احذري عصبية المراهق وراء انحرافاته السلوكية

نجد أن غالبية الآباء يُرجعون سبب الانحراف إلى مفاجأة التغيّرات الجسدية والاجتماعية والعاطفية التي يعيشها المراهق خلال سنوات المراهقة، بينما جديد الدراسات يؤكّد وجود أسباب أخرى ترقد وراء هذه الانحرافات. للتعرُّف إليها وتوضيحها ووضع سُبل التعامل معها، كان اللقاء واستشارية طب النفس الدكتورة فاطمة الشناوي.

انحراف سلوك المراهق مشكلة اجتماعية لا يخلو منها أيّ منزل في العالم، وتبلغ ذروتها في حوالي سن 14 و15 عاماً؛ مما يشكل قلقاً وإزعاجاً للآباء، وخطراً كبيراً على المراهق ذاته والمجتمع من حوله. وهذا الانحراف كما تخبرنا أرقام الإحصاءات، يرتبط بالذكور أكثر من الإناث، ويتراوح ما بين مخالفات اجتماعية بسيطة، إلى جرائم مخيفة.

 

ومن زاوية أخرى، نجد أن غالبية الآباء يُرجعون سبب الانحراف إلى مفاجأة التغيّرات الجسدية والاجتماعية والعاطفية التي يعيشها المراهق خلال سنوات المراهقة، بينما جديد الدراسات يؤكّد وجود أسباب أخرى ترقد وراء هذه الانحرافات. للتعرُّف إليها وتوضيحها ووضع سُبل التعامل معها، كان اللقاء واستشارية طب النفس الدكتورة فاطمة الشناوي.

 

معنى الانحراف

 

لا شك أن الانحراف من السُّلوكيات المُكتسبة والتي لا يولد بها الطفل، الأطفال لا يُولدون مُنْحرفين؛ بل يقعون ضحايا للانحراف، ويتم ذلك في ظل انشغال أعضاء الأُسرة خاصَّة الوالدين، وتعَد رفقة السُّوء من أعظم أسبابه.

السلوك المنحرف هو اختراقٌ للتوقُّعات الاجتماعية وانتهاكها، بمعنى الخروج عن المعايير التي يُحدّدها المُجتمع ويرتضيها كسلوك عام، يسعى كلّ مراهق للالتزام به وتجنُّب إهماله أو إغفاله خاصة في حالة المراهقة.

 

وبمعنى ثانٍ؛ فإن السلوك الانحرافي هو الخروج عن قيم وقواعد المجتمع، وكلّ مجتمع يحدد قواعده، ولكن ما يمكن اعتباره سلوكاً انحرافياً، هو ما يثير استهجان أفراد المجتمع وغضبه ورفضه.

 

وهو السلوك الذي يكُون خارج التنبؤات المُشتركة والمُمكنة في المحيط الاجتماعيّ، ومن أجله يتعرض المراهق للنبذ وسط الأهل والأقران والمجتمع ككل.

 

اسباب العصبية عند المراهق

 

البيئة الأُسرية: تعَد أول أسباب الانحراف؛ فهي الأساس في تشكيل وبناء صفات شخصية المراهق؛ لذا نجد أن غالبية المُنحرفين ينتمون لأُسر غير مترابطة.

 

انحراف أحد الوالدين: هناك ارتباط وثيق بين انحراف المراهق وانحراف أحد الوالدين، وكذلك بسبب حدوث أيّ خطأ في التنشئة الاجتماعية، كالتدليل الزائد أو القسوة المفرطة، أوعدم المساواة بين الأبناء.

 

الفقر أو الحرمان الاقتصادي: يقود في أحيان كثيرة لحالةٍ من عدم الاستقرار الاجتماعيّ؛ مما يسبب مشاكل اجتماعية تُهدّد الأسرة، وبالتالي يلجأ المراهق لأحد أشكال الانحراف المرفوضة.

 

ضعف الوازع الدينيّ: فالشّاب الذي ابتعد عن تعاليم دينه وشرعه، سيقع بلا شك في الانحراف بشكلٍ أكبر من الشّاب الذي تمسّك بها.

 

الفراغ: إذا فرغَ الشاب المراهق ولم يجد ما يفعله أو يشغله ويفرغ فيه طاقته؛ فسيكون وقوعه في الانحراف أسهل ممّن يشغل وقته بما يفيد، دراسةً كانت أو عملاً أو ممارسة رياضة.

 

فسادُ بيئة الإنسان: إنّ الإنسانَ انعكاسٌ لما في بيئته؛ فمَن نشأ في بيئة تُشجّع الانحراف؛ فإنّه سيكون أكثر احتمالية للوقوع في الانحراف عن غيره.

 

أصدقاءُ السّوء: تَزيد احتماليّة انحرافِ الشّباب إذا كان أصدقاؤهم كذلك، (إنَّما مثلُ الجليسِ الصَّالحِ والجليسِ السُّوءِ كحاملِ المِسكِ ونافخِ الكير).

 

اليُتم: عندما يفقدُ الإنسان أمه أو والده الذي كان يرعاه ويُدبّر أموره وأسباب معيشته، سيزوره الهمّ والغمّ؛ ممّا قد يدفعه لكثيرٍ من السلوكيات السيئة، وبالتالي لطريق الانحراف.

 

كثرة المال: كمن يقوم بتقديم أدوات الجريمة لابنه؛ حيث يقوم الشباب بتبذير المال وإنفاقه بإسراف فيما لا يُفيد، ربما ساعدهم في الوصول إلى أحد أسباب انحرافهم.

 

الحرية المطلقة: عندما يُمارس الشّباب حُريّتهم بشكلٍ مُطلقٍ وغير مسؤول؛ فهم يظنّون أنّ معنى الحرية هو الخروج والدخول من دون رقيب، وفي لبس وصرف ما يُريدون.

 

 

 

المصدر: وكالات