في مشهد أعاد إلى الذاكرة كوابيس الحرب في سوريا تحولت مدينة جرمانا جنوب العاصمة دمشق إلى ساحة اشتباكات عنيفة، أوقعت قتلى وجرحى، وسط تحذيرات رسمية من الانجرار خلف دعوات الانتقام والإخلال بالأمن. الاشتباكات اندلعت منذ ليل الإثنين واستمرت حتى فجر الثلاثاء وأسفرت عن مقتل واصابة عدد من الأشخاص بعضهم بحالة حرجة.
مصادر إعلامية سورية قالت إن الاشتباكات دارت بين المسلحين من قوات الأمن التابعة للحكومة السورية وآخرين دروز، مشيرة إلى وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى جرمانا واندلاع مواجهات عنيفة عند حاجز النسيم على أطراف المدينة. مصادر محلية أفادت كذلك بسقوط القذائف هاون صباحا على أحياء سكنية ما أدى إلى اصابات جديدة في صفوف المدنيين.
المواجهات لم تقتصر على جرمانا بل امتدت إلى منطقة القوس في أشرفية صحنايا جنوب دمشق، حيث اندلعت اشتباكات مماثلة بين مسلحين قيل إن بعضهم من عناصر الأمن واخرين من أبناء المنطقة. الاشتباكات جاءت على خلفية تداول تسجيل صوتي منسوب لرجل دين درزي تضمن إساءات لمقام النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ما أثار موجة غضب واسعة.
ورغم نفي مشايخ الطائفة الدرزية ورفضهم للتسجيل المسيء إلا أن مجموعات مسلحة شنت هجمات على مناطق درزية. وفي أول تعليق من داخل جرمانا حملت المرجعية الدرزية في المدينة السلطات السورية المسؤولية الكاملة عن ما حدث، وعن أي تطورات لاحقة أو تفاقم للأزمة. وزارة الداخلية السورية كانت قد أكدت فتح تحقيقا عاجل موضحة أن الشخص المتهم لم تثبت علاقته بالتسجيل حتى الآن، ومحذرة من الانجرار إلى الفوضى تحت أي ذريعة. في المقابل توعدت مجموعات عشائرية في الجنوب السوري بالانتقام، ما رفع منسوب التوتر، وسط استنفار أمني وعسكري في محافظة السويداء وإغلاق كافة الطرق المؤدية إليها.