحتلال الصهيوني المستشفى المعمداني في مدينة غزة وتدميره وإخراجه بالكامل عن الخدمة في أحد الشعانين يُعدّ إهانة لجميع المسيحيين وانتهاكا لجميع قواعد السلوك الإنساني.

 

ويتبع المستشفى المعمداني في غزة الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية في القدس، وتم تأسيسه عام 1882 على يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا.

 

وأوضح بندر أن المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) ليس أقدم مستشفى في غزة فحسب، بل هو أيضا المستشفى المسيحي الوحيد في قطاع غزة.

 

 

*حماس والجهاد تنددان

 

في السياق، دانت حركة حماس والجهاد الإسلامي في بيانين منفصلين “هذا العمل الإجرامي الذي أدى إلى تدمير مبنى الاستقبال والطوارئ بالمستشفى، وتشريد المرضى والجرحى، في تصعيد خطير يضاف إلى سلسلة الجرائم الوحشية ضد المدنيين الفلسطينيين”.

 

وأكدت الحركتان “أن هذه الجريمة تمثل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية والإنسانية، وجزءا من سياسة إبادة ممنهجة تتبعها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني”.

 

وأبدت الحركتان استنكارهما الشديد لصمت المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن الدولي، أمام هذه الجرائم غير المسبوقة في العصر الحديث، والتي تشمل استهداف البنية التحتية الطبية والتنكيل بالمرضى والجرحى.

 

 

*عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى

 

من جهة أخرى شهد المسجد الأقصى المبارك، صباح الأحد، اقتحامات واسعة نفذتها مجموعات كبيرة من المستوطنين، في اليوم الأول من عيد الفصح اليهودي، وذلك تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الصهيوني، عبر باب المغاربة.

 

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن مئات المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متفرقة، حيث تلقوا شروحات حول “الهيكل” المزعوم، ونفذوا جولات استفزازية في باحات المسجد. كما أدى عدد منهم طقوسًا تلمودية وتوراتية، خاصة في الجهة الشرقية قرب قبة الصخرة، قبل مغادرتهم من جهة باب السلسلة.

 

كما أغلقت سلطات الاحتلال جميع الممرات والطرقات المؤدية إلى البلدة القديمة، إلى جانب أبواب المسجد الأقصى، وسط انتشار مكثف لعناصر الشرطة والقوات الخاصة، ما حول المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية مغلقة.

 

في سياق متصل، منع الاحتلال الصهيوني، الأحد، آلاف المواطنين المسيحيين من الضفة الغربية من الوصول إلى مدينة القدس المحتلة للمشاركة في إحياء أحد الشعانين.

 

وأحيت الكنائس المسيحية الشرقية والغربية المناسبة في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة من القدس، وسط غياب الآلاف من مسيحيي الضفة بسبب القيود الصهيونية المشددة.

 

 

*انفجارات عنيفة تهز مخيم نور شمس

 

إلى ذلك شهد مخيم نور شمس في طولكرم -صباح الأحد- إطلاقا كثيفا للنيران تخللته انفجارات في محيط المنطقة، بينما تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عمليتها العسكرية في مدينة طولكرم ومخيمها وجنين ومخيمها بالضفة الغربية لليوم الـ77 على التوالي.

 

وأفادت مصادر محلية بأن منطقة جبل النصر في مخيم نور شمس شهدت صباح الأحد إطلاقا كثيفا للنيران، وسط انتشار عسكري كثيف وضغوط متواصلة ضد السكان لإخلاء منازلهم.

 

وفي جنين، تستمر قوات الاحتلال في عمليتها العسكرية بمدينة جنين ومخيمها لليوم الـ83 على التوالي، وسط انتشار مكثف واقتحامات متواصلة شملت عددا من مناطق المدينة، من بينها المنطقة الصناعية.

 

وأفادت مصادر طبية بأن العملية أسفرت حتى اليوم عن استشهاد 36 فلسطينيا واعتقال المئات، ودمرت قوات الاحتلال مئات المنازل داخل مخيم جنين، مما أدى إلى نزوح أكثر من 20 ألف فلسطيني، في ظل تدمير كبير للبنية التحتية.

 

ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الصهيوني والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 947 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

 

 

 

المصدر: الوفاق/ وكالات

الاخبار ذات الصلة