وميناء الشهيد رجائي يستأنف نشاطه

رئيس الجمهورية يتفقّد مكان الحادث.. ويأمر بفتح تحقيق دقيق حوله

المتحدث باسم وزارة الدفاع: لا توجد أيّ شحنة عسكرية في ميناء الشهيد رجائي

الوفاق- ارتفع عدد الضحايا في انفجار ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندرعباس في محافظة هرمزكان (جنوبي البلاد) إلى 28 شخصاً، حيث أعلن رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني إن عدد الضحايا في الانفجار ارتفع إلى 28 شخصاً، مؤكداً أنه يوجد “20 شخصاً أيضاً في وحدة العناية المركزة بالمستشفى”.

 

وفي إشارة إلى نقل أكثر من ألف جريح في حادثة ميناء الشهيد رجائي إلى المستشفيات، قال بيرحسين كوليوند: تمت عملية البحث والإنقاذ بشكل جيد للغاية. وأوضح: أغلب هؤلاء المصابين غادروا المستشفيات؛ لكن 190 مصابًا يرقدون حالياً في المستشفيات.

 

هذا وأعلن الحداد لمدّة يوم واحد (اليوم الإثنين) في عموم البلاد، ولمدّة ثلاثة أيام اعتبارًا من يوم الأحد في محافظة هرمزكان، وذلك إثر الحادث المأساوي.

 

وقال محافظ هرمزكان: نعلن الحداد العام لمدة ثلاثة أيام اعتبارًا من اليوم (الأحد) على الحادث الكبير الذي وقع وأدى إلى فقدان أرواح عدد من مواطنينا في المحافظة.

 

وأشاد محمد عاشوري بجهود رجال الإطفاء في هرمزكان والفرق التي أرسلت إلى المنطقة من طهران وفارس وكرمان وبوشهر للسيطرة على الحريق. وصرح: إن الجهود المنسقة لجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك رجال الإطفاء، والحرس الثوري، والجيش والبحرية التابعة للحرس الثوري، والشرطة، والسلطة القضائية في هرمزكان، وأعضاء مجلس إدارة الأزمات في المحافظة، للسيطرة على الحريق وتنفيذ عمليات الإغاثة والإنقاذ جديرة بالثناء.

 

*رئيس الجمهورية يأمر بفتح تحقيق دقيق

 

هذا وأجرى رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان زيارة تفقّدية إلى مدينة بندرعباس، للاطلاع على آخر المستجدات بشأن الحادث الذي وقع في الميناء. وكان في استقبال الدكتور بزشكيان لدى وصوله إلى مطار بندرعباس الدولي عصر الأحد، ممثل قائد الثورة الاسلامية في المحافظة، ووزيرا الداخلية والنقل، ورئيس منظمة الهلال الأحمر، ومجموعة من المسؤولين المحليين. كما أجرى رئيس الجمهورية جولة جوية على موقع الحادث قبل هبوط الطائرة.

 

وحضر الرئيس بزشكيان إجتماعاً إستثنائياً لمقر إدارة الأزمات بالمحافظة، بحضور الوزراء والمسؤولين المعنيين، واستمع إلى التقارير الميدانية وإصدار الأوامر اللازمة لتسريع معالجة وضع الضحايا وتعويض الأضرار وإعادة الأوضاع الى مسارها الطبيعي. وأكد خلال الاجتماع على ضرورة متابعة حالة الجرحى، والتعويض عن الاضرار الحاصلة، مُثنيا على جهود فرق الانقاذ والجهات المسؤولية والحكومة.

 

كما زار الرئيس بزشكيان مستشفى خاتم الأنبياء، وتفقّد المصابين، واطلع على حالتهم الطبية، كما إلتقى عائلات المصابين وتحدث معهم.

