وسط الحصار الإسرائيلي الخانق ومنع دخول المساعدات الإنسانية والأدوية، طفل صغير يبحث عن لقيمات داخل قدر طبخ فارغ في مطبخ خيري.
مشهد يلخص معاناة لا توصف، حيث أصبح مجرد فتات الطعام حلماً لأطفال غزة المحاصرين. ومنذ أيام، دخل قطاع غزة في موجة جديدة من الجوع غير المسبوق، مع بلوغ الأزمة مستويات كارثية تهدّد حياة أكثر من مليونَيْ فلسطيني، في ظل اغلاق الاحتلال المعابر منذ 50 يوماً، ومنعه دخول المساعدات كافة، بما في ذلك المواد الغذائية.
وأمس، حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن مليونَيْ شخص يعتمدون كلياً على المساعدات، لا يجدون الطعام، فيما أعلنت وكالة الأونروا نفاد كامل إمدادات الطحين، مع التأكيد بوجود 3000 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية جاهزة لدخول غزة، تمنعها سلطات الاحتلال من الدخول. وفي الأسواق المحلية، يبدو الوضع مأساوياً بكل المقاييس، إذ أصبحت السلع الأساسية نادرة جداً، والأسعار وصلت إلى مستويات قياسية. ما يعني أن أكثر من 90 بالمئة من سكان غزة باتوا غير قادرين على تأمين حاجاتهم الغذائية الأساسية، وسط تجويع وتعطيش متعمّدَيْن من جانب الاحتلال.
كما أدى انقطاع المحروقات وإغلاق المعابر إلى نقص حادّ في مياه الشرب أيضاً. ميدانياً، واصل جيش الاحتلال تصعيد عدوانه على مناطق القطاع كافة، متسبباً بعشرات الشهداء والجرحى منذ فجر اليوم. وأفادت المصادر الفلسطينية بانتشال 4 شهداء من منزل تعرض لقصف جوي إسرائيلي في خان يونس جنوبي القطاع، الی ذلك أصيب عدد من المواطنين بينهم حالة خطيرة في استهداف الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب عيادة عبسان الكبيرة. كما تزامنت غارة إسرائيلية مع قصف مدفعي استهدفت المنطقة الشرقية لمدينة رفح جنوبي القطاع.
وفي الشمال أعلنت مصادر فلسطينية عن قصف مدفعي بالتزامن مع إطلاق نار من آليات الاحتلال شمال غرب بيت لاهيا وفي جباليا تم انتشال شهداء وإصابات في صفوف الأطفال جراء قصف الاحتلال منزلاً غرب مخيم جباليا.