اليوم الوطني للخليج الفارسي هو امتداد للهوية التاريخية والحضارة العريقة لأرض إيران، حضارة تأسست على أسس متينة من الثقافة والفن، ليكون الخليج الفارسي الأزرق دائمًا هو الوثيقة الأكثر وضوحًا للهوية في العالم.
يصادف يوم 30 نيسان/أبريل، ذكرى طرد القوات الاستعمارية البرتغالية من المياه الجنوبية الإيرانية وتحرير الخليج الفارسي على يد القوات الايرانية عام 1622 ومن هنا فقد سمي هذا اليوم بـ«اليوم الوطني للخليج الفارسي»، ويُحتفل الايرانيون بهذا اليوم سنويًا.
إن الجانب المتميز والقيّم لمضيق هرمز والخليج الفارسي هو الحياة الثقافية والفنية لشعب هذه الأرض، والتي تتشابك مع قوتهم الاستراتيجية وتفكيرهم في إدارة الحدود لإظهار وتقديم المظاهر القديمة للحضارة بشكل أكثر روعة ومظاهرها الجديدة بشكل أكثر ثراءً للعالم.
يحد الخليج الفارسي من الغرب الكويت والعراق، ومن الجنوب السعودية والبحرين والإمارات. تبلغ مساحته 240 ألف كيلومتر مربع، ويعتبر ثالث أكبر خليج في العالم بعد خليج المكسيك وخليج هودسن. يرتبط الخليج الفارسي عبر مضيق هرمز ببحر عمان ومن خلاله بالبحار الحرة.
أهم جزر الخليج الفارسي
يحتضن الخليج الفارسي العديد من الجزر، تتفوق كل واحدة منها على الأخرى في الجمال والسحر والجاذبية، ومن هذه الجزر هي: جزيرة قشم، جزيرة كيش، جزيرة هرمز، جزيرة هنغام، جزيرة هندورابي، جزر ناز، جزيرة لارك، جزيرة سيّري، جزيرة خارك، بوموسى، طنب الكبرى، طنب الصغرى، وجميعها تعود لإيران.
اليوم الوطني للخليج الفارسي
لقد شهدت كل نقطة من إيران على مر التاريخ ملاحم وشجاعة الإيرانيين، والعديد من الأيام في التقويم مخصصة للأحداث التي تثير الفخر لدى هذا الشعب. أحد هذه الأيام الملحمية والوطنية هو 30 من ابريل، الذي يوافق ذكرى طرد البرتغاليين من الخليج الفارسي ومضيق هرمز.
سنوات بعد طرد البرتغاليين من المضيق والانتصار على محاولات تحريف اسم الخليج الفارسي، قررت الحكومة الايرانية في عام 2001، أن تخصص يوماً في التقويم لحماية وصون كنوز البلاد الثمينة تحت اسم اليوم الوطني للخليج الفارسي. وقد مرت عملية تسمية هذا اليوم بمرحلة طويلة، حيث تم الحديث عن هذا الموضوع في مناسبات وأحداث متنوعة، وفي النهاية اختار المجلس الأعلى للثورة الثقافية 30 ابريل/ نيسان ليكون اليوم الوطني للخليج الفارسي.
يوم الخليج الفارسي هو يوم فخر وقوة وحيوية وبركة للإيرانيين عموما، وهو يوم مهم في تاريخ إيران يذكّرنا بتضحيات الشعب الإيراني الشامخ وهروب المحتلين البرتغاليين بعد 117 عامًا من السيطرة الجائرة على السواحل الجنوبية للبلاد (21 أبريل 1622 ميلادية). في هذا اليوم ، تمكن شاه عباس الصفوي من استعادة مضيق هرمز من قبضة البرتغاليين.
دور الخليج الفارسي في التحولات الاقتصادية العالمية
يمتلك الخليج الفارسي ميزات متعددة من جوانب مختلفة مقارنةً بالمناطق المائية واليابسة الأخرى في العالم، وهو فريد من نوعه. منطقة الخليج الفارسي، بفضل احتياطياتها الضخمة من النفط والغاز، تُعتبر واحدة من المراكز الاقتصادية المهمة في العالم والتحولات الاقتصادية في هذه المنطقة لها تأثيرات واسعة على التجارة الدولية والأسواق العالمية.
لقد لعب الخليج الفارسي دوره المؤثر كطريق تجاري منذ العصور القديمة، ومنذ بداية توسيع المنافسات السياسية والاستراتيجية للقوى الأوروبية وأصبح الخليج الفارسي محوراً تجارياً مهماً في استراتيجياتهم.