 

*الحكومة تواصل متابعاتها

 

ولدى وصوله الى مطار بندر عباس، اكد رئيس الجمهورية، ان المسؤولين في حكومته متواجدون داخل المحافظة حاليا بهدف متابعة الاجراءات ومعالجة الحالات الناجمة عن حادث التفجير، كما اشاد بالجهود المضنية للقوات الاغاثية؛ مؤكدا بان الحكومة ماضية في تقديم خدماتها الاغاثية الى عوائل الضحايا وايضا معالجة الجرحى؛ مردفا: ان زيارته الحالية الى هرمزكان جاءت بهدف التضامن والتعاون مع المتضررين في الحادث.

 

*الميناء يستأنف نشاطه

 

بالتزامن مع ذلك، وبعد توقف قصير لنشاطه، عاد مجمع ميناء الشهيد رجائي الذي يعتبر القلب النابض للتجارة في البلاد، إلى النشاط في أقل من 24 ساعة بفضل جهود الأجهزة والمسؤولين المعنيين حتى لا يكون هناك أي اضطراب في تصدير واستيراد البضائع وحتى الترانزيت، حيث أعلنت وزيرة الطرق “فرزانة صادق”، صباح الأحد، أن عمليات التحميل والتفريغ وغيرها من الأنشطة تجري حاليًا كالمعتاد في المناطق والأقسام الأخرى من ميناء الشهيد رجائي.

 

*حشد جميع الإمكانيات

 

وكان قد أعلن وزير الداخلية “إسكندر مؤمني”، مساء أمس ، إن حادثة ميناء الشهيد رجائي خلّف 8 قتلى و750 مصاباً. وقال الوزير مؤمني في تصريح له خلال حضوره في مكان الحادث: أولويتنا الأولى هي إنقاذ أرواح المواطنين، ونسعى أيضا لإخماد الحريق ومنع انتشاره. وأضاف: أرسلنا جميع الإمكانيات من مختلف أنحاء البلاد إلى بندرعباس، كما أرسلت فرق إطفاء من طهران ومحافظات أخرى، وتتواجد طائرات مكافحة الحرائق والنقل في موقع الحادث، وقد تضافرت جهود جميع الإدارات، وآمل أن نتمكن من إخماد الحريق تمامًا في الساعات القادمة.

 

وأشار وزير الداخلية إلى أنه “بسبب الرياح القوية في موقع الحادث، ينتشر الحريق للأسف من حاوية إلى أخرى، وقد اتخذنا الإجراءات اللازمة لمنع انتشاره، منها على سبيل المثال بناء سدود أمان في المناطق المطلوبة، ووضع حاويات فارغة لمنع انتشار الحريق”. وأضاف: جميع الأجهزة تعمل، ونأمل أن يتم إخماد الحريق تمامًا خلال الساعات القادمة، وسنوافي الرأي العام بآخر المستجدات.

 

* عدم وجود أي شحنة ذات استخدام عسكري

 

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع العميد “رضا طلائي نيك” انه لا توجد أي شحنة ذات استخدام عسكري في موقع الانفجار الذي وقع في الميناء. وجاء ذلك ردّاً على الأخبار والشائعات المتداولة أخيراً حول الحادث، وأوضح بأنه وفق التحقيقات والوثائق المتوفّرة فانه لم يكن هناك شحنة مستوردة أو مصدرة ذات استخدام عسكري في منطقة الحريق الذي وقع في الميناء.

 

وأشار العميد طلائي نيك الى أن هذه الحادثة أثارت ضجة إعلامية مستهدفة من قبل وسائل الإعلام الأجنبية لخلق أجواء في البلاد تتماشى مع العمليات النفسية للأعداء؛ مضيفاً: إن الشعب الإيراني على قدر من الوعي والبصيرة لعدم الانجرار وراء هذه الشائعات.

 

كما أفاد أنه سيتم تحديد الأسباب الرئيسية والفرعية لحادث حريق ميناء الشهيد رجائي، سواء لأسباب تتعلق بالسلامة أو الأمن أو بمساعدة الوكالات ذات الصلة، في الوقت المناسب وسيتم الإعلان عنها بالتأكيد من قبل السلطات الرسمية الوطنية، مع التركيز على منظمة إدارة الأزمات ووزارة الداخلية.

