توفي البابا فرانسيس، زعيم الكاثوليك في العالم، اليوم (الاثنين) عن عمر يناهز الـ 88 عاماً، وذلك بعد فترة قصيرة من مرضه الذي كان يتعافى منه حسب ما أعلن الفاتيكان سابقاً. وقد شكل خبر وفاته صدمة للملايين من المؤمنين الكاثوليك حول العالم الذين كانوا يتابعون حالته الصحية باهتمام بالغ.
وقد أعلن الفاتيكان رسمياً خبر وفاة البابا فرانسيس الذي كان يشغل منصب بابا الكنيسة الكاثوليكية وأسقف روما. وفي تغريدة مؤثرة، أكد الكاردينال “كيفن فاريل”، مدير الشؤون المالية والإدارية في الفاتيكان، نبأ الوفاة قائلاً: “إخوتي وأخواتي الأعزاء، بحزن عميق يجب عليّ أن أعلن رحيل أبينا المقدس فرانسيس. في تمام الساعة 7:35 من صباح اليوم، انتقل أسقف روما، فرانسيس، إلى بيته الأبدي”. وقد بدأت أجراس كنائس الفاتيكان تدق إعلاناً عن الحداد العام على رحيل البابا.
نبذة عن حياة البابا
ولد البابا فرانسيس، واسمه الأصلي خورخه ماريو برغوليو، في 17 ديسمبر 1936 في الأرجنتين. نشأ في أسرة متواضعة من أصول إيطالية مهاجرة، وكرس حياته المبكرة للدراسة والعمل قبل أن يلتحق بالكهنوت. حصل على رتبة كاردينال من البابا يوحنا بولس الثاني في عام 2001 بعد سنوات طويلة من الخدمة الكنسية. وفي عام 2013، تم اختياره خلفاً للبابا بنديكت السادس عشر في حدث تاريخي، واتخذ لنفسه اسم فرانسيس تيمناً بالقديس فرانسيس الأسيزي الذي عُرف بتواضعه ومحبته للفقراء.
ويُعدّ فرانسيس أول عضو من الطائفة اليسوعية يتولى منصب البابوية، وأول بابا من قارة أمريكا اللاتينية، وأول بابا من خارج أوروبا منذ البابا غريغوري الثالث. وقد تميزت فترة بابويته التي استمرت اثني عشر عاماً بدعواته المستمرة للسلام العالمي والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر والاهتمام بالبيئة.
آخر نشاطاته ومرضه الأخير
كان آخر ظهور علني للبابا فرانسيس بمناسبة عيد الفصح في 20 أبريل 2025، حيث وجه نداءً عالمياً من أجل السلام ونزع السلاح وإطلاق سراح السجناء. وتضمنت رسالته التي تُليت في هذه المناسبة المهيبة دعوات ملحة لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح السجناء والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وتحقيق السلام في أوكرانيا وجنوب القوقاز وغرب البلقان، ونزع السلاح وضمان الحرية الدينية في أفريقيا، بما في ذلك السودان والكونغو ومنطقة الساحل، وتحقيق المصالحة في ميانمار.
قضى البابا فرانسيس الأسابيع الأخيرة من حياته في مستشفى “جيميلي” في روما، حيث كان يعاني من مشاكل في التنفس والتهاب رئوي حاد. وعلى الرغم من التقارير المتفائلة عن تحسن حالته الصحية في الأيام الأخيرة، إلا أن حالته تدهورت بشكل مفاجئ في ساعات الصباح الأولى من يوم الاثنين.
خطوات اختيار البابا الجديد
تُمثّل وفاة البابا فرانسيس بداية العملية الرسمية المعروفة باسم “الكونكلاف” لاختيار البابا الجديد، والتي تبدأ بمراسم دفن البابا الراحل في الأيام المقبلة وتنتهي بظهور الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين إشارة إلى اختيار البابا الجديد. ومن المتوقع أن يجتمع كبار الكرادلة من جميع أنحاء العالم في الفاتيكان خلال الأيام القليلة المقبلة للمشاركة في هذا الحدث التاريخي الهام الذي سيحدد مستقبل الكنيسة الكاثوليكية العالمية.