لا شك أن الخليج الفارسي، بموارده الطبيعية والمعدنية الوفيرة، يعتبر الآن ليس فقط كحلقة وصل بين الشرق والغرب في العالم، بل كأحد الطرفين الرئيسيين في التبادلات الاقتصادية العالمية، مما يدل على مكانته وأهميته كمسار مائي مهم.
لا تنحصر أهمية الخليج الفارسي على منطقة غرب آسيا والقارة الآسيوية بل إنه يحظى أيضًا بأهمية خاصة عالمياً ومرتبط كذلك بالحضارة الإيرانية التي تضرب في أعماق التاريخ وعلى هذا كان هذا الممر البحري موضع اهتمام للقوى السياسية والعسكرية والاقتصادية والجيولوجيين وعلماء الآثار والمؤرخين والجغرافيين.
يتميز الخليج الفارسي وسواحله بغناه بمخزونات النفط والغاز، ويمر طريق نقل النفط عبره لدول عدة مثل العراق الكويت والسعودية والإمارات. ولهذا السبب يعتبر ممراً إستراتيجياً مهماً.
الخليج الفارسي بإعتباره ممراً عالمياً ذا صلة وثيقة بالحضارة الايرانية وهو من الأسماء التي وردت منذ القدم في الوثائق والمراسلات والعقود بين الأقوام والشعوب الدانية والقاصية ويُوصف بأنه منهَض السلام والحضارة الايرانية وأحد أهم مناطق العالم الاستراتيجية حساسيةً ودوره مصيري في التبادل الاقتصادي على صعيد الشرق الاوسط، مما جعل ايران إحدى القوى العظمى في المنطقة.
ووفق ما ورد في المستندات والوثائق التاريخية والجغرافية الوطنية منها والدولية فإن الخليج الفارسي ممر مائي دولي وميراث يمتد الى اكثر من 2500سنة تحت اختيار ايران والحكومات التي تولت زمام أمورها.
اصدار أطلس «الخليج الفارسي والجزر الايرانية الثلاث»
بمناسبة اليوم الوطني للخليج الفارسي، صدر أطلس نفيس بعنوان «الخليج الفارسي والجزر الايرانية الثلاث» وسيتم ازاحة الستار عنه لأول مرة اليوم الاربعاء 30 ابريل/نيسان وهو عبارة عن مجموعة فريدة من 27 خريطة تاريخية تم جمعها من كنوز متاحف دفينة، الميزة البارزة لهذه الخرائط هي أنها أُعدت بواسطة كارتوغرافيين بارزين أوروبيين على مر العصور المختلفة، كما أن أقدم خريطة موجودة في هذا الأطلس تعود إلى القرن السابع عشر الميلادي.
وقال حمیدرضا سليماني، المدير التنفيذي لمؤسسة المتاحف: إن هذا الأطلس متوفر باللغتين الفارسية والإنجليزية، وهو ليس فقط عملاً فنياً وتاريخياً قيماً، بل له أهمية خاصة من الناحية العلمية والبحثية أيضاً. تُظهر الخرائط، كوثائق تصويرية موثوقة وجهات نظر الأوروبيين على مر العصور المختلفة تجاه منطقة الخليج الفارسي، ويمكن أن تقدم معلومات قيّمة حول الأسماء، والمواقع الجغرافية، والتفاعلات التجارية والسياسية في تلك الفترة.
وأضاف سلیماني: إن أهمية هذا الأطلس ملحوظة من عدة جوانب، أحدها من حيث التوثيق التاريخي؛ فالخرائط هي وثائق تاريخية فريدة تُصوّر التحولات الجغرافية والسياسية في المنطقة على مر الزمن. والثاني من حيث الحفاظ على الهوية: إن نشر هذا الأطلس يُعتبر خطوة مهمة في سياق الحفاظ على الاسم والهوية التاريخية للخليج الفارسي.
سلیماني بيّن أن هذا العمل يُظهر أن اسم الخليج الفارسي مُسجل منذ زمن بعيد في الخرائط العالمية الموثوقة، وقد تم التعرف عليه دائماً كواقع تاريخي. من حيث تعزيز الوعي العام؛ فإن الوصول إلى هذه الخرائط التاريخية يمكّن العامة من التعرف بشكل أفضل على تاريخ وجغرافيا منطقة الخليج الفارسي، ويمنحهم فهماً أعمق لأهمية هذه المنطقة في تاريخ وثقافة العالم.
وأضاف سليماني أن هذا العمل القيم هو مصدر غني للباحثين ومرجع موثوق لفهم أفضل لتاريخ وجغرافيا الخليج الفارسي.