 

وتتواجد فرق الإنقاذ وقوات الأمن في موقع الحادث، وتجري عمليات التحقيق والإغاثة، ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد حجم الحادث. وقال مديرعام إدارة الأزمات بمحافظة هرمزكان “مهرداد حسن زادة”: بناء على التحقيقات الأولية، فإن سبب الانفجار كان عدداً من الحاويات المخزنة في ميناء الشهيد رجائي.

 

*لجنة برلمانية خاصة تجري تحقيقاً حول أبعاد الحادث

 

إلى ذلك، أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف، خلال الجلسة العلنية للمجلس يوم الاحد، أن فقدان أرواح وإصابة عدد من المواطنين في الانفجار الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي أدمى قلوب الشعب الإيراني، لافتاً إلى أن لجنة برلمانية خاصة تجري تحقيقاً حول أبعاد الحادث.

 

وقدّم قاليباف أحرّ التعازي لأسر الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في هذا الحادث، سائلاً المولى العلي القدير الشفاء العاجل للمصابين والمصابات. وأشار إلى أنه وضعت على جدول أعمال الأجهزة توفير الرعاية الفورية للمصابين ووضع التنسيق اللازم طبقاً لأوامر رئيس الجمهورية وبقيادة وزير الداخلية. وختم قائل: كما أنني قمت على الفور، عقب وقوع الانفجار، بتعيين وفد من أعضاء اللجان البرلمانية، بما في ذلك لجنة العمران والأمن القومي والسياسة الخارجية ولجنة الشؤون الداخلية والمجالس البلدية ولجنة الصحة والعلاج، لإرساله إلى ميناء الشهيد رجائي في محافظة هرمزغان للتحقيق في الوضع وأبعاد الحادث وتقديم تقرير دقيق وشفاف عن عملية التحقيق وأداء الأجهزة إلى البرلمان والشعب.

 

من جانبه، أكّد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الاسلامي، ابراهيم رضائي، انه حسب تقارير أولية لا علاقة لحادث ميناء الشهيد رجائي بأنشطة قطاع الدفاع في البلاد. وأكد رضائي رفضه الشائعات حول الأصل العسكري لحادث انفجار ميناء الشهيد رجائي، وقال في منشوره: “وفقاً للتقارير الأولية، فإن ما اشتعلت فيه النيران في حادثة ميناء الشهيد رجائي ليس له أي صلة بقطاع الدفاع في البلاد”.

 

في السياق، أعلن وزير الزراعة، غلام رضا نوري قزلجه، انه في أعقاب الانفجار، عن توجيه السفن المحملة بالبضائع الأساسية إلى ميناء الإمام الخميني(رض)، معلناً عن تشكيل أمانة دائمة لإدارة الأزمات في المجال الزراعي، وقال: تم توجيه المدير الإداري لدعم الثروة الحيوانية بنقل الحاويات المبردة إلى أماكن يتوفّر بها الكهرباء.

 

*تعازي دولية

 

هذا وقدّمت مختلف دول العالم التعازي والمواساة بضحايا حادث الانفجار، حيث أعربت هذه الدول عن تعاطفها مع ضحايا الحادث. وأعربت الأمم المتحدة عن تعاطفها مع شعب وحكومة إيران في أعقاب الحادث، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك”، مساء السبت، بشأن الانفجار: نشعر بحزن عميق لمعرفة العدد الكبير من الضحايا نتيجة الانفجار الذي وقع في ميناء شهيد رجائي في بندرعباس بالجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

كما أعربت وزارة الخارجية العراقية، السبت، عن خالص تضامن العراق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إثر الانفجار، وذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية، أن “جمهورية العراق تقدّم تعازيها إلى حكومة وشعب إيران، وتؤكّد وقوفها إلى جانبهما في هذه اللحظات الأليمة، كما تُعرب عن تعاطفها العميق مع أسر الضحايا، وتتمنّى الشفاء العاجل للجرحى”.

 

ووجه رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، التعزية إلى إيران بضحايا الانفجار. وقال في برقيته :”نتقدم بأحرّ التعازي لقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولأسر ضحايا انفجار اليوم في ميناء الشهيد رجائي ببندر عباس، نعرب عن تضامننا وتعاطفنا معهم في هذا المصاب”.

 

كما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن تعازيها الخالصة لإيران جراء الانفجار، وأعلنت عن استعدادها لتقديم أي مساعدة مطلوبة. كما قدّمت السعودية تعازيها لأهالي الضحايا وتمنت الشفاء العاجل للمصابين.

 

هذا وأعربت كل من الامارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان عن تضامنها مع الحكومة والشعب الإيراني، وقدمت تعازيها لأسر الضحايا وتمنت الشفاء للمصابين.

 

هذا وبعث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رسالة تعزية إلى الرئيس بزشكيان في ضحايا الانفجار، مُتمنّياً الشفاء العاجل للمصابين في هذا الحادث المؤسف. كما عبر المسؤولون القطريون عن تضامنهم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحادث.

 

في السياق، أعلن وزير الخارجية اليمني “جمال عامر ” عن تضامن بلاده مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين والجرحى. كما أكد وزير الخارجية اليمني على إيمان بلاده بقدرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تجاوز هذه الحادثة المؤلمة.

 

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية عن أصدق التعازي والمواساة للجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة بضحايا الانفجار.

 

كما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، عن تعازيه بضحايا الحادث، وبعث بوتين برقية تعزية إلى قائد الثورة الإسلامية بشأن الضحايا والدمار الواسع النطاق الناجم عن الانفجار، وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة اللازمة لمواجهة تداعيات هذه الكارثة. كما أصدرت السفارة الروسية في طهران رسالة اُعربت فيها عن تعازيها في ضحايا حادث ميناء الشهيد رجائي. كما اعلنت السفار الروسية في طهران أن الرئيس الروسي، أصدر اوامرا بإرسال عدة طائرات تحمل قوات متخصصة إلى إيران على الفور للمساعدة في اخماد الحريق في ميناء الشهيد رجائي.

 

إلى ذلك، أعربت تركيا عن تعازيها في حادث ميناء الشهيد رجائي، مُبديةً استعدادها لمساعدة الضحايا. كما أصدرت الحكومة الفنزويلية بيانًا رسميًا أعربت فيه عن تعاطفها وتضامنها مع ايران حكومةً وشعبًا، في هذا الحادث المؤسف”. كما عزّت كل من كوبا ونيكاراغوا واليابان وأفغانستان بالحادث المأساوي، وأعربت عن تعاطفهما مع إيران حكومةً وشعبًا في أعقاب الانفجار.

 

*حزب الله يعزي

 

كما أصدر حزب الله لبنان بيان نعي لضحايا حادثة الانفجار واعلن حزب الله عبر بيانه: يتقدّم حزب الله من سماحة الإمام القائد دام ظله الوارف، ومن رئيس الجمهورية ‏الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان، ومن حكومتها وشعبها العزيز، ومن عوائل الشهداء، بأحرّ ‏التعازي والمواساة.‏

 

*تعازي فلسطينية

 

وفي السياق، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في رسالة لها، تعاطفها وتضامنها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحادث الأليم،  كما أعربت لجان المقاومة الفلسطينية عن تعاطفها وتضامنها مع ايران في رسالة عقب الانفجار، وجاء في رسالة لجان المقاومة الفلسطينية: “إننا على ثقة تامة بقوة وقدرة الجمهورية الإسلامية وقيادتها الحكيمة على تجاوز هذه الحادثة المؤلمة سريعاً”. كما أعربت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”، في بيان، عن تعازيها بضحايا الانفجار، معربة دعمها وتضامنها الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقادتها وحكومتها وشعبها، في أعقاب الانفجار. هذا وأعربت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية عن تعاطفها مع الشعب الإيراني في أعقاب الحادثة.

 

المصدر: الوفاق